اليمن: حرب شاملة أو تسوية؟
حميدي العبدالله
بعد ثبوت استمرار «عاصفة الحزم» بثوب «إعادة الأمل» يعود التساؤل من جديد عن الأفق النهائي لهذه الحرب، هل تتحوّل إلى حرب برية وتقاصف متبادل وانخراط دول جديدة فيها، أم أنها تسلك خيار التسوية ويتمّ توقف «إعادة الأمل» كما توقفت «عاصفة الحزم»؟
إذا كان رهان المملكة العربية السعودية على استمرار «عاصفة الحزم» بثوب «إعادة الأمل» هو تحقيق الأهداف التي لم تتحقق في «عاصفة الحزم» بعد مرور 27 يوماً على بدئها، عندما كان زخم القصف الجوي والبري أعنف وأوسع مما هو عليه الآن، فإنها بحاجة إلى إثبات وعرض الأسباب التي تقنع كلّ متابع أنها هذه المرة سوف تحصل على نتائج مغايرة لما آل إليه الوضع في «عاصفة الحزم».
الأرجح أنّ الاستمرار في الحرب إلى أن تتحقق الأهداف المعلنة، أيّ إعادة سلطة هادي إلى بعض مناطق اليمن بعد إخراج أنصار الله والجيش اليمني منها، هو أمر من رابع المستحيلات، أو على الأقلّ صعب المنال في أسابيع، ويحتاج إلى أشهر، وبالتالي استمرار القصف الجوي والبري لأشهر يرجح أن يقود إلى احتقان يهدّد بتداعيات شبيهة بالاحتقان الذي أرغم الرياض على إعلان وقف «عاصفة الحزم» أيّ احتمال تحوّل الحرب من قصف يقتصر على الأراضي اليمنية إلى تقاصف يشمل الأراضي اليمنية والأراضي السعودية، مع ما يحمله من تحوّل للحرب إلى حرب برية بمبادرة من أحد طرفي المواجهة، السعودية، وأنصار الله والجيش اليمني، ومن شأن ذلك أن يجرّ دولاً جديدة إلى الحرب، التي ستتحوّل إلى مواجهة شاملة وحرب إقليمية في منطقة حساسة ليس فقط لأنّ اليمن يقع على باب المندب حيث تمرّ 38 في المئة من التجارة الدولية، وحوالي 4 مليون برميل نفط يومياً، بل أيضاً لأنّ السعودية أكبر منتج للنفط قد تتحوّل إلى ساحة مواجهة عسكرية، ومن شأن ذلك أن يحدث اضطراباً حادّاً في الاقتصاد العالمي تتضرّر منه مصالح كلّ الدول، سواء مجموعة السبع الاقتصادية، أو مجموعة «بريكس»، والأرجح أنّ بلوغ هذه المرحلة لن يكون قرارها في يد المملكة العربية السعودية، بل في يد المجتمع الدولي، ولا سيما الدول الغربية، التي ستكون المتضرّر الأول.
استمرار «عاصفة الحزم» بثوب «إعادة الأمل» بما تنطوي عليه من تداعيات خطيرة، هو الذي يرجح وقف إطلاق النار في توقيت غير بعيد، وإطلاق خيار التسوية عبر الحوار.