واشنطن والغرب للبنانيين: «قلّعوا شوككم بأيديكم… تكفينا همومنا… وعليكم تفادي ضرب الاستقرار»

محمد ابراهيم

ما هو الموقف الداخلي والخارجي من الاستحقاق الرئاسي؟ وهل ثمة أمل في انتخاب الرئيس الجديد قبل 25 أيار؟

قبل أسبوعين من انتهاء المهلة الدستورية، تبدو الآمال ضعيفة جداً، إن لم تكن معدومة، في انتخاب رئيس للجمهورية، لأسباب تتصل بالعوامل الداخلية والخارجية التي تتحكم في هذا الاستحقاق.

وفقاً للمعلومات المتوافرة حول آخر نتائج المشاورات والمداولات الجارية على الصعيد الداخلي، فإن الصعوبات التي حالت دون انتخاب الرئيس ما زالت على حالها، وهذا يعطي انطباعاً بأنّ دون التحرك الأخير الذي تقوم به بكركي لإنجاز الاستحقاق الرئاسي في أوانه الدستوري عقبات كثيرة، بدءاً بالاشتباك المستمر بين الأطراف المسيحية، وانتهاء بعدم نضوج أي صيغة توافقية على مستوى المشهد الوطني العام.

تضيف المعلومات أن البطريرك الراعي يستخدم «الخرطوشة الأخيرة» في الضغط على القيادات المسيحية لانتخاب الرئيس قبل 25 أيار، وتفادي الوقوع في الشغور الرئاسي، لكنه لم ينجح حتى الآن في تغيير مواقفهم، علماً أنه لم يطرح عليهم أي اسم توافقي جدي يمكن أن يكون البديل المحتمل. وتقول مصادر مطلعة إن بكركي تحاذر الإقدام على مثل هذه الخطوة راهناً، وتكتفي بإطلاق التحذيرات المتتالية من الوقوع في الشغور الرئاسي، علماً أن هذا الأسلوب اعتمدته سابقاً ولم يحقق تقدماً.

أما على صعيد المشهد العام، فإن أي محاولة جدية في طرح اسم مرشح وفاقي لم تحصل حتى الآن، ذلك أن سمير جعجع يقطع الطريق بترشحه على مثل هذه الخطوة، كما أن العماد عون لا يحبّذ الخوض في موضوع كهذا، معتبراً أن الكلام عن مرشح توافقي حيادي هو إضعاف لمركز الرئاسة وافتئات على حق المسيحيين في إيصال رجل قوي إلى بعبدا.

تقول المصادر المطلعة إن الساعين إلى تحسين فرص انتخاب الرئيس الجديد في أقرب وقت، وفي مقدمهم الرئيس بري، لم يبادروا إلى الآن إلى طرح اسم مرشح وفاقي خلال المشاورات الجارية، ويكتفي رئيس المجلس بالتأكيد على أمور عديدة أبرزها:

1 ـ إن العامل الخارجي اليوم أقل تأثيراً في الاستحقاق الرئاسي اللبناني من المرات السابقة، والواقع الذي تشهده يجعلنا نركز على «لبننة» الاستحقاق.

2 ـ إن المعادلة الحسابية في المجلس النيابي في ظل الانقسام وتوزع القوى، تفترض الخروج من حالة المراوحة إلى حالة تؤمن توافقاً على مرشح يضمن الحصول على غالبية مريحة.

3 ـ ضرورة حسم حسابات المرشحين للخروج من الواقع الراهن، وبالتالي توفير الفرصة الأكبر لانتخاب الرئيس الجديد.

4 ـ تشجيع حصول حوار جدي وسريع حول الاستحقاق الرئاسي للوصول إلى توافق جامع حوله.

إذا كان الحراك الداخلي لم يحرز حتى الآن أي تقدم يذكر في انتخاب رئيس الجمهورية، فإن الموقف الخارجي غير مشجع ولا يوحي أن هناك تطورات إيجابية ستحصل في المدى القريب.

يكشف مصدر لبناني متابع للأجواء الدبلوماسية الأجنبية أن ثمة موقفاً جامعاً سمعه المسؤولون اللبنانيون من سفراء الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا حديثاً مفاده «عليكم أن تقلّعوا شوككم بأيديكم». ويضيف أن هذا التراجع في الاهتمام بالاستحقاق الرئاسي اللبناني له ما يبرّره عند واشنطن والغرب، فالولايات المتحدة تجري مراجعة مستمرة للنتائج المخيبة التي حصدتها وتحصدها من سياستها في الشرق الأوسط، لا سيما في الأزمة السورية، وفي مناطق أخرى من العالم.

أما الأوروبيون فيكاد يحصر اهتمامهم اليوم، إلى جانب الهمّ الاقتصادي، بالأزمة الأوكرانية التي تتفاعل على نحو خطير منذ الانقلاب على الرئيس الموالي لروسيا، ولذلك يكتفون بتقديم النصائح للبنانيين ليتجاوزوا امتحان الرئاسة من دون مضاعفات تهدد الاستقرار في لبنان.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى