«فرانس برس»: بوتين يزور القرم… وكييف تحذّر من استفزازات
أفردت وكالة الأنباء الفرنسة «فرانس برس» مساحةً لتقرير جاء فيه: تستعرض روسيا قوتها العسكرية في الساحة الحمراء في موسكو ضمن احتفالات بدأت صباح الجمعة في ذكرى النصر على ألمانيا في 1945، فيما حذر رئيس الحكومة الأوكراني آرسيني ياتسينبوك من استفزازات خلال تلك المراسم.
ويشارك حوالى 11 ألف جندي في العرض العسكري الروسي الذي يشارك فيه الرئيس فلاديمير بوتين ورئيس حكومته ديمتري ميدفيديف.
وبدأ العرض باستعراض وزير الدفاع سيرغي شويغو للقوات المحتشدة في الساحة الحمراء على وقع موسيقى الفرقة العسكرية، ووفق وسائل إعلام روسية فإن بوتين قد يزور شبه جزيرة القرم للمرة الاولى منذ انضمامها إلى روسيا في آذار للمشاركة في العرض العسكري في مدينة سيفاستوبول للاحتفال بالانتصار السوفياتي.
وأعربت المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل الخميس عن قلقها لبوتين بشأن المعلومات التي تحدثت عن نيته المشاركة في عرض القرم، بحسب ما صرح وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير.
وقال الوزير إن المستشارة سألته شخصياً عن ذلك. وترك الجواب مفتوحاً عمّا إذا كان سيشارك شخصياً.
ويعتبر ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا بعد الاطاحة بالحكم الموالي لموسكو في كييف المنبت الاساسي للأزمة الأسوأ بين روسيا والغرب منذ الحرب الباردة. ولم تتوقف الازمة منذ ذلك الحين عن التدهور مع امتداد أعمال العنف في شرق أوكرانيا، والتي يخشى أن تكون على حافة حرب أهلية.
ورفض الانفصاليون في شرق أوكرانيا طلب الرئيس الروسي بإرجاء الاستفتاء على الاستقلال المقرر يوم الاحد.
وقال دنيس بوتشيلين قائد جمهورية دونيتسك الانفصالية لـ«فرانس برس» إن موعد الاستفتاء لن يرجأ. ولكنه شكر الرئيس الروسي الذي يهتم بالناس في جنوب شرق أوكرانيا.
وأضاف بوتشيلين: «حصل تصويت وهناك قرار بالاجماع بعدم تغيير الموعد».
وفاجأ بوتين الانفصاليين الاربعاء بدعوته إلى سيناريو حوار ينص على وقف كييف عملياتها العسكرية في جنوب شرق البلاد مقابل تأجيل إجراء الاستفتاء.
كذلك اكد ممثل عن اللجنة الانتخابية في دونيتسك ان الاستفتاء سيحصل خلال عدة ايام وقد طبعت اوراق الاقتراع ويتم توزيعها. كما أعلن متمردون في جمهورية انفصالية معلنة من جانب واحد أيضاً في محيط مدينة لوغانسك أنهم سيجرون استفتاء في الوقت نفسه الاحد.
أما الاتحاد الاوروبي فاعتبر أن إجراء مثل هذا الاستفتاء سيزيد من تدهور الوضع في البلاد. وقالت مايا كوسيانسيتش المتحدثة بِاسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي في بروكسل: «نشدد بقوة على ضرورة عدم تنظيم الاستفتاء لأنه سيزيد من تدهور الوضع ويمكن أن يؤدّي إلى تصعيد جديد».
من جهته أعلن الكرملين الخميس الماضي أنه يحلل الوضع بعد اعلان الانفصاليين عدم إرجاء الاستفتاء. وقال ديمتري بيسكوف المتحدث بِاسم الرئيس الروسي: «هناك تطورات جديدة. ينبغي تحليل الوضع».
وكانت موسكو قد أكدت في وقت سابق هذا الاسبوع أنه لم يعد لها نفوذ على المتمردين الموالين للروس في أوكرانيا بسبب تدهور الوضع الامني. لكن صحيفة «أوكرانسكا برافدا» الالكترونية قالت إن بوتين يتظاهر بأنه لم يعد لديه نفوذ على الانفصاليين. وسبق أن اعلنت سلطات كييف أنها لن تعترف بشرعية مشروع «الاستفتاء الارهابي» هذا.
وجاء في بيان صادر عن الخارجية الأوكرانية الخميس الماضي: «أيّ عمليات إرهابية أو استفتاء في شرق بلادنا خطوات غير مشروعة. وبالتالي فإن الدعوة إلى إرجائها، مجرد مهزلة وليست على الاطلاق بادرة حسن نيّة».
وأضاف البيان أنّ موسكو نفّذت سيناريو شبيه في القرم، شبه الجزيرة التي انضمت إلى روسيا بعد استفتاء لم تعترف به كييف والدول الغربية.
وكررت الحكومة الأوكرانية من جهتها تأكيدها أن ليس لديها أي نية للعدول عن قرار إعادة فرض الامن في شرق البلاد.
وقال سكرتير مجلس الامن القومي والدفاع الأوكراني أندريه باروبي إن عملية مكافحة الارهاب ستتواصل بغض النظر عن قرارات مجموعة مخرّبة أو إرهابيين في منطقة دونيتسك، في إشارة إلى الاستفتاء المرتقب الاحد.
وتخوض السلطات الأوكرانية منذ الجمعة عملية عسكرية واسعة النطاق في منطقة سلافيانسك معقل المتمرّدين الموالين لروسيا في محاولة لاستعادة السيطرة عليها. وقتل في هذه العملية عشرات الاشخاص.
وفي مدينتي سلافيانسك ودونيتسك المتمرّدتين، بدا ان السكان يؤيدون قرار زعماء الانفصاليين بإبقاء الاستفتاء في موعده.
والتوتر يبقى على أشده في أوكرانيا مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في 25 أيار لاختيار خليفة للرئيس الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش والذي أطاحت به احتجاجات واسعة في شباط الماضي.
وأعلن رئيس المجلس الاوروبي هرمان فان رومبوي الخميس الماضي أنه سيزور كييف الاثنين للتعبير عن دعم الاتحاد الاوروبي لأوكرانيا قبل الانتخابات الرئاسية في 25 أيار.
ويصرّ الغربيون على إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، ويتهمون روسيا بالعمل على زعزعة استقرار أوكرانيا ومنع إجراء انتخابات. ومن المفترض أن يزور أمين عام منظمة الامن والتعاون في اوروبا لامبيرتو زانييه كييف الجمعة.
وشكّك الغربيون في إعلان بوتين سحب عشرات الالاف من قواته على طول الحدود مع أوكرانيا. وأشار أمين عام حلف الاطلسي أندرس فوغ راسموسن الخميس في وارسو إلى عدم وجود أي مؤشر على هذا انسحاب. وردّ راسموسن على تغريدة على موقع «تويتر» لوزارة الخارجية الروسية تتهمه فيها بأنه «أعمى» لعدم ملاحظته الانسحاب، وقال «نظري سليم». وفي المقابل، أجرت روسيا الخميس عدّة تجارب لصواريخ بالستية خلال مناورات عسكرية أشرف عليها بوتين.
من جهة ثانية، أعرب مسؤولون أميركيون عن قلقهم بشأن صفقة بيع سفن حربية فرنسية من طراز «مسترال» إلى روسيا، في الوقت الذي تدرس فيه واشنطن والاتحاد الاوروبي فرض مزيد من العقوبات على موسكو.