خزوميان: لإكمال المسيرة من خلال النضال لحام: إنكم قدوة لنا أيها الشعب العظيم
أحيت بطريركية الأرمن الكاثوليك، الذكرى المئوية للإبادة الأرمنية بقداس في باحة مدرسة القديس غريغوريوس الجمهور ، الجعيتاوي – بيروت، ترأسه المطران الفخري لأبرشية إسطنبول للأرمن الكاثوليك الأرشمندريت جورج خزوميان، بحضور سفير جمهورية أرمينيا في لبنان أشود كوتشاريان، إلى جانب حضور شخصيات سياسية وحزبية لبنانية وإجتماعية أرمنية.
وفي اختتام الذبيحة الإلهية، ألقى المطران خزوميان كلمة بالمناسبة. ثم بحسب العادة المتبعة، توجه الحضور يتقدمهم المطران والشخصيات الروحية، على وقع الأنغام الوطنية لجوقة عزف الشبيبة الأرمنية بالتطواف سيراً إلى باحة البطريركية، حيث وضعت أكاليل الزهر على النصب التذكاري لشهداء الإبادة الأرمنية. واختتمت المناسبة برفع الصلاة على راحة أنفس الشهداء.
وأشار المطران خزوميان في كلمة له إلى أن «كل الذين ماتوا من رجال ونساء وأطفال استشهدوا في سبيل الإيمان والوطن، لينالوا الخلود والمجد في الحياة الأبدية. ويشهد التاريخ الأرمني على الإضطهادات والقتل التي تعرض لها الشعب الأرمني بسبب إيمانه بالمسيح الذي توقع كل هذه المشقات لأتباعه»، لافتاً الى ان «استذكار شهداء الإبادة الأرمنية يحمل اليوم معنى الرسالة ووصية الشهداء للأجيال الصاعدة في السير على خطاهم في سبيل تثبيت القيم الوطنية والمسيحية».
وتابع: «علينا إكمال المسيرة بعد المئوية الأولى للابادة الأرمنية من خلال النضال المستمر والعيش كأرمن مؤمنين أصيلين كما عاش أجدادنا».
وفي الختام، عرض المطران خزوميان «بعض ما اقترفته الأيادي التركية الظالمة، والتي حتى يومنا هذا تعمل جاهدة للتهرب من الحقيقة وتحرف وتحور تاريخ الأحداث الأليمة التي وقعت خلال الإبادة الأرمنية».
أمسية تذكارية
وذكرت البطريركية أن جمعية الجامعيين الأرمن الكاثوليك، كانت قد نظمت أمسية تذكارية لإحياء الذكرى حول النصب التذكاري للشهداء في باحة البطريركية، برئاسة كاثوليكوس بطريرك كيليكيا للأرمن الكاثوليك البطريرك نرسيس بدروس التاسع عشر وحضوره ومشاركة الأساقفة والآباء الروحيين، بالإضافة الى الشخصيات الرسمية السياسية والفكرية والإجتماعية.
بعد النشيدين اللبناني والأرمني، ألقيت كلمات الافتتاح باسم جمعية الجامعيين الأرمن الكاثوليك. ثم تحدث بالمناسبة وزير السياحة ميشال فرعون الذي شدد على «ضرورة إدانة المظالم ليعيش الإنسان بهناء وسلام»، مثنياً على «الدور الفاعل للكنيسة الأرمنية الكاثوليكية في لبنان».
وأكد دعم لبنان الرسمي لنصرة القضية الأرمنية المحقة.
واعتبر وزير الثقافة روني عريجة أن «الإبادة الارمنية هي من أفظع الارتكابات بحق الإنسانية في التاريخ الحديث. وبعد مئة عام على الإبادة الأليمة، القضية الأرمنية ترمي الى الإعتراف بالحقيقة والمطالبة بالحقوق المشروعة».
وتخلل الأمسية برنامج فني من وحي المناسبة.
وفي الختام، ألقى الكاثوليكوس بدروس التاسع عشر كلمة قال فيها: «إني متأثر بالحماسة التي أبديتموها تجاه الكنيسة والوطن، ومن أهم تجلياتها كانت هذه الأمسية التذكارية، أوجه كلامي بشكل خاص إليكم، أبناء الجيل الجديد. التسبيح والمجد للرب، بأن لدينا جيلاً حاضراً حالياً يتذكر ويطالب، وذلك بعد مئة عام من المخطط الوحشي الذي نفذته تركيا العثمانية لتحويل وجود الأرمن الى مجرد تاريخ من الماضي».
وأضاف: «نحن مقتنعون عبر دعم الدولة الأرمنية وبمعلوماتكم المعاصرة بأنكم ستستمرون ليس فقط لتتذكروا، بل أيضاً لتذكير العالم بجلجلة الأرمن، كما فعل قداسة البابا فرنسيس الذي دعا المجتمع الدولي إلى هذا الأمر، والذي تشاركناه القداس الأحد الماضي، في 12 الجاري، في بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان، بحضور رئيس جمهورية أرمينيا سيرج سركيسيان والكاثوليكوسان كاريكين الثاني وآرام الأول. وكانت العظة التي ألقاها الحبر الأعظم خلال إحتفال الإفخارستية المقامة بمناسبة مئوية الإبادة الأرمنية، دعوة موجهة إلى المجتمع الدولي للتذكير والإدانة».
وأردف: «تذكير العالم بالإبادة الأرمنية يعني المطالبة بإدانتها والتعويض الواجب للضحايا، بالإضافة الى إسترجاع الحقوق الأرمنية المنزوعة.
أنتم، أيها الشباب الأحباء، بإيمانكم وأملكم الموروث من شهدائنا، سترون عاجلاً أم آجلاً مستقبلكم المكلل بالنصر، الذي سيكون نصر العدالة الإلهية. أنا مقتنع أن مئوية الإبادة الأرمنية ستشكل نقطة الإنطلاق للنضال في سبيل القضية الأرمنية التي ستأخذونها على عاتقكم وتستمرون في ملاحقتها بخطى ثابتة».
لحام
وبالمناسبة، وجّه بطريرك انطاكيا وسائر المشرق والاسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام رسالة تعزية إلى الشعب الأرمني في الذكرى المئوية للمجازر الأرمنية جاء فيها: «هذه صرخة القيامة والحياة وبها نحيي الشعب الأرمني العظيم ونحيي ذكرى استشهاد أبنائه وبناته الذين حصدتهم يد الحقد والغدر والكراهية قبل مئة سنة في مجازر طاولت الكثير أيضاً من أبناء الكنائس الآشورية والسريانية والكلدانية».
وتابع: «باسمي وباسم كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك وبصفتي رئيس مجلس الكنائس الكاثوليكية في سورية، أوجه إليكم هذه التعزية القلبية مقرونة بمشاعر العز والفخار والإكبار لهذا الشعب الأبي الأمين على إيمانه وعقيدته وأرضه وقيمه. ليبقى على مر التاريخ وأمام شعوب الأرض قاطبة رمز الصمود والإباء والنموذج الأعلى للأمانة لهويته الأرمنية ولغته وطقسه وإيمانه».
وأضاف: «إنكم أيها الشعب الأرمني قدوة لنا جميعاً، ولا سيما في تعلقكم بإيمان الآباء والأجداد وأينما كنتم تحملون معكم تراثكم وتخلدونه بشتى الطرق بالتاريخ والكنائس والأعمال الخيرية والاجتماعية. هذه علامة فخاركم فأنتم المثال الأعلى ونتمنى أن تكون كنائسنا في خط هذه الأمانة. إعجابنا بكم هو نفسه تهانينا لكم وعربون تعاضدنا ومحبتنا لكم. ونقول اليوم: كلنا أرمن. ولينتعش الإيمان المقدّس في قلوب جميع أبناء وبنات كنائسنا لتعم المحبة والقيامة والحياة».
وختم بالقول: «الخلود لشهدائنا ولتكن دماؤهم الذكية عربون سلام لكل البلدان التي استقبلتهم وحضنتهم وأحبتهم وهم أحبوها وانتموا إليها. يا إله السلام امنح شعوبنا وأرضنا السلام».