صنعاء تتهم الرياض باستخدام أسلحة محرمة دولياً
لم تبد مشاهد هذه الغارة مألوفة لليمنيين بالرغم من مرور حوالي الشهر على الغارات السعودية على اليمن.
فقد إتهم الناطق الرسمي بإسم القوات المسلحة اليمنية العميد الركن شرف غالب لقمان التحالف السعودي بإرتكاب مجازر متتالية وبإستخدام أسلحة محرمة دولياً. وارتفعت أصوات تطالب المنظمات الدولية بضرورة فتح تحقيق حول نوع الأسلحة المستخدمة.
خبراء أسلحة وخبراء عسكريون تحدثوا عن إستهداف فج عطان وبعض المناطق والأحياء السكنية بصواريخ فسفورية وقنابل تحمل يورانيوم، بالإضافة إلى قنابل إرتجاجية وفراغية هذه الأسلحة توجة بالليزر وتطلق من طائرة.
ومن أهم ميزاتها أنها تفرغ الهدف من الأوكسيجين ما يسبب حالات إختناق. هذه الحالات رصدت بالمئات في غارة الفج.
فما هي القنبلة الفراغية؟
هي قنبلة تحتوي على ذخيرة من وقود صلب يحترق بسرعة عالية ويتحول إلى غاز أو سائل رذاذ ملتهب يمتص الأوكسجين ما يسبب بضغط جوي كبير. تحدث القنبلة عند إنفجارها غيمة تفجيرية تحمل الغازات تنتج عنها كرة نارية هائلة وتبلغ درجة الحرارة الناتجة عن عملية التفجير نحو 3000 درجة مئوية. تسبب القنبلة دماراً واسعاً جداً يصل إلى أهداف محصنة تحت الأرض.
والقنبلة هي من الأسلحة المحرمة دولياً إستخدمتها «إسرائيل» في أكثر من عدوان على كل من غزة ولبنان كما إستخدمتها أميركا في أفغانستان أيضاً.
ويذكر أن الشعب اليمني يواجه منذ 26 يوماً، عدوانا سعودياً همجياً يستهدف المدنيين ووسائل عيشهم، ويقتل الأطفال الأبرياء، ويمحي أحياء عن الخارطة في العديد من المناطق وأباد عوائل، ويدمّر منشآت حيوية تمسّ كلّ فرد يمني في لقمة عيشه ومائه وشؤونه الحياتية اليومية.
يقتلون القتيل…
وكانت السلطات السعودية لجئت على الرغم من ممارساتها العدوانية على اليمن إلى الزعم بتقديم مساعدات إغاثية إنسانية لليمنيين وتخصيص مبالغ مالية لتَحمل كلفة العمليات الإنسانية عبر الأمم المتحدة في البلاد، إلا ان هذه الادعاءات تتعارض مع ما يتعرض له اليمنيون يوميا من غارات جوية وقذائف صاروخية تقتل وتصيب الأبرياء وتحاصر البلاد إقتصاديا.
من جهته، الشارع اليمني وأهالي منطقة تعز استنكروا المزاعم السعودية، واعتبروا ان هذه «المساعدات» يتلقاها الشعب في الليل والنهار، لترعب الأطفال والنساء وتهدم البيوت والممتلكات، مشيرين إلى انها تمثل «ممارسات وقحة وسخيفة» فهم كما يقول المثل «يقتلون القتيل ويمشون في جنارته» ما يشكل استخفافاً بأرواح ضحايا العدوان، كما رأوا ان هذه المساعدات لا تفيد الشعب اليمني بشيء، كونهم يشنون عدوانا عليه ويرتكبون مجازر وحشية بحقه.
وكانت الحالة الإنسانية وصلت نتيجة العدوان السعودي إلى منحى خطير جداً، حيث تعاني المستشفيات في محافظة صعدة شمال البلاد من نقص في الأدوية والمستلزمات الطبية، خصوصاً في قسم الطوارئ والأطفال وغسيل الكلى، فضلا عن انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة، وهذا ما أدى إلى تفاقم الوضع الصّحي في المحافظة.
في موازاة ذلك، أقام مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل بأمانة العاصمة اليمنية صنعاء، لقاء طارئاً للمنظمات المحلية والدولية العاملة في مجال الحماية والإغاثة والطفولة والمرأة.
وقد بحث المجتمعون خلال اللقاء التدخلات الممكنة في المجال الإغاثي والإنساني، بالإضافة إلى الدعم النفسي لحالات الإصابة في ظل استمرار القصف العشوائي على اليمن، مؤكدين ضرورة التكاتف والتعاون وتكثيف الجهود لمواجهة تبعات العدوان السعودي.
الاستنكار الشعبي للعدوان على اليمن، شارك فيه ناشطون على مواقع التوصل الاجتماعي حول العالم، من خلال حملة تضامنية مع الشعــب اليمني عبر هاشتاغ « هنا ـ صنعــاء»، عبـــروا فيها عن وقوفهم إلى جانب اليمن في مواجهته للعدوان الغاشم.