«كلّنا حلب»… حملة تؤكد بقاء الشهباء في قلوب السوريّين
رانيا مشوِّح
«كلّنا حلب»، حملة جديدة أطلقها الشباب السوريون الواعون، مستفيدين من كلّ ما ملكت أيديهم من وسائل مشروعة، لإيصال صوتهم إلى العالم بأسره. وليقولوا لحلب وأهلها: «أنتم دائماً معنا وفي ذاكرتنا، ولن نتخلّى عنكم، فأنتم أصل من أصول وجودنا».
الحملة أُطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الوطنية السورية. حلب التي تعاني من ضراوة حرب لم يُشهد لها مثيل من قبل، جعلت الشباب السوري ينتفض كلٌ بما يستطيع القيام به لإنقاذها. وكان لـ«البناء» لقاء مع أحد الشباب الذين أطلقوا حملة «كلّنا حلب» فراس حيدر الذي قال: «الحملة أطلقها شباب سوريون من مختلف التوجّهات، من ناشطين وإعلاميين وفنانين. تواصلنا سوياً وقرّرنا أن نتحرّك في خصوص حلب، كونها عاصمة سورية الاقتصادية. ولغالبيتنا ذكريات لا تنسى في حلب. إنّها محاولة منّا للردّ بطُرقنا على ما يفعله المسلّحون الإرهابيون هناك. وأقل ما يمكن أن ندعم أهالي حلب وجنود الجيش السوري البطل من مكاننا، ولو بكلمة. وكما تعلمين، إنّ المقاومة ليست بالسلاح فقط، بل من يمكن أن تكون بالكلمة والصورة. ونحن اتخذنا قرارنا أن نقاوم بالكلمة».
لهذه الحملة أهداف جليّة مترسخة في قلب كل سوريّ ترجمها هؤلاء الشبان بكلماتهم، وفي هذا الإطار قال حيدر: «هدفنا من الحملة أن تكون حروفنا وكلماتنا سلاحاً للتصدّي للإشاعات التي تطاولنا وتروّج أننا نسينا حلب، وأنّ السوريين الذين يعيشون خارج حلب باعوها وتركوها في مهبّ الريح. والحملة وجدت للردّ على كل من يحاول سلخ حلب عن سورية، ولنردّ على حقدهم البربريّ. ولعل وعسى أن تكون صرختنا هذه خطوة في بداية الطريق لخلاص حلب من وجعها وألمها».
استقطبت الحملة شباباً وشابات سوريين كثر، ممّن يحاولون تقديم المستطاع لوطنهم في كل مكان، من شباب داخل سورية، إلى المغتربين في كلّ بقاع العالم. وعن هذا قال حيدر: «بدأت الحملة في 15 نيسان الجاري، وتشير الإحصاءات المبدئية، إلى مشاركة ما يقارب ألفي شاب وشابة حتى الآن، وهم يتداولون هاشتاغ على فايسبوك، وحالياً أطلقنا الهاشتاغ على تويتر. نحن صرخة تقول إنّ كل سوري هو حلبيّ، وكلّنا نسعى إلى إنقاذ حلب، لأن الشعب الحلبيّ أسطورة في الصمود والتحدّي، ونريد أن نوصل صوتنا إلى كلّ أمّ حلبية وكلّ طفل حلبيّ يتيم، وإلى الرجال المدافعين عن حلب، ونقول لهم إنّنا معهم ومنهم، وسنبقى نطالب بعودة الأمان والسلام إلى المدينة التي قدّمت حضارة السلام إلى كلّ الدنيا».
«كلّنا حلب» حملة بعيدة المدى، ويسعى مُطلقوها إلى إيصالها لكلّ من يستطيع أن يقدّم أي محاولة لإنقاذ حلب. ويقول حيدر: «نرغب أن يصل صوتنا إلى أيّ شخص سوريّ يستطيع أن يفيدنا بمشاركته، ونقول لكلّ سوريّ غيّور على وطنه، إن المشاركة في حملة كهذه، لهي واجب وطني لإيصال صوت الحلبيين إلى كل بقعة من العالم. وللمسؤول نقول: لا تنسَ حلب. وللمواطن: لا تقنط من عودة حلب. وللجيش: حلب بحاجة إلى بسالتك».
الشباب الذي يشارك حلب الألم، قرّر اليوم أن يمنحها الأمل، وأن يقول بالصوت العالي أمام العالم أجمع، إن حلب ستبقى مدينة سورية عريقة، وسيعجز الغادرون بها أن يسلخوها عن سورية.