فشل السعودية في اليمن
ناديا شحادة
بعد 27 يوماً من العدوان السعودي على اليمن أعلن احمد العسيري المتحدث باسم ما يسمى قوات التحالف بقيادة السعودية نهاية العمليات العسكرية وبدء ما سمّاه مرحلة «إعادة الأمل»، توقفت «عاصفة الحزم» من دون تحقيق أي من اهدافها السياسية فحركة انصار الله لم تركع تحت القصف السعودي ولم تنسحب من المدن التي سيطرت عليها.
السعودية التي فشلت فشلاً ذريعاً في تحقيق اهدافها التي شنت من اجلها الحرب على اليمن ونجح الحوثيون في اظهارها كدولة معتدية تقتل النساء والاطفال، إذ تجاوز عدد الضحايا من الشعب اليمني الآلاف مع الحاق دمار كبير بالبنية التحتية في اليمن تماماً كما فعلت «إسرائيل» في حروبها على غزة وآخرها عملية «العصف المأكول» في 8 تموز 2014، بعد استمرار الهجوم لمدة 50 يوماً مخلفاً العديد من الضحايا غالبيتهم من النساء والأطفال وآلاف الجرحى والبيوت المهدمة تم التوصل الى اتفاق مشترك بين الطرفين يتضمن وقفاً شاملاً لاطلاق النار في 26 آب 2014، والجميع يعلم ان الجيش الاقوى لم يستطع حسم تلك المعركة مع الفصائل الفلسطينية المقاومة التي ما زالت تقلق «الإسرائيليين» قيادة ومستوطنين بسبب مواصلتها بتعظيم ترسانتها العسكرية على رغم الحصار وهدم الانفاق، فشلت «إسرائيل» في حربها على غزة وهذا ما أكده الجنرال في الاحتياط غيور ايلاند الذي شغل مدير مجلس الامن القومي «الإسرائيلي» حين قال ان تل ابيب لم تنجح في حربها على غزة، الامر الذي جعل من «إسرائيل» تستمر في قصفها لغزة لمدة اسبوعين في شكل متقطع.
ويؤكد المتابعون ان الحادثة تكرر اليوم فالسعودية بحلفها الصيهو – أميركي تستمر بقصف الشعب اليمني ولكنه قصف متقطع لأنها غير قادرة ان تكمل الحرب وتعترف بالهزيمة وفشلت السعودية في الحد من قدرة الحوثيين وعدم قدرة السعودية على مواجهة جماعة انصار الله التي تستخدم اسلوب حرب العصابات، فليس امام السعودية من خيار سوى اللجوء الى الحل السياسي لتخرج نفسها من المأزق الذي وضعت فيه.
فالسعودية تدرك ان الاستمرار في هذا العدوان وبالتأكيد ستدفع ثمنه باهظاً، اذ لا يبقى من خيار للحوثيين سوى الرد وذلك مع اعلان نائب القائد العام للحرس الثوري الايراني حسن سلامي في 18 نيسان 2015 عن امتلاك الحوثيين صواريخ بعيدة المدى، فيمكن تصور حجم الهزيمة التي ستمنى بها السعودية فيما لو أصاب صاروخ واحد مدينة سعودية، وبالتالي ستعرض مصير نظامها برمته للخطر وستصل الى مصير محتوم هو مرغ انف آل سعود في التراب كما قال المرشد الأعلى للثورة الإيرانية السيد علي خامنئي ان المعتدي سيذل لا محالة.
فأخيراً اختار آل سعود الاعتراف بالهزيمة لإنقاذ مملكتهم ويحاولون البحث عن حل سياسي خصوصاً بعدما تكثفت المواقف الرافضة للعدوان والمطالبة بالحل السياسي منها إيران التي طرحت خطة سلام من اربع نقاط لتسوية ازمة اليمن منها وقفاً فورياً لاطلاق النار وانهاء كل الهجمات العسكرية الاجنبية واستئناف الحوار الوطني، كذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حين حذر الملك سلمان من التداعيات الخطيرة للعدوان.
فمع ما نشهده على الساحة اليمنية ومع الضغوطات الدولية والاوروبية الرافضة للعدوان وجدت المملكة نفسها امام خيار وحيد هو وقف الحرب وجلوس اليمنيين على طاولة الحوار وبذلك تخرج السعودية مهزومة امام انتصار للشعب اليمني الذي نمت مشاعر العداء لديه للسعودية بين مختلف قطاعاته وفي شكل عزز من ارداة اليمنيين في رفضهم للوصاية السعودية على بلادهم.