عون: التمديد للقيادات الأمنية ممنوع وكلّ الاحتمالات ممكنة
أكد رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون أنّ «الكيل قد طفح، والتمديد للقيادات الأمنية ممنوع وإلا فإنّ كلّ الاحتمالات ممكنة، وإنّ الأيام التي كانوا يأتون فيها بـ«خيال» يعينونه رئيساً للجمهورية قد ولّت»، ورفع الصوت قائلاً: «نحترم تمثيلكم الشعبي فاحترموا تمثيلنا».
وقال عون بعد الاجتماع الأسبوعي لتكتل التغيير والإصلاح في دارته في الرابية أمس: «هناك ضجة كبيرة في الإعلام، من حيث التحليلات التي هي خاطئة بنسبة تتجاوز الـتسعين في المئة، بالإضافة إلى التضليل الكبير الذي يعيشه الرأي العام. نحن هنا اليوم لنضع النقاط على الحروف، وذلك احتراماً للحقيقة ولأنّ الوضع الذي نعيشه يصل إلى الرأي العام في شكل مزيف».
وتطرق إلى موضوع التعيينات، معتبراً «أنّ التمديد خارج عن القانون، وعن الواقع». وأضاف:» تارة، يقولون إنّ العماد عون سيخرج من الحكومة في حال عدم تعيين العميد شامل روكز قائداً للجيش، وطوراً يتكلمون عن أنّ العماد عون يتجه إلى القيام بأمر «انتحاري» في حال عدم القبول بالمطالب التي يريدها… الواقع، أنّ كلّ هذه الأمور غير صحيحة، والصحيح هو أنّ الدولة اللبنانية هي في حالة من الانهيار، لا بل أصبح هناك شكل دولة، كالجسم الذي يموت ولا يبقى منه إلا «هيكله العظمي». لقد سقط دستور الدولة اللبنانية وسقطت قوانينها، وسقطت ممارستها تجاه كلّ الأمور، لذلك لم يبق لها إلا أن تتلهى ببعضها».
وتابع: «عندما نتكلم عن رئاسة الجمهورية، وعن مواصفات الرئيس التي نطالب بها، يقولون على الفور: «العماد عون يسعى لأن يكون رئيساً للجمهورية». لقد قلنا إننا نريد رئيساً قوياً له صفة تمثيلية، ويستطيع أن يكون مرجعية للطائفة التي يمثلها ضمن هذا النظام الطائفي الذي نعيشه في لبنان. لماذا يقولون دائماً «العماد عون»، ولماذا يأخذون الأمور بطريقة «شخصية»؟ هل تتبعون هذه الطريقة كي تقتلوا الصفات التي يجب أن تكون حاضرة في الرئيس؟».
وأكد عون أنّ الأيام التي كان يأتي فيها «خيّال» رئيساً للجمهورية ممنوعة اليوم. نحن موجودون، ونحن أسّسنا لبنان، لسنا «عياري» في هذا البلد. ما يخصّنا نريد أن نحصل عليه لا أن يأخذه أحد غيرنا، فمراكزنا ليست «شحادة»».
وردّ عون على تصريح الرئيس سعد الحريري، بأنّ منصبي رئاسة الجمهورية وقيادة الجيش في حاجة إلى التشاور بين الجميع، قائلاً:»إنّ رئاسة الحكومة وقيادة الأمن الداخلي تشبه غيرها من المناصب، وهي أيضاً تحتاج إلى التشاور بين الجميع للتوافق عليها. والأمر نفسه، بالنسبة إلى رئاسة مجلس النواب ومديرية الأمن العام، فتحتاج كلّ هذه المناصب إلى التشاور بين الجميع. لماذا تقبلون بأمور معينة وتسيرون بها من دون أي مشكلة، وترفضون الأمر عينه في أمور أخرى»؟
وأضاف: «عندما تقوم الطائفة بتعيين أي شخص، عليه أن يكون فخراً لها.. وكما أننا لا ننكر الصفة التمثيلية للموجودين من الطائفتين السنية والشيعية، لا نقبل أن ينكر أحد علينا صفتنا التمثيلية. نحن نرفض هذه التصرفات، وليعلموا أننا الآن، وضعنا النقطة على السطر».
واعتبر عون «أنّ ما يحصل اليوم، هو السعي إلى إفراغ رئاسة الجمهورية من القرار، وإفراغ قيادة الجيش من الكفاءات. وهذا يحصل باشتراك الجميع في تكوين هذه اللعبة. إنّ كلّ الهدف من عملية التمديد، هو إبعاد بعض الأشخاص والإبقاء على أشخاص آخرين».
وأوضح أنه لم يطالب بأن يأتي بصهره العميد شامل روكز قائداً للجيش، «إنما طالبت بتعيين قائد للجيش وفقاً للدستور والقوانين، بالإضافة إلى إعفاء من هم غير شرعيين من مناصبهم». وسأل :» هل تعلمون أنه من الممكن الطعن بكل تواقيع قائد الجيش لأنّ تعيينه غير شرعي؟ هل تعلمون أنّ المجلس العسكري غير موجود لأن ليس هناك من نصاب؟ كيف تتم القرارات في أكبر مؤسسة لبنانية، أي الجيش الذي يضع اللبنانيون كلّ آمالهم عليه؟ هل تتم في شكل غير شرعي؟ لماذا؟ هل يجوز أن يكون لدينا 500 عميد في الجيش ولا يمكن أن يكون أحدهم قائداً للجيش؟ إن كان الأمر كذلك، فليحلوا المؤسسة العسكرية».
وقال:»الموضوع غير قابل للبحث والتمديد ممنوع. أما ما هي الإجراءات التي سنتخذها، فكلّ الإجراءات متاحة من دون أن نعدّدها».
وتمنّى عون «على الجميع احترام الحقائق وليتعالوا عن طرح الأمور من الناحية الشخصية والخاصة لأنها ليست كذلك».
وتساءل:»من هو الذي يستطيع اليوم أن يؤمن على حقوقه؟ ما من أحد يستطيع ذلك. عادة يحال الناس إلى القضاء عندما يقومون بجريمة ما، ولكن إلى من يمكن أن نحيل القضاء عندما يرتكب الجرائم؟ فهل نحيل القضاء على القضاء؟».
وقيل لعون في موضوع التعيينات: «حلفاؤكم قالوا إنهم سيسيرون بالتعيين»، فأجاب:»هذا الأمر قراري، فإما أن يسير غيري معي أو يسير ضدي. هذا هو قرار تكتل التغيير والإصلاح، ولم آخذه بالتشاور مع أحد. لقد أتخذت هذا القرار، نسبة إلى موقعي في السياسة اللبنانية. وكما يمكن أن تتركني الناس، أستطيع أنا أيضاً أن أتركها، ومن يسير معي يمكنني أن أسير معه، لأنّ الأمر لم يعد يحمل أكثر من ذلك، بلغ السيل الزبى وقد طفح الكيل».