اميل لحّود: ألا يستدعي مشهد الرؤوس المقطوعة والجثث المحروقة عاصفة حزمٍ ما؟
أسف النائب السابق اميل لحود لأن «يكون البعض بلغ مستوى من المذهبيّة لم يسبق أن شهدنا مثيلاً له في لبنان، حيث بات دم البعض مهدوراً لمجرّد انتمائه للطائفة الشيعيّة، في حين يغفل هؤلاء أنفسهم عن الجرائم التي ارتكبت وترتكب بحقّ المسيحيّين، من نيجيريا إلى غانا الى ليبيا والعراق وسورية، كمثل إغفالهم عن الأزمات التي يعيشها لبنان، وعن قضيّة العسكريّين المخطوفين، والإرهاب المتنقّل في بعض المناطق، وأحياناً بغطاء رسمي، والدين العام المتراكم، وتحوّل المخيّمات الفلسطينيّة الى جزرٍ أمنيّة وملجأ للهاربين من العدالة، لينصبّ اهتمامهم حصراً بالبحث عن مفردات جديدة لمديح السعوديّة وملكها».
وسأل: «ألم يكن مشهد الرؤوس المقطوعة والجثث المحروقة والأعضاء المبتورة في هذه الدول يستدعي عاصفة حزمٍ ما، أم أنّ حزم البعض لا يتحرّك إلا بدوافع مذهبيّة؟ ألا تجد المملكة أنّ تنظيم «داعش» يرتكب أعظم الجرائم عبر التاريخ، والتي تعيد الى الذاكرة ما ارتكبه المغول والعثمانيّون، لكي تحرّك قوّاتها الجويّة لضرب هذا التنظيم الذي لم نسمع على لسان مسؤول سعودي واحد إدانة واضحة له؟ أليس من يدافع اليوم عمّا يسمّيه تطاولاً على المملكة وملكها، مبدياً حرصه الشديد على مصالح اللبنانيّين فيها، هو نفسه من تطاول على الرئيس السوري وزجّ بنفسه في الأزمة السوريّة التي نتج منها إثقال كاهل لبنان بمليون ونصف مليون نازح سوري، بالإضافة الى الخسائر الفادحة التي لحقت بأفراد وشركات لبنانيّة تتعامل في السوق السورية، من دون أن يجد هؤلاء من يدافع عنهم»؟
وتابع لحود: «بعض السياسيّين اللبنانيّين يردّ، عبر مواقفه، الجميل لأولياء نعمته السياسيّة والماليّة في السعوديّة، لأنّ هؤلاء ما كانوا وصلوا الى ما وصلوا إليه لولا انتمائهم الكامل الى المملكة، والبعض يريد أن يوفي ما تقاضاه من المملكة من دعمٍ مالي على مرّ السنوات، فنطق بما قبض ثمناً مسبقاً له، والبعض الثالث يمنّن النفس بأن يدخل جنّة الحقائب السعوديّة التي تشكّل عنوان السياسة الخارجيّة للمملكة. وإذا كان هؤلاء يشكّلون جزءاً كبيراً من الطبقة السياسيّة اللبنانيّة، فمن الطبيعي أن نجد في السيّد حسن نصر الله ما نفتقده في هؤلاء، من قيم الرجولة والوطنيّة والعروبة الحقيقيّة والدفاع عن القضيّة من دون أن يبخل عليها بأغلى ما عنده، ابنه».
ورأى أنّ «موقفنا في الأمس واليوم وغداً مع المقاومة والممانعة، ومعارضتنا للآخرين لا يمتّ الى انتماءٍ مذهبي بصلة، فنحن متشبّثون بمسيحيّتنا أينما كنّا، ونجيد التمييز بين من يحرص على حضورنا في هذا الشرق ويحميه وبين من يدعم ناحري الرؤوس ومدمّري الكنائس ومحطّمي الصلبان».
وأضاف لحود: «حين نتحالف ونصادق نفعل ذلك عن قناعة ولا نتنازل عن رأي ولا عن قيمنا التي نتشبّث بها أكثر خصوصاً في ظلّ عواصف الإرهاب والاعتداء».