رهانات نتنياهو لإفشال الاتفاق النووي الإيراني
ناديا شحادة
بعد سلسلة مفاوضات استمرت لأكثر من عشر سنوات حول البرنامج النووي الايراني، ومع وصول أوباما الى رئاسة أميركا حاملاً شعار انهاء الحروب التي خاضها سلفه وواضعاً كل ثقله خلف المفاوضات بين إيران ومجموعة 5+1 وفي المقابل أبدى نظيره الإيراني حسن روحاني كل ثقله للبرنامج النووي وتم التوصل مؤخراً في لوزان السويسرية الى اتفاق اطار حول البرنامج النووي الايراني.
في مقابل هذا الانتصار السياسي والدبلوماسي الايراني الذي توج بما أفرزه تفاهم لوزان الذي لم يرضَ عنه بعض الدول الاقليمية منها «إسرائيل» حيث انتقد رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو في 5 نيسان من العام الحالي اتفاق الإطار بين الدول الكبرى وإيران واصفاً إياه بـ «اتفاق سيء» يسمح للجيش الإيراني بامتلاك بنية تحتية نووية كبيرة بحسب تعبيره، وتعهد بأنه سيستمر في الاشهر المقبلة في عمله ضده.
أما السعودية التي كان لها اجراء استباقي بشنها حرباً على الحوثيين في اليمن في محاولة منها للتأثير على مسار المفاوضات الايرانية الاميركية وذلك بتأييد «إسرائيل» التي لم تكن بمنأى عن هذا العدوان فقد كان أول من رحب وبارك وساند وهذا ما أكده السيد عبد الملك الحوثي في 19 نيسان عندما صرح قائلاً أن «إسرائيل» تؤيد وتدعم الحرب السعودية على اليمن، بالاضافة الى تمنيات «الإسرائيلين» للسعوديين بالنجاح في حربهم وفق صحيفة «يديعوت احرونوت»، ولكن رهانات نتنياهو على تلك الحرب انتهت بالفشل.
عبثاً حاول نتنياهو والسعودية عرقلة المفاوضات التي استأنفت يوم الاربعاء الماضي في فينيا من اجل التوصل الى اتفاق نهائي حول البرنامج النووي لطهران وذلك بعد حوالى ثلاثة اسابيع على توقيع اتفاق اطار الذي وقع في لوزان، فرهان نتنياهو على حرب السعودية في اليمن انتهى بالفشل، فالمحادثة بين إيران والدول الكبرى الست تحرز تقدماً في صياغة الاتفاق وهذا ما أكده كبير المفاوضيين الايرانيين عباس عراقجي الجمعة الماضي حيث قال ان المحادثات النووية بين بلاده والقوى العالمية الست تحرز تقدماً جيداً.
«إسرائيل» التي انتابها الخوف والشكوك العميقة من الوصول الى اتفاق في المحادثات حول النووي الايراني حاولت الضغط والرهان على تدخل الكونغرس الاميركي لعرقلة المفاوضات ولكن رهانها توج بالخسارة واصطدم بعناد أوباما وصلاحياته في استخدام حق الفيتو في الكونغرس فالادارة الاميركية تسعى لإفشال أي محاولة للكونغرس الاميركي من شأنها ان تؤثر على سير المفاوضات النووية مع ايران وهذا ما أكده الرئيس الاميركي أوباما، وجاء كلام وزير الخارجية جون كيري في 22 نيسان ليؤكد التوصل الى تسوية في واشنطن في شأن دور الكونغرس بخصوص النووي الايراني، وأعرب عن ثقته في قدرة الرئيس باراك اوباما على التفاوض حول اتفاق في شأن البرنامج النووي الإيراني.
ويؤكد المراقبون أن إيران التي اصبحت قوى اقليمية عظمى ووازنة وفاوضت أميركا والدول الكبرى وتوصلت الى اتفاق وشيك يعترف بحقها في التخصيب وتسلم بامتلاكها الخبرة والمواد اللازمة لانتاج اسلحة نووية، فلم يبقَ أمام «الإسرائيليين» الا ان يعترفوا بهذه الحقيقة أو ينفذ نتنياهو تهديده، الذي أحدث شرخاً في العلاقات بين «إسرائيل» وراعيتها الكبرى أميركا، وهو شرخ سيتوسع حتماً في الاعوام المقبلة بعد ان بدأت «إسرائيل» تفقد اهميتها الاستراتيجية في شكل متسارع. فهل ينفذ نتنياهو تهديداته السابقة ويرتكب حماقة باستخدام الحل العسكري في محاولة منه لتدمير البرنامج النووي الايراني التي ربما ستقلب توازنات المنطقة؟