الرئيس الإرلندي: القدرة على التفاعل مع السكان والأجهزة الأمنية مفتاح عمل الكتيبة
أمضى رئيس جمهورية إرلندا مايكل هيغينز، ومعه عقيلته سابينا هيغينز وسفيرة إرلندا المقيمة في لبنان إيزولد مويلان ووفد عسكري رفيع يوماً طويلاً أمس، حيث تفقد وحدة بلاده العاملة في إطار «يونيفيل» للمرة الأولى منذ انتخابه، في قاعدة الطيري التي وصلها عند الساعة العاشرة صباحاً، حيث استقبله القائد العام لليونيفيل الجنرال لوتشيانو بورتولانو ووزير الدفاع اللبناني سمير مقبل وقائد الوحدة الإرلندية الكولونيل كيفن ماكارثي وكبار مساعديه، وقدّمت له ثلة من الجنود التحية العسكرية على وقع الموسيقى الوطنية الإرلندية.
بعد الاستقبال، عقد اجتماع عمل ضمّ بورتولانو ومقبل وماكارثي ومساعديه، تمّ خلاله عرض وثائقي عن العمل الميداني للكتيبة، وتقديمات قسم التعاون المدني العسكري فيها.
وعند الساعة الواحدة من بعد الظهر، التقى هيغينز مستقبليه الذين تقدمهم النائب أيوب حميد، ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، وقائمقام بنت جبيل خليل دبوق، وقائد منطقة جنوب الليطاني العميد الركن شربل أبو خليل، وعميد كلية العلوم في الجامعة اللبنانية الدكتور حسن زين الدين، وممثلو الأجهزة الأمنية والعسكرية، ورؤساء بلديات ومخاتير وتلامذة من الجمعية العاملية لرعاية اليتيم – ميتم تبنين وثانوية القلبين الأقدسين في عين إبل وحشد من المدعوين.
وبعد كلمة ترحيبية من قائد الكتيبة الكولونيل ماكارثي، أثنى على التعاون المميّز بين المسؤولين المحليّين والمجتمع المدني الضامن لنجاح مهمّة اليونيفيل.
بعدها، ألقى الرئيس هيغينز كلمة عبر فيها عن سروره لرؤية هذا الحشد من المستقبلين، وقال: «إنه لشرف كبير لي ولزوجتي سابينا لقاءكم اليوم، اسمحوا لي أن أنقل باسم الشعب الإرلندي السلام إلى الشعب اللبناني، واسمحوا لي أن أشكر رؤساء المجتمع المحلي الذين يتفاعلون ويتواصلون في شكل يومي مع قواتنا الإرلندية العاملة ضمن مهمة حفظ السلام. هذه أول فرصة لي للقاء جنود كتيبة بلادي العاملة في جنوب لبنان ورؤية مساهمتهم القيمة في صنع السلام العالمي».
ولفت إلى أنّ جنود الكتيبة «استطاعوا بناء علاقات مميزة مع السكان المحليّين حيثما خدموا»، معتبراً أنّ «هذا الموقف الإيجابي والقدرة على التفاعل مع السكان المحليين والأجهزة الأمنية هو المفتاح الأساس لعمل الكتيبة».
أما النائب حميد، فرحّب بالرئيس الضيف باسم الحضور وباسم الرئيس برّي وقال: «لقد التزم لبنان بعد عدوان تموز 2006 بالقرار 1701 وأوفى ما عليه، ولكن إسرائيل ما زالت تنتهك سيادة مياهنا الإقليمية والبرية والجوية يومياً من دون رادع وتتعدى على ثرواتنا النفطية والغازية. إننا شعب يتمسّك بحقه في الحياة وسنحافط على هذه الأرض بقوة وبصبر وسنبقى أقوياء دائماً بشهادتكم إلى جانب الحقّ لتكونوا سفراء لهذا الشعب لنقل الحقائق إلى العالم بأسره».
بعدها تبادل حميد والرئيس الإرلندي الهدايا التذكارية، وبعد أن صافح الحضور
انتقل هيغينز إلى النصب التذكاري لجنود الكتيبة الإرلندية الـ 47 الواقع في محلة الحصن بجوار كنيسة القديس جاورجيوس للروم الملكيين الكاثوليك في تبنين، حيث كان في استقباله رئيس اتحاد بلديات القلعة نبيل فواز وفاعليات البلدة. وبعد المراسم التقليدية عند النصب وضع إكليلاً من الزهر عند النصب.
ثم عاد الرئيس الإرلندي من تبنين إلى قاعدة الطيري، وعند الساعة الخامسة والنصف انتقل بمروحية لتفقد مراكز الكتيبة على طول الخط الأزرق الممتد من سهل يارون حتى مارون الراس. ثمّ غادر والوفد المرافق عند الساعة السادسة عصراً.