ندوات واحتفالات في ذكرى الإبادة الأرمنية: مطالبة تركيا بالاعتذار والتعويض
تواصل في لبنان إحياء الذكرى المئوية للإبادة الأرمنية، فيما توجهت وفود دينية ونيابية إلى أرمينيا للمشاركة في الاحتفال الرسمي الذي سيقام بالمناسبة.
وأوضح بطريرك السريان الأرثوذكس مار يوحنا افرام الثاني خلال مغادرته الى أرمينيا انه «نحن ذاهبون للاشتراك في حدث كبير يتمثل بإعلان قداسة وتقديس الشهداء الذين سقطوا اثناء الابادة الجماعية التي حلت بالأرمن والسريان والآشوريين وغيرهم من الشعوب».
وقال: «تأتي مشاركتنا لأمرين، اولاً لنقف مع اخواننا الأرمن في هذه المناسبة، وثانياً لكي نذكر الضمير والرأي العام العالمي بأنه إذا لم نعر انتباهاً لهذه المذابح والإبادات التي حصلت، يمكن أن تحصل من جديد، ونحن الآن متخوفون من إبادة جديدة تحدث أمام أعيننا». وسأل «فمنذ مئة عام كان العالم بعيداً من بعضه بعضاً، أما اليوم فما هي الحجة التي يمكن قولها عندما نرى الناس تقتل من مسيحيين ومسلمين أيضاً، يقتلون بسبب خلاف فكري او عقائدي، لذلك نحن نتساءل ما هو التبرير لكي يصمت العالم ولا يقوم بأي عمل تجاه الاحداث والمجازر التي تحصل في بعض الدول؟».
وطالب أفرام الثاني «مرتكبي الجريمة بالاعتراف، رحمة بهم وبأحفاد الذين ارتكبوا هذه المجازر. فنحن نكن للشعب التركي كل احترام وصداقة، انما اليوم الحكومة التركية عليها واجب بأن تعترف وتتصالح مع تاريخها، ومن المهم جداً ان تكون هناك مصالحة مع التاريخ لكي يستطيعوا العيش بأمن وسلام مع هذه الشعوب».
وبالمناسبة، أكد عضو تكتل التغيير والاصلاح الأمين العام لحزب الطاشناق النائب أغوب بقرادونيان أن «جريمة ابادة الشعب الارمني جريمة مستمرة الى يومنا هذا فتداعيات المذابح والترحيل والإرغام على تغيير الدين ونتائج التشريد وتغيير هوية الاراضي المحتلة وإنشاء الشتات الارمني عناصر تؤكد ان الجريمة لا تزال مستمرة وستستمر حتى اعتراف الدولة التركية الحديثة بالجريمة والاعتذار عنها ودفع التعويضات المادية والمعنوية وإعادة الاراضي المحتلة الى الشعب الارمني».
كما أحيت جامعة الروح القدس – الكسليك الذكرى في مؤتمر نظمته كلية الفلسفة والعلوم الإنسانية، فيها بعنوان «الإبادة الأرمنية: مئة عام وماذا بعد؟»، في حضور ممثل بطريرك الأرمن الكاثوليك نرسيس بدروس التاسع عشر رفائي أوموديان، وزير الطاقة والمياه أرثيور نظريان والنائب بقرادونيان.
وكان أقيم اول من أمس حفل تدشين نصب تذكاري للابادة الأرمنية في مدرسة هريبسيميانتس في جديدة المتن، حضره البطريرك بادروس التاسع عشر، وزير التربية الياس بو صعب، السفير البابوي غابريال كاتشيا، سفير ارمينيا اشود كوتشاريان، الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب بطرس عازار، وعدد كبير من النواب الحاليين والسابقين، رئيسة وإدارة المدرسة.
وألقت رئيسة المدرسة الأخت ارمنيه مكاروسيان كلمة توقفت فيها عند «معاني الذكرى وضرورة استذكارها في كل سنة كي لا تنسى الأجيال الجديدة ما حصل».
ثم تحدثت وزيرة الجاليات الأرمينية في دول الإنتشار هرانوش هاكوبيان في شريط مصور سابقاً عن الذكرى وضرورة الحصول على اعتراف دولي بها كي يعود الحق الى أصحابه ولو بعد مئة سنة، داعية كل الأرمن في دول الإنتشار للاحتفال.
بعد ذلك، أزاح كل من وزير التربية، السفير الأرميني، البطريرك بدروس ورئيسة المدرسة الستار عن النصب التذكاري وعزف هاكوب كيلوغيان معزوفة أرمنية على الدودوك أوالمزمار تخليداً للذكرى.
وكانت كلمة للبطريرك بدروس قال فيها: «النصب التذكاري الذي تمت مباركته وتدشينه هو رمز للمعاناة التي عاشها الشعب الأرمني، منذ مئة عام، كما يمثل بالنسبة إلينا كشعب مسيحي القيامة والمحبة والإنسانية التي عملت جمعية راهبات الحبل بلا دنس على نشرها».
وأوضح أن «هذه الاحتفالات لا تقام فقط للذكرى، وإنما تهدف الى تذكير العالم بهذه الإبادة منعاً لحدوث مثلها مجدداً، ولأن من حق الشعب الأرمني أن يطالب بالحق والعدالة، وهذا ما ذكره البابا فرنسيس الأول خلال القداس الإلهي الذي أقيم في حاضرة الفاتيكان في 12 نيسان من العام الحالي، حيث دعا جميع الدول الى الاعتراف بالإبادة، وهز الرأي العام العالمي إذ اعتبر ان كل من لا يعترف بها يكون مذنباً وشريكاً في الجرم».
ثم أضاء مئة تلميذ من المدرسة مئة شمعة على صوت ترتيلة «يا رب إرحم» باللغة الأرمنية وعُرض بعد ذلك فيلم وثائقي من وحي المناسبة.
وكانت كلمة للوزير بو صعب قال فيها: اننا نقف صفاً واحداً مع اللبنانيين الأرمن، ومع الأرمن في العالم، ليس من أجل مبادلة الدم بالدم، بل من أجل الاعتراف بحق الشهداء الأرمن الذين ذبحوا في ليلة ظلماء وعلى أيدي سفاحين لن ينساهم التاريخ، وندعو إلى إنصافهم وإعادة الحق إلى أصحابه».
وأعلن «أن ذكرى الإبادة الأرمنية في يوم 24 نيسان هو يوم عطلة، لكي نرفع الصوت عالياً، ونوجه رسالة واحدة للعالم أجمع وللمرتكبين بالأمس واليوم بأن ذاكرة الشعوب لا تنسى، وبأن التاريخ لا يرحم».
ودعا تكتل التغيير والاصلاح إلى «المشاركة الكثيفة في المسيرة التي تنظمها الاحزاب الارمنية غداً الخميس من مقر البطريركية الأرمنية في انطلياس إلى برج حمود.
وطالب نقيب معلمي صناعات الذهب والمجوهرات يوغوص كورديان «الدولة التركية بالاعتراف بالإبادة الأليمة التي ارتكبتها في حق الشعب الأرمني واغتصاب اراضيه وتهجيره منها».
وقال كورديان: «نحن كشعب أرمني، لن ننسى قضيتنا، لأنها قضية حق وعدالة، ومهما طال الزمن سنواصل النضال من أجل إعادة الحق إلى أصحابه الأصلييين».