مدارات
مدارات
«أممية» اليمن… «جيوبولتيك» القرار والحوار!
فاديا مطر
انتهت ليلة الخميس ـ الجمعة، مهلة مجلس الأمن الدولي للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، كي يتقدم بتقريره عن التزام الأطراف اليمنية بالقرار 2216 الصادر عن مجلس الأمن في 14 أبريل 2015، وعن أمتثال «الثوار اليمنين» للقرار الذي يطالبهم بالانسحاب من جميع المناطق التي سيطروا عليها وتسليم السلطة من دون شروط بمهلة عشرة أيام من تاريخ صدوره، فبان كي مون مطالب بتقرير مفصل يقدمه إلى مجلس الأمن اليوم الاثنين يبين فيه خطوات وتوثيقات خطوات التنفيذ، مع لحتمال وضع المزيد من الأسماء على لائحة العقوبات الأممية، أو أستعمال القوة لتنفيذ قرار مجلس الأمن المُتخذ تحت الفصل السابع، فيما المصادر نقلت عن السفيرة دينا قعوار، مندوبة الأردن لدى الأمم المتحدة التي ترأس بلادها الدورة الحالية لمجلس الأمن قولها «تقرر عقد جلسة يوم الاثنين المقبل لمجلس الأمن، لمراجعة المواقف من أزمة اليمن، ومناقشة التقرير المقدم من الأمين العام للأمم المتحدة حول الالتزام اليمني بقرار مجلس الأمن 2216، هذا وتحفظت قعوار عن الإفصاح عن الإجراءات التي سيتخذها المجلس في حال عدم التقيد بالقرار الأممي بحسب قولها، بينما تتسارع عقارب الساعة نحو يوم الاثنين بعد عزم مجلس الأمن على تعين الدبلوماسي الموريتاني أسماعيل ولد بعد شيخ احمد مبعوثاً خاصاً لليمن في جلسة اليوم الاثنين خلفاً للمبعوث المستقيل جمال بن عمر، بعد إعلام «كي مون، أعضاء مجلس الأمن بهذا القرار، قرار كانت تعول السعودية على احتوائه لعقوبات بمستوى أكبر مما ورد فيه من لائحة العقوبات التي شملت السيد عبد الملك الحوثي ونجل علي عبد الله صالح، لكنه جاء مخيباً لآمال السعودية التي دفعت في شكل كبير نحو تضمنه بنوداً عدوانية أكبر وأكثر، على مسطرة الترقيم الدراماتيكية المتصاعدة لإنجازات الثوار اليمنيين بمؤازرة الجيش الذي لم يطرح أي تنازل أو تراجعات عن تقدمه التكتيكي والاستراتيجي في مواجهة «قاعديو» هادي وآل سعود، رغم القصف الوحشي الذي أستمرت به «عاصفة الجُرم» السعودية ـ الصهيو/أميركية والتي أعلن عن توقف عملياتها في 19 /4 /2015 على لسان الناطق العسكري بأسمها «عسيري»، والتي استمرت وآثرت الاستمرار بسياسة الاعتداء على الشعب اليمني عبر مقاتلاتها الحاقدة، في كل من صعدة وصنعاء وتعز وعدن ومأرب التي بات الجيش والثوار يطوقونها بشكل كامل اليوم بحسب المصادر العسكرية الميدانية، ليكون تحرير مأرب متوقفاً على ساعات تنحسر دقائقها بخناق على أنفاس من تحوي من تكفيريين وأرهابيين، فاستمرار العدوان السعودي الأميركي ترك وراءه بحسب الائتلاف المدني لرصد جرائم العدوان ما يقارب 3700 جريح وشهيد، مع الخروج بحقيبة أهداف استراتيجية فارغة من أي إنجاز، فأهداف هذه الاعتداءات المضمرة قد تغير الكثير من الموازين والمواقف في غير ما تشتهي دول العدوان على وقع السلسلة المتقدمة في الواقع الميداني والعسكري للثوار اليمنيين وقدرتهم على الصمود في وجه عدوان لم يوقفه او تخفف من لهيبه القرارات الدولية أو حتى قرار قيادة تحالف العدوان، ليتمازج بطريقته وأسلوبه وأهدافه مع الاعتداءات «الإسرائيلية» على غزة في 27 كانون الأول 2008 والتي استمرت حتى 18 كانون الثاني 2009، في تدمير ممنهج وبأسلحة محرمة دولياً للمتلكات العامة والمرافق والبنى التحتية بحسب التحقيقات التي أجراها المركز الفلسطيني لحقوق الانسان في 22 كانون الثاني 2009 والعديد من المنظمات الأخرى بخصوص عملية «الرصاص المسكوب» العدوانية على غزة، والتي تلتها أعتداءات عملية «عامود السحاب» في 14 تشرين الثاني 2012 والتي استمرت 8 أيام، عجزت من خلالها «إسرائيل» عن تنفيذ أهدافها في اختراق الدفاعات المحصنة والقوة ذات الكفاءة للمقاومة.
وهكذا يشبه العدوان «الإسرائيلي» في إيدولوجيته عدوان «عاصفة الجُرم» السعودية الصهيو/أميركية والتي ربما ستعتمد التوقف التدريجي الدراماتيكي لإعلان النصر الفارغ خوفاً من فضيحة الفشل أو الوقوع في الحفرة «الإسرائيلية» نفسها لجهة الخسارة العسكرية وربما الرد المعاكس، فالأيام المقبلة تجيب!!؟.