كيدانيان لـ«النشرة»: الوضع الاقليمي مؤاتٍ لاستمرار تركيا بإنكار الإبادة الأرمنية
اعتبر نائب الأمين العام لحزب «الطاشناق» أفيديس كيدانيان أن وصف البابا فرنسيس في 12 نيسان الجاري المجازر الارمنية التي اقترفتها تركيا بـ«الابادة» أعطى زخماً للقضية الأرمنية باعتبار أن اعلان البابا الذي يمثل مليار ونصف مليار انسان أدّى تلقائياً لاحراج تركي غير مسبوق بخاصة بعد توالي الاعترافات الدولية بالابادة الأرمنية.
ووصف كيدانيان، موقف البابا بـ«الجريء»، لافتاً إلى أنّ اتحاد البرلمانات الأوروبية اعتمد مؤخراً بياناً دان فيه الابادة وطلب من كل الدول الأعضاء فيه الاعتراف بها وحث تركيا على القيام بالمثل ودفع التعويضات اللازمة. وقال: «على رغم كل ذلك، نحن على يقين بأن الأتراك سيستمرون بسياستهم الانكارية وبتحريف التاريخ وتقزيم ما اقترفت أيديهم وتصويره على أنّه بإطار الحرب العالمية الثانية التي ذهب ضحيتها اشخاص من كل الجنسيات».
وأشار كيدانيان الى أن «أرشيف سفراء دول الاتحاد الاوروبي، كما أرشيف الكنيسة الكاثوليكية موجود لتكذيب الأتراك». وقال: «في السنوات الـ50 الأولى على الإبادة كنّا نناضل ونسعى لاعتراف الأتراك بما اقترفوه، أما اليوم فما نطالب به هو اعتراف وتعويض واستعادة الأراضي المحتلة من قبلهم».
وشدّد كيدانيان على أن اي حل للقضية يجب أن يشمل اعادة أراضي كنيسة الأرمن الارثوذكس وممتلكاتها في كيليكيا بتركيا، لافتاً الى ان الكنيسة تقدمت بملف أمام السلطات التركية بهذا الغرض.
ولفت كيدانيان الى ان اكثر من شخصية لبنانية وغير لبنانية التقت الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان قالت إنّه «يتعاطى مع من يلتقيهم على اساس أنّه السلطان وأن من حوله عبيد له»، وأشار إلى أنّ «واقع المداولات اثبت لهم أنّه يعيش جنون العظمة».
ورأى كيدانيان أن تركيا ستتابع سياستها الانكارية «لأنّها مدركة ان الوضع السياسي والتحالفات القائمة الاقليمية والدولية مناسبة ومؤاتية لها وهو ما سيمنع حالياً المضي قدماً بقضيتنا». وأوضح أنّ «القواعد العسكرية الاميركية بتركيا نقطة استراتيجية ليست واشنطن بصدد أن تتخلى عنها لدعم القضية الأرمنية».
وأشار الى ان «لبنان هو الدولة العربية الوحيدة التي اعترفت بالابادة أما باقي الدول فلا تبدو متحيزة لهذه القضية، علماً أن الجو السوري الحالي هو معارض تماماً للأتراك».
وشدّد كيدانيان على أنّ «تركيا تعلم انّها حالياً بموقع قوة ولكنّها لن تبقى كذلك باعتبار انّه بالسياسة لا عداوات أو صداقات دائمة»، لافتاً الى ان الشعب الارمني سينتظر الظرف المناسب اقليمياً ودولياً لكسب الاعتراف الذي يطلبه. وأضاف: «قد تطول المسألة سنتين أو 3 أو 10 و20 سنة، لكننا مستمرون بنضالنا وسنحقق هدفنا عاجلاً أم آجلاً».