مصادر فلسطينية: محاولة اغتيال حجير تُوتّر الأجواء والرد بوحدة الصف وتطبيق مبادرة الفصائل
صيدا ـ جمال الغربي
عاد مخيم عين الحلوة إلى دائرة الضوء مجدداً من بوابة استمرار عمليات الاغتيال. آخرها صباح أمس حيث تعرض الناشط الإسلامي علاء حجير «وهو على علاقة مع بلال بدر القيادي في إحدى المجموعات المسلحة التي تضم تنظيمي جند الشام وفتح الإسلام». إلى محاولة اغتيال نقل على أثرها إلى مستشفى لبيب الطبي في صيدا بسبب خطورة إصابته، ما أدى إلى توتر الوضع الأمني في المخيم وترافق مع إطلاق نار متقطع في الهواء وإغلاق المدارس وبعض المحال التجارية أبوابها.
الوضع الأمني يزداد خطورة يوماً بعد يوم، وكل الدلائل تشير إلى ذلك. منذ أقل من أسبوعين اغتيل علي خليل من المجموعة نفسها التي ينتمي إليها علاء حجير وقبلها بأيام اغتيل مسؤول جمعية المشاريع الخيرية في المخيم الشيخ عرسان سليمان وما بينهما إشاعات ومعطيات عن لوائح اغتيال تحضّر لشخصيات فلسطينية من الانتماءات كافة. سبق ذلك عمليات اغتيال أخرى استهدفت أيضاً أشخاصاً في القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة والأمن الوطني الفلسطيني.
تأتي هذه العملية لتضع ورقة التفاهم الفلسطينية التي وقعتها القوى والفصائل تحت ضغط وتحدّ جديد لتنفيذ بنود هذه الورقة التي تنص على حفظ أمن المخيم ومنع الاقتتال الفلسطيني الفلسطيني. إلا أن الوضع الميداني لا يبشر بالخير على رغم تسارع وتيرة العمل على تعزيز القوة الأمنية المشتركة من خلال تبني حركة فتح وحماس والجهاد الإسلامي تمويل وتسليح هذه القوة من أجل القيام بالمهام الأمنية لضبط الوضع الأمني.
ويشكك مصدر فلسطيني في دور وتشكيل القوة الأمنية لأسباب كثيرة وأبرزها «معادلة الأمن بالتراضي التي يشهدها المخيم بين مختلف القوى أكانت منظمة التحرير أم فصائل التحالف أو القوى الإسلامية أو حتى الشباب المسلم. فضلاً عن ازدياد المربعات الأمنية في المخيم الذي لا يتجاوز كيلومتراً مربعاً».
ويضيف: «إن المخيم دخل في حرب الاغتيالات المفتوحة حيث تطاول معظم الانتماءات والاتجاهات». ولا يخفي المصدر وقوف «جهات خارجية خلف تلك العمليات تستفيد من الخلاف الموجود بين عناصر من حركة فتح ومجموعات الشباب المسلم والتي تضم أفراد تنظيمي جند الشام وفتح والإسلام. إضافة إلى فتور بالعلاقة بين عصبة الأنصار وبعض الأشخاص المتشددين في التنظيمين المذكورين، وذلك من أجل إبقاء المخيم بؤرة أمنية مشتعلة وقابلة للتفجير في أي لحظة».
وتساءل المصدر عن «سبب عدم وصول لجان التحقيق التي تشكل بعد كل حادثة اغتيال إلى نتيجة تكشف الفاعلين على رغم أن معظم تلك العمليات تحصل في النهار. فضلاً عن وجود كاميرات مراقبة في أزقة المخيم كافة، علماً بأن معظم عمليات الاغتيال تحصل في دائرة جغرافية معروفة عند مفرق السوق في الشارع الفوقاني».
مصادر فلسطينية
غير أن مصادر فلسطينية مطلعة قالت لـ «البناء»: «إن مبادرة الفصائل الهادفة لحماية أمن المخيمات والمحافظة على هويتها النضالية والوطنية تتعرض لإطلاق النار».
وأضافت: «اليوم أمس أطلقت النار بعد أن كان هناك اتفاق على تشكيل القوة الأمنية من 150 عنصراً، وقد فوجئنا بعملية اغتيال حجير، ما يؤدي إلى توتير الأجواء ويعيد الأمور إلى نقطة البداية».
وتابعت المصادر: «لهذا نحن أمام واقع لا بد فيه من الصمود وعدم التراجع عن تنفيذ المبادرة، وعلينا كفصائل أن نرد بتوحيد الصف وتطبيق المبادرة التي تحظى بغطاء الدولة اللبنانية أمنياً وقضائياً ولم يكن متوافراً في السابق، كما تحظى بدعم الشعب الفلسطيني، ولهذا نحن مستمرون بالمبادرة».
لجنة متابعة الفصائل
وكانت لجنة المتابعة للفصائل الفلسطينية عقدت اجتماعاً طارئاً عقب محاولة اغتيال حجير عند مفرق سوق الخضار، مؤكدين «رفضهم ما يجري في المخيم من فتن متنقلة تهدد أمن المخيم»، داعين «الجميع إلى التكاتف وبذل كافة الجهود لتشكيل القوة الأمنية وتوفير العناصر والضباط والتمويل والتجهيزات».
وكشفت لجنة المتابعة عن «إعداد اللجنة الأمنية العليا تصوراً متكاملاً لإنشاء القوة الأمنية بعناصرها مع تجهيزاتهم الكاملة وتجهيز سجن داخل المخيم وتعزيزها، خصوصاً في محيط سوق الخضار والشارع الفوقاني».
أنصار الله
وأكد نائب أمين عام حركة أنصار الله محمود حمد من جهته «أن موجة الاغتيالات التي تحصل في المخيمات الفلسطينية تستغل من العدو الصهيوني وأدواته، التي تعمل لتخريب الوضع الأمني داخل المخيمات وتمرير الحلول المشبوهة التي تتعارض مع القضية الفلسطينية، بخاصة العمل على موضوع إلغاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين».
ودعا حمد إلى «توحيد كل الجهود من أجل محاربة العدو الصهيوني، لأن هذا العدو هو المستفيد من جميع الخلافات القائمة على الساحة العربية والدولية» .
النابلسي
واعتبر الشيخ عفيف النابلسي خلال استقباله وفداً من «حركة أنصار الله» برئاسة ماهر عويد، «أن الوضع الفلسطيني في لبنان يلامس الخطر من كل الجهات ولا بد من عمل جدي لمنع تفاقم الأمور وصولاً إلى انفجار لا أحد يعلم عواقبه ونتائجه».
ولفت إلى «استغلال داخلي وإقليمي للفلسطينيين في لبنان لجرهم إلى مستنقع التجاذبات والخلافات اللبنانية»، مشيراً إلى أن «هناك من يسعى لفتنة بين الجيش والمخيمات، وهناك من يعمل لخلق ظاهرة تكفيرية تنحرف بالقضية الفلسطينية وبالبندقية الفلسطينية من مقاتلة العدو الإسرائيلي إلى مقاتلة الأخوة والأشقاء».