باسيل من الفاتيكان: الحفاظ على الرسالة وقبول الآخر هما ردّنا على العنف والتطرف
استهل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل زيارته للفاتيكان، بلقاء مع رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري، وعرض معه الحفاظ على دور لبنان ومساعدة المسيحيين على البقاء فيه.
وأكد الطرفان أهمية انتشار الكنائس المشرقية في دول الانتشار اللبناني.
كما عرض باسيل مع لجنة الحوار بين الأديان في الكرسي الرسولي الكاردينال جان لوي توران، الحوار الإسلامي- المسيحي، والفكرة التي يسوق لها لبنان بعقد جلسات حوار بين الأديان المسيحية والإسلامية في العالم برعاية لبنانية. وأبدى توران موافقته على المشاركة في هذه الجلسات.
والتقى باسيل نظيره الفاتيكاني بول ريتشارد غالاغر، في أول لقاء بينهما منذ تسلم الأخير مهماته، في حضور السفير اللبناني لدى الفاتيكان جورج خوري، والمستشار ألبير سماحة.
وتناول الاجتماع موضوع الإرهاب وأهمية الدور المسيحي في محاربته، «إضافة إلى سبل مساعدة المسيحيين على البقاء وممارسة دورهم السياسي الكامل وغير المنقوص في لبنان».
وقال باسيل: «عملنا لنحافظ على لبنان، والحفاظ عليه يعني الحفاظ على اللبنانيين فيه. فاللبنانيون مهدّدون بوجودهم أمام موجة نزوح من السوريين، تهدّد بحصول موجة نزوح من اللبنانيين من بلدهم. وهذا أمر شهدناه سابقاً، وما حصل يعود ويكرّر بشكل آخر، وبالتالي يخسر العالم بلد هو رسالة، مثل لبنان. وبوجودنا فيه نؤدي دور الشهادة والتضحية، ليس لأنفسنا فقط إنما للعالم كله، والحفاظ على القدرة بقبول الآخر والعيش معه».
وأضاف: «من هنا يظهر دورنا المهم بتشجيع الغرب. وإنّ وجودنا اليوم في الفاتيكان لنقول، إنه أمام موجات العنف التي نشهدها، من المؤكد أنّ الردّ يكون بالحفاظ على الشخصية المسيحية والرسالة الإنسانية التي تحملها هذه الشخصية، وليس بالذهاب إلى ردّ فعل متطرف تجاه الإسلام. وهذا أمر لا يمكن أن يقوم به أي بلد في العالم إلا لبنان. وهنا تكمن أهمية الحفاظ ليس فقط على وجوده في لبنان، وإنما على دوره السياسي لتأدية هذه المهمّة والشهادة».
ولفت إلى وجود «وعي كبير لدى الفاتيكان إلى المخاطر المحدقة بهذا الدور»، لافتاً إلى «أنّ كيفية مساعدة الفاتيكان هي دائماً بإطلاق وتشجيع الحوار وقدرة فهم الآخر». وقال: «هناك مسؤولية أيضاً على الفاتيكان في الغرب في الحفاظ على قدرة الشعوب هنا بعدم ردّ الفعل المتطرف، وإنما بالحفاظ على التنوعات المطلوبة. إذاً هناك مسؤولية كبيرة جداً، وإننا نحضّ الفاتيكان على تحمّل المسؤولية في شكل كامل تجاهنا، وخصوصاً في هذه المنطقة التي هي مهد الحضارات ومختبر للصراعات».