تقرير

تناولت صحيفة «نوفيه إيزفيستيا» الروسية، مستقبل صناعة النفط الصخريّ والتطوّرات التي يتوقع خبراء النفط حصولها في مجال استخراجه في الولايات المتحدة الأميركية.

وجاء في مقال نشرته الصحيفة أمس: بحسب خبراء وكالة «بلومبرع» الدولية ومحلليها، من المفترض أن تختنق ثورة النفط الصخري التي انتشرت في ما وراء المحيط خلال السنوات الأخيرة، والتي غطت خريطة الطاقة في العالم. ومن المحتمل أن يحدث بعد الانهيار المتوقع لأسعار النفط في الأسواق العالمية في أيار المقبل.

ليس هذا التنبؤ السلبيّ الوحيد الذي يخصّ النفط الصخري. فبحسب وكالة «معلومات الطاقة الأميركية EIA»، سيبدأ إنتاج النفط الصخريّ الانخفاض في أيار المقبل. ويتفق مع هذه التنبؤات محلّلو «Deutsch Bank» و«Goldman Sachs» و«IHS».

تستند هذه التوقعات السلبية إلى انخفاض قيمة العقود النفطية إلى أدنى حدّ منذ ست سنوات. هذا الانخفاض سيؤدّي إلى وقف غالبية عمليات حفر مكامن النفط الصخريّ وطرد آلاف العمال. بحسب معطيات شركة الخدمات النفطية «Baker Hughes Inc »، تعمل حالياً في استخراج النفط الصخري في الولايات المتحدة 760 وحدة فقط، وهذا يشكل أقل عدد خلال السنوات الخمس الماضية.

يحذّر الخبراء من أنّ استمرار وقف عمل معدّات الحفر، سيؤدّي في النهاية إلى انخفاض إنتاج النفط الصخري بسرعة. وبحسب توقعات «EIA» سينخفض حجم الانتاج خلال أيار وحزيران المقبلَين بمقدار 70 ألف برميل يومياً.

يقول المحلّلون إن ثورة النفط الصخري كانت السبب في اختلال ميزان العرض والطلب في أسواق النفط العالمية، ما أدّى إلى انخفاض أسعار النفط إلى النصف تقريباً. المفارقة تكمن في أن النفط الصخري يستخرَج بتكنولوجيا التكسير الهيدروليكي للطبقات الصخرية ذات الكلفة العالية، والربحية المنخفضة. أي أنها يمكن أن تكون ذات جدوى اقتصادية فقط عندما تكون أسعار النفط مرتفعة.

عموماً، تدور عمليات استخراج النفط الصخري في الولايات المتحدة الأميركية في حلقة مفرغة، لأنها كانت ستتطوّر في حال أسعار النفط المرتفعة، ولكن بفضل طرح كميات كبيرة من هذا النفط، فاقت الطلب، انخفضت أسعاره في الأسواق العالمية، لذلك أصبح استخراج النفط الصخريّ غير اقتصادي.

من جانب آخر، لا يتفق محلل شركة « RusEnergy» ميخائيل كروتيخين مع هذه التنبؤات المتشائمة. وبحسب رأيه، فإن ثورة استخراج النفط الصخري في الولايات المتحدة الأميركية تسير على قدم وساق، والبرهان على ذلك أنّ كميات النفط المستخرجة في الولايات المتحدة خلال آذار الماضي بلغت 9.32 مليون برميل يومياً.

ويضيف: «بحلول عام 2030، ستصبح الولايات المتحدة دولة مصدّرة للنفط.

ستنعكس هذه الحالة في أسواق النفط العالمية ببساطة، أولاً ستنخفض أسعار النفط الخام، ثانياً سيعاد رسم خريطة حركة النفط ومنتجاته، وستفقد بلدان الخليج أهميتها في أسواق النفط. طبعاً قد تتضرّر المصالح الروسية أيضاً، لأن أوروبا ستقلّص توريداتها من النفط والمنتجات النفطية الروسية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى