اجتماع في سفارة فلسطين لتدارس ظواهر مقلقة في عين الحلوة
يوسف المصري
تتوقف مراجع مسؤولة متابعة للوضع داخل مخيم عين الحلوة عند ظواهر عدة مقلقة تحصل داخله. وتشارك أطراف فلسطينية داخل المخيم قلق المراجع اللبنانية هذه.
وكشف مصدر مطلع ومتابع لملف مخيم عين الحلوة لـ»البناء» عن أنه خلال هذا الأسبوع سيتم اجتماع لبناني – فلسطيني في السفارة الفلسطينية في بيروت يضم معظم أطياف قوى المخيم، وذلك لتدارس أوضاعه المستجدة وأخذ الاحتياطات الضرورية لكبح احتمالات تفّلت أمنه.
وعلمت «البناء» أن منشأ الأخطار المستجدة داخل المخيم تتمثل بالتالي:
أولاً – وجود حالة تجرؤ وتفلت من قبل المجموعات الإرهابية في المخيم والمتمثلة أساساً بالمجموعات الخمسة التي هي بقايا تنظيمي جند الشام وفتح الإسلام. ويلاحظ أن هذه المجموعات تخلت عن حذرها بعد أحداث دخول «داعش» إلى مخيم اليرموك في سورية وبعد «عاصفة الحزم» في اليمن. وتمثل ذلك بتنفيذها لعمليات اغتيالات كقتل مروان عيسى ومحاولتها اغتيال مسؤول الجهاد الإسلامي في عين الحلوة. وفي مقابل ذلك يلاحظ أن اندفاعة قوى فلسطينية لأخذ تدابير لضبط هذه المجموعات تراجعت عما كانت عليه قبل أحداث اليرموك واليمن، ما يدل على وجود اعتبارات إقليمية مستجدة على حساباتها.
ثانياً – إقرار كل الفصائل الفلسطينية في المخيم، بوجود حالة انتشار للمجموعات الإرهابية بحيث لم يعد وجودها محصوراً في حي الطوارئ على أطراف المخيم بل هي تغلغلت في عمق أحيائه الداخلية، ما جعلها قنبلة موقوتة من شأن انفجارها أن يطيح بكل أمن المخيم. واستفادت هذه المجموعات من طفرات نزوح فلسطينيي مخيم اليرموك إلى عين الحلوة للتغلغل بين صفوفها والانتشار في كل المخيم.
ثالثاً – تلاحظ هذه المراجع إن كل الجهود اللبنانية التي بذلت مؤخراً لإقناع فصائل المخيم بأخذ إجراءات على الأرض لضبط المجموعات الإرهابية أو تسليم قتلة مروان عيسى أو حتى إنشاء حواجز جدية على مدخل حي الطوارئ حيث مجموعات التكفيريين الخمسة باءت بالفشل، ما ترك هذه المجموعات من غير أي إحساس بأن هناك رفضاً لتصرفاتها الأخيرة التصعيدية في المخيم.
رابعاً – تراقب هذه المراجع تطورات الوضع في منطقة بيت جن السورية المقابلة لبلدة شبعا اللبنانية ومحيطها، نظراً لورود معلومات عن محاولات تجريها «إسرائيل» عبر عملاء سوريين لها، لجعل عناصر ما يسمى الجيش السوري الحر في منطقة بيت جن تعلن ولاءها لـ»جبهة النصرة». وفي حال حصلت هذه الخطوة فإن ذلك ستكون له بلا ريب انعكاسات سلبية على أمن شبعا وصولاً إلى أمن مخيم عين الحلوة الذي تتعاظم فيه فعاليات «جبهة النصرة».