إبراهيم لـ«توب نيوز»: خطاب نصرالله كشف الغطاء عن حقيقة دور آل سعود والوهابيين
رأى الكاتب والمحلل السياسي الدكتور وفيق ابراهيم أن خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ليس تصعيدياً بل كان يعكس بربرية سعودية مغطاة من مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة ضد شعب لم يعتد على أحد ولم يخرج من حدوده سنتيمتراً واحداً».
واعتبر إبراهيم أن «السعودية دولة مهمة على المستوى الدولي لسببين، مادي وديني، لذلك يسمح لها بأن تبيد شعباً بكامله، من هنا أتت كلمة السيد نصرالله بأن العدوان على اليمن وصل إلى مرحلة الأمل الضعيف بتحقيق أهداف سياسية تبتغيها السعودية».
وشرح إبراهيم قول السيد نصرالله «الصبر الاستراتيجي لليمنيين» معتبراً «أن الحوثيين قد استوعبوا الهجوم بصبرٍ وليس صبراً على طريقة البائسين، بل الأقوياء وسينتقلون قريباً إلى الهجوم المضاد».
وأوضح أن «السعودية استغلت مرحلة استراتيجية وشنت حرباً على اليمن، وهي الاقتراب من توقيع الاتفاق النووي النهائي بين إيران والمجتمع الدولي، إذا ردت إيران يسقط الاتفاق وإذا سكتت يسقط الحوثيون، ولكن المفاجأة كانت أن الحوثيين ليسوا قابلين للسقوط وهم شعب قوي وهم يمنيون وجزء من الزيديين وأصحاب البلاد الحقيقيين».
وأضاف: «السيد عكس بدقة حالة الحوثيين وقال للسعوديين تستطيعون أن تقتلوا المدنيين ولكن لن تستطيعوا أن تقتلوا قضية اليمن وهي قضية التحرر من نفوذكم الاستعماري، السعودية منعت اليمن من استثمار النفط في منطقة الجوف اليمنية، وهذه الآبار مقفلة اليوم بالباطون المسلح لكي يبقى اليمن فقيراً تحت سيطرتها ومنشغلاًً بصراعات قبلية، خطاب السيد للمرة الأولى يوحي أن هناك قراراً إقليمياً من سيد عربي مقاوم بكشف حقيقة آل سعود والوهابية، هناك لجنة أنشأتها السعودية تعمل في العراق والبحرين واليمن وربما في لبنان اسمها لجنة مكافحة الروافض، لأنها تريد الوضع في المنطقة مذهبياً للإساءة لإيران وتريده إسلامياً للإساءة لروسيا، فهي دائماً تلبس إيديولوجيات مختلفة للتعامل مع ما تعتبره أخطاراً ضدها، المقاومة ليست شيعية بل عربية وإسلامية والزيديون هم أقرب إلى الشافعية من أي مذهبٍ آخر وما المشكلة إذا كانوا شيعة؟».
وقال: «السعودية تحاول إنشاء جدارٍ سني لتدمير العالم الإسلامي منذ عام 1934، هي دولة قبلية ديكتاتورية طبقية معتدية تعتدي على شعبٍ بكامله ويجب على قوى المقاومة أن ترد لها الصاع صاعين، هي استعملت في عام 1960 أموالها لنشر الفكر الوهابي ولديها آلاف المراكز في مصر وباكستان وأفغانستان وأُلّف معهد وهابي في اليمن لنشر هذا الفكر واشترت مشايخ قبائل في اليمن وحولتهم من الزيدية إلى الوهابية».
وأضاف: «لا يوجد استثمار اقتصادي سعودي في اليمن بل هي تضع أموالها في البنوك الغربية، الوهابية ليست مدرسة سنية عريقة بل يوجد المدارس السنية الأربع وهي على علاقة جيدة بالمذهب الشيعي، الوهابية فكر تدميري يريد تدمير كل المسلمين».
وبيّن أن «حزب الله دخل سورية بقناعة وعزم وتصميم بعد تيقّنه من وجود دورٍ «إسرائيلي» في الأزمة وبعد التدخل التركي والأردني وقوى الإرهاب في شمال لبنان، فجذبته الساحة السورية لأنه أدرك أن الدفاع عن النظام في سورية هو دفاع عن لبنان والأمة العربية والإسلامية».
وتابع: «إيران حتى الآن لم ترسل جندياً واحداً إلى سورية بل مستشارين وقبل اندلاع الأزمة، النظام في سورية لم يكن بحاجة إلى رجال بل إلى دعم عسكري ومالي وتسليحي»، مؤكداً أن التحالف بين النظام في سورية وقوى المقاومة في المنطقة استراتيجي وهو الذي أدى إلى تحرير جنوب لبنان فيما السعودية كانت تفضل أن لا يتحرر العراق من «داعش» وأن تمحى إيران من الوجود».
وشدد ابراهيم على أن «التدخل السعودي في اليمن غير شرعي لأنه يستهدف قسماً مهماً من اليمنيين الذين لم يفعلوا شيئاً للسعودية بل يريدون تحرير بلدهم من النفوذ السعودي، لذلك إن تغير النظام السياسي في اليمن والعراق وتوقيع الاتفاق النووي الإيراني من شأنه أن يسقط آل سعود، فشعروا أن نهايتهم قريبة فشنوا هذا العدوان وهم يعرفون أنهم محميون من أميركا باتفاق كوينسي عام 1945. فأي هجوم على الأراضي السعودية ستتم مواجهته أميركياً».
وعن احتمال اندلاع مواجهة عسكرية بين إيران والسعودية وخطر ذلك على أمن مضيق باب المندب، اعتبر ابراهيم أن «باب المندب مسيطر عليه من ثلاث قوى، في جيبوتي قاعدة عسكرية فرنسية وقاعدة أميركية وفي إريتريا قواعد «إسرائيلية» كل هؤلاء لا يزعجون السعودية بل أهل اليمن، فباب المندب لم يقفل منذ عام 1945 لأن العلاقات الدولية تمنع إقفال أي مضيق، متسائلاً: هل أقفلت إيران مضيق هرمز؟ هي قامت بمناورات عليه وهددت فقط لذلك مبررات العدوان على الشعب اليمني غير منطقية».
وأوضح أن «السعودية تراهن على انفجار الوضع الإقليمي لإلغاء توقيع الاتفاق النووي لذلك لها مصلحة بالحرب واستدراج إيران إليها، لكن في المقابل إيران درّبت قسماً كبيراً من الحوثيين وسلحتهم، وهذا هو الصبر الاستراتيجي الذي تحدث عنه السيد نصرالله ومن يتحدث عن ذلك هو المتمكن لأن الحوثيين لم يبدأوا بالرد بعد فهم متمكنون على مستوى السلاح والقتال، لكن إذا وصلنا لمرحلة تصدع السلاح الحوثي ستتدخل إيران لأن الغرب يريد إيران من دون تحالفاتها الإقليمية».