الضلع لـ«أنباء فارس»: على العالم الإسلامي التوحد لمواجهة السياسة السعودية الداعمة للوهابية والتكفير
أكد رئيس مركز الأبحاث والدراسات للوحدة الإسلامية في بلاد الشام الدكتور علي عبدالرحمن الضلع أن الحكومة السعودية بتبنيها للإرهاب عبر ترويج الفكر الوهابي في مناهجها الدراسية إنما تعمل على التأسيس لمرحلة سوداء في تاريخ الدين الحنيف.
وقال الضلع: «ان بناء هذه المرحلة السوداء في تاريخ الدين الحنيف يأتي من خلال التفعيل والتأصيل لدور «القاعدة» و«داعش» وسواهما من التنظيمات التكفيرية في سورية والعراق».
وأوضح الضلع أن «الممارسات السعودية في كل من سورية والعراق لا تختلف عن ممارسات الكيان «الإسرائيلي» في فلسطين المحتلة من إبادة وتقتيل وتشريد للمدنيين المستضعفين وتحاول الحكومة السعودية أن تتسلق على سلم من جثث الأبرياء وخصوصاً المسلمين من غير الوهابية للوصول إلى سدة القوة في المنطقة، معتقدة أن الكيان «الإسرائيلي» يدعمها، لكن الحقيقة أن الصهيونية العالمية تتعامل مع السعودية على مبدأ الحمار والجزرة، فكلما لوح الغرب و«إسرائيل» لآل سعود ببعض من المكاسب زادوا في غيهم وأعمت المكاسب الاقتصادية والسياسية بصيرتهم ومارسوا القتل وتمويل الإرهاب في أعلى صوره».
وأشار الداعية الإسلامي إلى أن «السعودية من خلال عملها على توطين «القاعدة» في سورية واليمن، تحاول أن تنسف المقدسات الإسلامية وذلك لا يخدم أحد بقدر ما يخدم الكيان «الإسرائيلي» الذي يعمل على طمس معالم المنطقة ونسف التاريخ الإسلامي والعربي لفلسطين كي يؤكد على يهودية الدولة وهذا الهدف الكبير الذي تلاقت عليه الرياض وتل أبيب يتطلب رفع نسبة الجهاديين في سورية واليمن وبالتالي على السعودية أن تعمل على خلق الفوضى اللازمة لنشأة الحركات المتطرفة واعتناقها الوهابية من خلال نشر «القاعدة» في اليمن و«داعش» و«النصرة» في سورية، وبذلك تضمن السعودية لنفسها البقاء على خريطة العمل السياسي».
ولفت الضلع إلى أن «ما يدعيه الكيان السعودي من مخاوف على الحرمين الشريفين هي في الأصل تأتي من الكيان الصهيوني ولكن السعوديين لا يهتمون أصلاً بالحرمين الشريفين وذلك بكون مؤسس الوهابية محمد بن عبد الوهاب كان قد عمل في بداية نشأة حركته على هدم الكعبة كما أوصته وزارة المستعمرات البريطانية التي مولته ودعمته للوصول مع آل سعود إلى الصورة الحالية للكيان السعودي وللوهابية في شكل عام، ومن هذا المنطلق لماذا يصر السعوديون على دعم «داعش» الذي يريد هدم الكعبة وعلى دعم «القاعدة» و«النصرة» اللذين يستهدفان المقدسات».
وأضاف: «إذا ما تم ذلك فإن الكيان «الإسرائيلي» سيمتلك المبرر القوي لهدم المسجد الأقصى، الأمر الذي يعتبر أهم الخطوات باتجاه إنهاء الوجود الإسلامي في فلسطين وبناء هيكل سليمان الذي تدعيه الحركة الصهيونية العالمية مكان الأقصى».
ولفت الضلع إلى إن «التوجه السعودي نحو دعم الحركات الوهابية في كل من سورية واليمن سيبقى طالما المجتمع الدولي يدعم الكيان السعودي في ممارساته الوحشية في اليمن، وطالما العالم الغربي مصر على أن يغض الطرف عن نشر الوهابية والفكر التكفيري من قبل السعودية عبر كل الوسائل المتاحة وهذا التغاضي يأتي بتوجيه من «إسرائيل» المستفيد الأكبر مما يجري في المنطقة».
واختتم الضلع حديثه بضرورة أن يتوحد العالم الإسلامي لمواجهة السياسة السعودية من خلال إجبار المملكة على وقف ممارساتها من خلال التوجه عبر الأقنية الدبلوماسية الرسمية للحكومات الرافضة لهذه الممارسات إلى مجلس الأمن، وعبر تعرية حقيقة المملكة بتشكيل جبهة عمل إعلامي مضاد للفكر الوهابي السعودي، ومن خلال تعزيز دور المقاومة في مواجهة المد التكفيري والوهابية في كل نقطة من الأرض العربية».