كريستيان ساينس مونيتور دبلوماسية ميركل المختلطة تتزعم الغرب
يدل أسلوب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في القيادة، على تبني طريقة جديدة للعمل في عالم متعدد الأقطاب بالنسبة إلى «القوى الناشئة». ومنذ أن بدأت أزمة أوكرانيا، بزغ نجم ميركل بأنها هي التي تحدد سياسات أوروبا الخارجية.
وشكل المزيج المفضل لميركل من الدبلوماسية الخشنة والعقوبات المخففة الموقف المهيمن في الاتحاد الأوروبي في التعامل مع روسيا حيال تصرفاتها في أوكرانيا، وقد تم اتباعه إلى حد كبير من قبل الرئيس الأميركي باراك أوباما. ودور الوساطة الألمانية في الأزمة يظهر أن لألمانيا القدرة على موازنة القوى العظمى التقليدية، ليس هذا فحسب، وإنما أيضاً التصرف «كقوة صاعدة» من تلقاء نفسها.
وأسلوب ميركل في الدبلوماسية الصبورة والمتواضعة والخطوة خطوة، يليق بالمشهد العالمي المتغير. وقد تضطر قوى صاعدة إلى تبني أسلوبها في تغليب التعاون على المواجهة، والاستقرار على التحرك السريع.
وحل الاشتباكات في عالم متعدد الأقطاب يتطلب مزيداً من المهارات في السعي وراء توافق الآراء، وهذا أمر أثبتته ميركل لنفسها أولاً في ألمانيا، ثم في داخل الاتحاد الأوروبي، ثم على المسرح الدولي الآن. وخير مثال على ذلك تحدثها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عشرات المرات على الهاتف خلال الأزمة الأوكرانية، أي أكثر بكثير مما فعل أوباما.
والعالم يشهد الآن اشتباكات عدة بسبب القوى الصاعدة الحالية والمتوقعة.