خليل: المجتمع الذي لا يقرأ الكتاب لا يساهم في التطوّر

محمد الخضر

أقام اتحاد الناشرين السوريين بالتعاون مع وزارة الثقافة، لمناسبة اليوم العالمي للكتاب، معرضاً شاركت فيه أهم دور النشر في سورية، إضافة إلى منشوارت وزارة الثقافة واتحاد الكتّاب العرب، وذلك في المركز الثقافي العربي في أبو رمانة.

وتضمّنت المنشوارت مواضيع سياسية وثقافية واجتماعية وبعض المنشوارت الموجهة إلى الأطفال والناشئة والفتيان، كما شمل المعرض الدوريات المنشورة في وزارة الثقافة واتحاد الكتّاب العرب.

وقال وزير الثقافة عصام خليل إن المجتمع الذي لا يقرأ الكتاب لا يمكن أن يساهم في التطوّر، لأن الكتاب أرقى وسيلة للوصول إلى المعرفة، فهو يساهم في إنتاج مجتمع واع يملك القدرة على فهم حالاته الاجتماعية والنفسية والوطنية.

وأضاف خليل أن الكتاب يعدّ أهم وثيقة معرفية تصل إلى المثقف، لأن وسائل المعرفة التي يأخذ منها المجتمع عبر تقنيات الحاسوب ووسائل الإعلام الأخرى، غالباً ما تكون بعيدة عن الوثيقة، وفي معظم الأحيان تقوم المجتمعات الأخرى بدسّ السمّ في العسل من خلالها.

وقال إن وزارة الثقافة اهتمت بالأطفال والشباب واشتغلت على العناية بما يخدم منظومتهم الثقافية لتكون رصيداً هاماً لمستقبل الوطن، وحتى يصبح اهتمام أطفالنا وشبابنا بالكتاب أكثر من الوسائل الإعلامية الأخرى. فهو الضمان لثقافتهم وتربيتهم.

وأشار خليل إلى أنّ وزارة الثقافة عبر منشوراتها اهتمت بأسباب المؤامرة على سورية وقامت بنشر مؤلفات كثيرة سواء كانت مكتوبة بأقلام سورية أو مترجمة. لافتاً إلى نيّة الوزارة مواصلة الترجمة والنشر أيضاً لكل كتاب يقوم بمواجهة المؤامرة وكشف خيوطها في مجتمعاتنا والمجتمعات الاخرى.

أما الدكتور جهاد بكفلوني، مدير عام الهيئة السورية للكتاب، فرأى أن المعرض يترجم أهمية الكتاب والحاجة العليا إلى الثقافة. فالهيئة يجب أن تساهم في توفير هذه الحاجة وتنمية الوعي الاجتماعي، عبر ما تنتجه من كتب بصفتها المنتج الأكبر للكتاب في سورية، إذ بلغ عام 2014 عدد الكتب مئة وستين كتاباً، وسيصل عام 2015 إلى مئتين، وذلك من مختلف الأفكار والمواضيع.

وأوضح الدكتور علي القيّم، المشرف العام على المعرض وعضو المكتب التنفيذي لاتحاد الناشرين السوريين، ورئيس اللجنة الثقافية، أن المعرض محاولة جادة للتأكيد أن الكتاب ما زال موجوداً في سورية بقوة وفعاليته ثابتة ومتطورة سواء على مستوى سورية أو على مستوى العالم العربي والعالم، على رغم كل ما تحاول فرضه المؤامرة من أزمات سبّبت بحرق كثير من دور النشر. موضحاً أن المنشورات السورية ستبقى مستمرة وسيتواصل الإبداع وفعالية المعاني التي تتضمنها تلك الكتب، وستشمل جميع مناحي الثقافة.

ولفتت عضو اتحاد الكتّاب العرب ميرنا أوغلانيان إلى أن مساهمة الاتحاد في هذا المعرض تدلّ على مستوى حالة الوعي وحضور الثقافة في ساحتها. وأن المثقف السوري ما زال في ذروة عطائه، ولا يمكن لأحد أن يجعله غير ذلك. وهو في حالة تحدّ دائم لكل من يحاول النيل من ثقافته وحضارة وطنه.

وأشار جعفر علون، رئيس المكتب الصحافي في الهيئة العامة السورية للكتاب، إلى أن هذا المعرض يلبّي حاجة المجتمع في ترويج كل القيم الوطنية والاجتماعية والحضارية التي نشرت عبر كتب الهيئة وشركائها في المعرض. فقدّمت الهيئة أهم منشوراتها لأعوام: 2013 و2014 و2015، التي لامست كثيراً حاجة السوريين ومتطلباتهم الثقافية.

وقال ماهر الضاهر، المدير التنفيذي في «دار الحافظ»، أن ما قدمته الدار ركّز على كتب الأطفال والناشئة بشكل حضاري، بما يواكب التطور التكنولوجي والعلمي، ويحاول أن يرقى بأطفالنا وفتياننا إلى مستقبل يليق بهم. إضافة إلى الاهتمام باللغة العربية والمحافظة على وجودها.

وقالت مديرة المعارض والتسويق في الهيئة العامة للكتاب رائدة الصياح، إن المعرض تضمّن منشوارت أدبية من شعر وروايات وقصّة ومسرح وسينما، كما تضمّن منشوارت فكرية وأبحاثاً، ما يدل على أنه مثّل الثقافة السورية بامتياز من دون أن يكترث بالمؤامرات وما سببته، فهو لم يترك نمطاً ثقافياً إلا وكان فيه مضمون يشير إليه، وهذا ما ستبقى سورية محافظة عليه إضافة إلى أهمية متابعة هذه المعارض وتكرارها.

كما اهتمت «دار صفحات» بحسب ممثلها يزن يعقوب بالشخصيات السياسية التي تقدّر أوطانها وتحترمها، وناضلت من أجلها نضالاً إيجابياً. إضافة إلى احترامها المجتمعات الأخرى. فنشرت كتاب «نيلسون مانديلا» لعفراء الريس، وكتاب «نهاية الدولة العثمانية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى