الجعفري يقطع يد السعودية… في مجلس الأمن

بشرى الفروي

لأن المملكة السعودية الوهابية تعلم أن هزات ارتدادية ستتعرض لها بعد هزيمتها في اليمن ورجوعها خائبة من دون تحقيق أي هدف أعلنته قبل بدء الحرب. بدأت بلملمة أوراقها والتحضير لمواجهة آثار انتكاستها.

الحرب كشفت هزالتها وإجرامها والعالم بأسره عرف قدرتها وإمكاناتها وشعبها اكتشف كذبها. فأمرُ «الملك سلمان» باستنفار الحرس الوطني السعودي ودعوته إلى المشاركة بغزوته على رغم أنه أعلن انتهاءها ما هو إلا دليل على الخوف من انعكاسات الهزيمة على داخل المجتمع السعودي.

لذلك نرى السعودية تهدد سورية وتهرول إلى الأمام عساها تلهي الناس عن هزيمتها. لكن الهزيمة العسكرية لا تصرف إلا هزيمة في السياسة أيضاً. وتتحول إلى فضيحة مدويّة.

بشار الجعفري مندوب سورية لدى الأمم المتحدة قطع يد أي أمل للسعودية قبل أن تمتد في رده على كلام ممثل الوهابية السعودية في مجلس الأمن عبد الله المعلمي حين قال متحدياً:

«فلترينا السعودية ماذا يمكن أن تفعل، وعندها سنقطع اليد التي ستمتد إلى سورية، وسنعاقب السعودية بما تستحق».

وكان المعلمي قد هدد سورية «بعاصفة حزم» في كلمة في هذه الجلسة بقوله: «السعودية التي أثبتت قدرتها على الحسم والحزم ونصرة الأشقاء لن تألو جهداً في سبيل مساعدة الشعب السوري في تحقيق تطلعاته».

لكن الجعفري اعتبر أنّ كلام المعلمي هو إعلان سعودي عن زيادة دعمهم للتنظيمات الإرهابية في سورية ودول أخرى في المنطقة بقوله: «السياسات السعودية زرعت ثقافة سفك الدماء الطائفي في المنطقة وستدفع ثمن سياساتها الخاطئة تلك. مضيفاً: «أما عن تهديداته لبلادي وتنطحه إلى الادعاء بأن السعودية مستعدة لمساعدة الشعب السوري، فهذا يؤكد مدى ضلوع حكام بلاده في التآمر على سورية وانخراط السعودية في تجنيد وتمويل وتدريب الإرهابيين الأصوليين المرتزقة من كل أنحاء العالم وإرسالهم إلى سورية للعبث باستقرار شعبها».

فالجاهلية السياسية التحريضية للسعودية بحسب وصف الجعفري ترعى الإرهاب وتجعل الشباب أمام خیارین لا ثالث لهما، إما الانضواء في تجمعات إرهابیة أو الغرق في البحر الأبیض المتوسط للسعي إلى العیش بطریقة أفضل. يبدو أن القيادة السورية أخذت موقفاً نهائياً من المملكة الوهابية، فقول الجعفري إن «السعودية والصهيونية هما جذر الإرهاب والتعصب وثقافة الكراهية في العالم». أي أنها تماثل «إسرائيل» في أفعالها وعدائها للشعب السوري. «وهي بؤرة للكراهية والطائفية فأعمال تنظيم «داعش» الإرهابية هي نتيجة ثقافة جاهلية وهابية تكفيرية مصدرها سعودي»، بحسب كلام الجعفري.

السعودية لم يبق لها أي قوة مؤثرة على الأرض السورية وبخاصة بعد أن تمكن الجيش العربي السوري من محاصرة المليشيات المتطرفة التابعة لها في درعا وقطع إمدادها المقبل من الأردن وتجميد المتبقي منها في الجزء الغربي من المنطقة. لذلك سارع أذنابها المحاصرين في الغوطة الشرقية إلى طلب المساعدة العاجلة. لعلّ طائرات سلمان تنقذهم.

لكن ما حدث في اليمن هو: ولادة «عسيرية» للجمل، تمخض عنها فأر صغير أسمته «إعادة الأمل». والأمل هنا ليس للشعب اليمني. بل لأذنابها وأبواقها ودواعشها ولعلوشها الزهران الذي وصل مؤخراً إلى إسطنبول، بعد أن فرّ من جحره في مدينة دوما فقد كان يأمل أن معلمه الملك السعودي ذا النظرات الفارغة سيحشد «جيشه» لعاصفة مماثلة في سورية. لكن على ما يبدو أنه تركهم معلقين في منتصف البئر ومرميين على قارعة الطريق.

فهل تستطيع السعودية أن تكمل ما بدأته لتشكيل «قوة عربية» تحت إمرتها لتهديد سورية وإنقاذ مرتزقتها أم أنها ستكتفي بما حققته من هزائم؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى