فرنجية: الانقسام العمودي يصعّب الوصول إلى اتفاق ضمن المهل الدستورية
16 يوماً تفصل عن نهاية المهلة الدستورية للانتخاب الرئاسي ولا بوادر لأي توافق قريب. الحَراك المتجدّد على مستوى بكفيا تجاه الاقطاب الموارنة الثلاثة لن يأتي بأيّ جديد سوى تأكيد من الرئيس أمين الجميّل ورئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، ورئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجية على رفض الفراغ، وزكزكة لرئيس حزب القوات سمير جعجع الذي سارع إلى زيارة الصرح البطريركي ولقاء البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي بحث في الاستحقاق الرئاسي عصر أمس مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا.
وعلى صعيد الحراك الإقليمي برزت زيارة السفير السعودي علي عواض عسيري لوزير الخارجية جبران باسيل والتي تناولت ملف الانتخابات الرئاسية.
الجميّل
وفي إطار التحرّك الذي أطلقه لما أسماه إنقاذ الجمهورية، واصل رئيس حزب الكتائب أمين الجميّل جولته على القادة الموارنة، والتقى في بنشعي رئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجية بعدما كان التقى أول أمس رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون ورئيس حزب القوات سمير جعجع.
وأكد الجميّل أنّ الاستحقاق الرئاسي داهم ومهمّ وكلّ الجهود منصبة لاحترام الاستحقاقات الدستورية، وأن يتمّ انتخاب الرئيس ضمن المهل الدستورية.
وإذ شدّد على «أنّ هذا الاستحقاق ليس استحقاقاً انتخابياً او عابراً بل استحقاق وطني والمستقبل مرتبط بمدى نجاحنا في إتمامه بما يخدم مصلحة البلد»، حذر من «أنّ عدم انتخاب رئيس قبل 25 الجاري أمر خطير لمصلحة البلد، لأنّ المستقبل مجهول والشغور في الموقع الرئاسي يؤدي إلى الفراغ الذي لا نعلم إلى أين سيؤدي بالبلد»، وأشار إلى أنّ هناك شعوراً مشتركاً مع الوزير فرجية حول مسؤولياتنا في هذه المرحلة بالذات وحول ضرورة بذل كلّ الجهود للتفاهم مع بعضنا البعض، لانتخاب رئيس يكون قادراً على مواجهة كل الاستحقاقات الداهمة على الصعيدين الداخلي والخارجي لكي ننقذ هذا الوطن».
وأكد الجميّل أنّ البلد يمرّ اليوم بمرحلة صعبة جداً، إن لناحية الوضع الداخلي أو لجهة لجوء السوريين الى لبنان، إضافة إلى الشأن الاقتصادي والتحركات العمالية، ما يدل إلى أنّ الوضع الداخلي ليس مستقراً إضافة إلى تداعيات الوضع في المنطقة الذي لا يطمئن أيضاً، لذا من الضرورة أن يكون لبنان حاضراً من خلال ان يكون لديه محاور، الأمر الذي يتحقق بانتخاب رئيس قادر على مواجهة كلّ الاستحقاقات، وهذا لا يتم إلا بالتفاهم بين بعضنا البعض وأولاً القادة الموارنة ويجب أن يكون هناك شعور بالمسؤولية لدى كلّ القادة، وبالتالي أن نتفاهم لمنع الفراغ وأن يكون لدينا في 25 أيار رئيس يمثّل لبنان ويدافع عنه ويجسّد الوحدة الوطنية والشراكة الوطنية بين كلّ مكونات المجتمع».
وجدّد الرئيس الجميّل التحذير من خطورة الفراغ، وقال: «لا أفهم كيف يعتبر البعض أنّ الفراغ أمر ثانوي أو غير مهم، بالعكس يجب أن نتفهّم خطورة عدم إتمام الانتخاب ضمن المهلة الدستورية، وتداولنا مع النائب فرنجية في سبل حماية الوطن وإنقاذ الجمهورية في هذا الظرف الصعب الذي نمرّ به».
فرنجية
أما فرنجية فقال: «نحن ضدّ الفراغ ولا نخاف منه ولكن يجب أن نعمل سوياً لتأمين حصول الاستحقاق قبل 25 أيار. الرئيس الجميّل متفائل أكثر من اللزوم في حين أنني متشائم لأنني أرى الأمور كما هي، فلا 8 آذار سينتخبون 14 آذار ولا العكس، والانقسام العمودي يصعّب الوصول الى اتفاق ضمن المهل الدستورية، لكننا نأمل أن نتفق».
وأضاف «لا أحد ضدّ الاتفاق على رئيس وسطي، لكننا نسأل كيف سيحصل ذلك. البعض يريد رئيساً وسطياً أو ضعيفاً ويقولون إنّ الفراغ هو وسيلة ضغط علينا لانتخاب رئيس «كيف ما كان» وهذا أمر نراه. لذلك نريد رئيساً قبل 25 أيار، لكن إذا شاءت الظروف عدم حصول الانتخابات يجب ان نبقى مصمّمين على انتخاب رئيس قوي ولديه تمثيل».
ورداً على سؤال قال فرنجية: «نحن كأقطاب موارنة لا نريد إقفال الطريق في وجه أحد ولا أن نقول إننا نحتكر الساحة المسيحية واللبنانية، بل نقول إن هناك 4 أشخاص يمثلون الأكثرية في هذه الطائفة، لكن لا يمثلون الإجماع، لذا فإنّ أي رئيس يجب ان يكون من بينهم أو أن يحظى برضاهم الى جانب رضى بكركي.» وأكد انه إذا «نبذت بكركي والأقطاب الموارنة الرئيس المنتخب فسيكون رئيساً ضعيفاً».
وأشار فرنجية إلى «أنه ركز مع الرئيس الجميّل على أنه لن يخرج عن ترشيح العماد ميشال عون وهو الذي سيقرّر مصير هذه المعركة الانتخابية»، واعتبر «أنّ مواصفات الرئيس القوي هي إما أن يكون لديه غطاء ماروني أو أن يكون مارونياً ويغطي نفسه بشعبيته، لكن لا يمكن أن يكون مفروضاً على طائفته».
جنبلاط
وفي بكفيا استقبل الجميّل مساء أمس رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط على مائدة العشاء.
جعجع
ومن بكركي، أكّد المرشّح الرئاسي سمير جعجع عقب لقائه البطريرك الماروني أنه ليس مرشحاً تصادمياً، لافتاً إلى استعداده «لمناقشة أي طرح يؤدي إلى رئيس جدّي وضمن المواصفات المقبولة، ولكن شرط أن يتبنى ما ورد في البرنامج الرئاسي الذي أعلنته»، وأضاف: «وإذا كان مرشحاً جدياً فأنا معه».
وأمل أن يتمكّن الراعي «من إقناع مقاطعي جلسات الانتخاب بالحضور إلى مجلس النواب، وأن يقول لهم إنّ هذا لم يكن الاتفاق الذي حصل في ما بيننا هنا في بكركي لكي نتمكن من الوصول الى انتخابات رئاسية، كما يجب أن تكون»، وفق ما جاء في بيان صادر عن القوات. وقال: «ما يحصل في جلسات الانتخاب هو تعطيل لا بل أكثر من تعطيل، والقاعدة هي الحضور إلى الجلسات وليس عدم الحضور».
حلو
في موازاة ذلك، أشاد عضو اللقاء الديمقراطي النائب هنري حلو بالدور الذي تؤديه الدول الصديقة للبنان في العمل على إتمام الاستحقاق ضمن المهل الدستورية، وجدد خلال استقباله سفيرة بلجيكا كوليت تاكيه التأكيد أنّ ترشحه «انطلق من الحرص على تفادي الوصول إلى الفراغ في ظلّ الاصطفافات القائمة التي تفضي إلى طريق مسدود وتحول تالياً من دون انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وشدّد على أنّ الهدف من هذا الترشح «ترسيخ الدينامية التي أدت إلى ولادة حكومة المصلحة الوطنية، والتي أتاحت وتتيح لها حلّ بعض المشاكل المزمنة».
وأضاف: «ما أسعى إليه اليوم، مع زملائي في اللقاء الديمقراطي، هو البناء على تجربة حكومة المصلحة الوطنية والعمل من أجل إرساء جمهورية المصلحة الوطنية».