دريان: الشعوب لا تنكسر ما دام مطلبها الحرية والكرامة

اعتبر مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان «أنّ العلة الأولى لعدم تحقيق نتائج ملموسة باتجاه الوصول إلى حلّ عادل لقضية فلسطين، ومن ضمنها قضية غزة، يتمثل في قوة الصهيونية، وقوة الدعم الغربي، لقيام الدولة اليهودية على أرض فلسطين، وهاتان القوتان ما تزالان قاهرتين، ولا ينبغي نسيانهما في أي تقييم للموقف، من دون أن يعني ذلك المعذرة، أو التسويغ للعجز العربي والإسلامي. ولننصرف بعد هذه المقولة العامة، لمناقشة ما يمكن فعله عربياً وإسلاميا، من أجل فلسطين، ومن أجل غزة على وجه الخصوص».

وخلال افتتاحه أعمال الملتقى الثاني للهيئة الشعبية العالمية لدعم غزة، قال دريان: «لقد خاض العرب عدة حروب منذ العام 1948، من أجل فلسطين، ومن أجل تحرير الأرض التي جرى الاستيلاء عليها بعد كلّ حرب. أما الشعوب العربية في المشرق على وجه الخصوص، فإنها قدمت للفلسطينيين وجوها للدعم والتضامن، على مستويات شتى، ولا تزال، بيد أنّ العامل الأول، والقوة الأولى لفلسطين وقضيتها، فقد ظلّ أو ظلت في يد الشعب الفلسطيني».

ولفت إلى «أنّ الشعب الفلسطيني قدم نضالاً أسطورياً، بالمقاومة وبالدم، وبالثورة المستمرة، وبالحفاظ على الهوية والانتماء، وظلت لديه الطاقة للصمود في وجه الأعاصير على مدى قرابة الثمانين أو التسعين عاماً. وأضاف: «عندما نجتمع اليوم للتضامن مع غزة، فلأنّ غزة باقية وصامدة، ومناضلة بلا هوادة. فقد شنت الدولة الصهيونية على غزة منذ العام 2007، ثلاثة حروب، دون أن يحبط ذلك من عزيمتها. وأنا أرى اليوم أنّ العواصف تتجمع من حول غزة من جديد، وهي محاصرة، وعشرات الألوف من أهلها من دون مأوى، كأنما يراد كسر إرادتها، وهي لن تنكسر بعون الله، لأنها جزء من الشعب الفلسطيني، الذي ما كسره العدوان المتنامي والمتصاعد».

وتابع دريان: «إنّ الصمود العظيم لغزة، والصمود الكبير لشعب فلسطين، ليس متواضعاً على الإطلاق. نحن تحدثنا دائماً ونتحدث عن ضرورات الأنظمة، وخيارات الأمة. وهناك مخاض هائل تمرّ به المنطقة العربية، وتمرّ به شعوبها، لكنّ الشعوب والأمم لا تتعب ولا تنكسر، ما دام المطلب هو مطلب الحرية والكرامة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى