أحجار الدومينو الأميركية والإسناد التركي ـ السعودي

لمى خيرالله

معارك الجيش في أرياف درعا وريف دمشق والقنيطرة ليست كما المعارك الأخرى، والتي يشتد لظاها على مساحة جغرافية تبعد 45 كيلومتراً من مدينة درعا، وعلى الجانب الجنوبي من هضبة اللجاة، تلك الهضبة الوعرة المسالك، لم توقف الجيش عن تقدمه حيث حقق إنجازاً جديداً في تلك المنطقة بعد إحكام سيطرته في شكل كامل، على بلدات عدة منها خلال عملية عسكرية خاطفة… فاللافت في عمليات الجيش هو نقل المعركة، للمرة الأولى، إلى منطقة ضمن الشمال الشرقي لحوران، في وقت كانت غالبية المعارك في الجهة الغربية والمثلث بين درعا والقنيطرة وريف دمشق.

كثافة الإسناد الناري لوحدات الجيش السوري، والضربات الخاطفة باستهدافات نارية مكثفة أدت الى خسارة المجموعات المسلحة رئة منطقة اللجاة، ما يعني قطع طريق الامداد القادم عبر الاردن نحو صحراء اللجاة ومنه نحو ريف درعا والغوطة الشرقية والبادية السورية، بالاضافة الى تأمين نقاط الحماية حول مدينة ازرع وبلدة قرفا وإعادة فتح الطريق الحيوي بين درعا والسويداء وتأمينه…

وفي خضم رحى المعارك الدائرة تطفو على السطح محاولة توحيد الفصيلين فيلق الرحمن وأحرار الشام حيث جرت محاولات دمجهما بهدف تقليص عدد الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية إلا أن أنياب المدعو زهران علوش قد شحذت لافتراسها على غرار ما فعل بجيش الأمة لذلك وفي محاولة من أحرار الشام تجنب التهامها أعلنت انصياعها لقرار مجلس القضاء في الغوطة وتسليمها مقراتها وأسلحتها لفيلق الرحمن تسليم السلاح يعني من الناحية العملية خروج أحرار الشام من الغوطة الشرقية وتعزيز هيمنة علوش الذي لم ولن يتوانى عن تصفية خصومه وهو في سبيل ذلك قضى على جيش الأمة وحاول مواجهة تمدد «داعش» في مخيم اليرموك وباغته في عقر إمارته بالحجر الأسود ولاقاه في برزة والقابون في استعراض للقوة ما يفسر زيارته إلى تركيا بعد ثلاثة أسابيع من انطلاق ما يسمى عملية «عاصفة الحزم» التي تقودها السعودية ضد «أنصار الله» بأنها ليست أكثر من تقديم أوراق اعتماده للجانب التركي متسلحاً ببعض الانجازات العسكرية منها محاربته لـ«داعش» وتوعده لـ«النصرة» وإبادته لجيش الأمة واليوم إزاحته لأحرار الشام ما يجعله ورقة رابحة للجانبين التركي والسعودي على حد سواء الأمر الذي يدفع لطرح أسئلة عدة في هذا السياق لا يمكن فصلها عن نتائج ما يدبَّر في تركيا والتي تعمل على استخدام علوش منصة لها لتعزيز نفوذها لدى الفصائل المعارضة وتقديمه بانه الإسلامي «المودرن» على النموذج العثماني وأنه الأقدر على محاربة «داعش والنصرة» والحكومة السورية وبالتالي حصوله على الدعم الأميركي المطلق، تسليحاً وتمويلاً، والذي يسعى منذ شهور عدة الى الاستعداد لتدريب ما تسميهم المعارضة السورية المعتدلة في المناطق التي تم تجهيزها في كل من تركيا والسعودية وقطر والأردن حسب صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية.

وعليه فإن توحيد الفصائل على الارض ما هو الا مقدمة لتوحيد جهود حلف العداء لسورية والمتمثل في محوري الشر في المنطقة وهما تركيا وقطر من جهة والسعودية والكيان الصهيوني من جهة اخرى، ذلك كله لصناعة جسم مسلح واستخدامه كرأس حربة ضد الدولة السورية، وربما يشمل قوى المقاومة الأخرى لتحقيق الرؤية الأميركية التي تعتمد نوعاً ما على نظرية أحجار الدومينو.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى