مواجهة الإرهاب أولوية ومسؤولية.. روسيا قادرة على حفظ مصالحها الاستراتيجية هل يصحّ بيان وزاريّ في لبنان بلا مقاومة حرّرت وحمت الأرض والشعب والثروات؟

يستسيغ كثيرون متابعة الحوارات والمقابلات والأحاديث التلفزيونية والإذاعية التي تبث في أوقات صباحية مختلفة، ولكن الوقت قد لا يسمح لهم بمشاهدة وسماع كلّ شيء، علماً أنّ معظم الضيوف من مسؤولين وسياسيّين وكتاب وخبراء ومحللين تكون لديهم من الأفكار والتحليلات والآراء والمواقف ما يستحق الاستماع إليه والتوقف عنده.


لذلك، ارتأت «البناء»، في حلتها الجديدة بدءاً من اليوم، الأول من آذار بكلّ ما يعنيه من تجدّد ورؤى وتطلعات، أن تفردَ صفحتها لاستعادة ملخص عن هذه الحوارات، لكي توفر للقارئ المهتمّ مادته المفضلة.

أما مضمون الحوارات التي تنشر اليوم فقد تركز جله على موضوع مكافحة الإرهاب كأولوية تفرض نفسها على كلّ الأجندات المحلية والقومية والعربية والدولية.

كما برز في الشأن المحلي اللبناني موضوع البيان الوزاري الذي لا يزال قيد البحث والنقاش في اللجنة الوزارية، علماً أنه لم يتبقّ سوى نقطة واحدة وهي المتعلقة بالمقاومة التي من المؤسف ألا يتورّع البعض عن المطالبة بنزع سلاحها بعد كلّ ما حققته من إنجازات سواء في تحرير الأرض في عام 2000 أو في صدّ العدوان عام 2006 وإلحاق الهزيمة بجيش قيل يوماً إنه لا يُقهر، أو في ما هو مرتقب من إنجازات في حماية ثروات النفط والغاز وتمكين لبنان من استخراجها واستثمارها لمصلحة اللبنانيين وأجيالهم الطالعة.

ولم يغب عن التحليلات الموضوع الأوكراني حيث التأكيد على أنّ روسيا قادرة على حفظ مصالحها الاستراتيجية على رغم ما يبدو اليوم من أنها تكبّدت خسارة ما نتيجة الانقلاب في أوكرانيا.

وزير العدل السوري نجم الأحمد لـ «الفضائية السورية»: الإرهابي ليس فقط مَن يستخدم السلاح بل كلّ مَن يدعمه ويموّله

البداية مع وزير العدل السوري نجم الأحمد الذي أكد في حديث إلى «الفضائية السورية» أنّ المؤسسة القضائية كانت تعاني في فترة طويلة على مختلف الأصعدة والنواحي نتيجة قدم التشريعات والجهات التي تتعامل مع القضايا بمختلف أشكالها، وهناك جملة من المزايا التي تحققت، خصوصاً في عهد الرئيس بشار الأسد.

وتابع: وزارة العدل لم تكن في أي لحظة من اللحظات غائبة عن المشهد السياسي، وكان لها دور في إعداد المشروعات التي تواكب الأزمة السورية، وهي قامت بتطوير الإصلاح القضائي جملة وتفصيلاً، والقضاء لدينا بخير، ولأنه بخير سننتصر في المعركة العالمية التي تشنّ علينا.

ولفت الوزير الأحمد إلى أنه لا يزال لدينا بعض النصوص التشريعية التي تنال بشكل أو بآخر استقلال السلطة القضائية، واعتقد ان كل السوريين اصبحوا خبراء في قضايا الارهاب لأنهم للأسف عاشوا هذه التجربة المريرة، الإرهاب يعيشه المواطن السوري في كلّ لحظة وهو إرهاب دولي منظم.

وأردف: الإرهاب هو عمل جنائي الوصف بمعناه بحيث يقوم تنظيم معيّن بزرع الرهبة في نفوس الآخرين، وقد تستخدم لذلك وسائل شتى. من يمدّ الإرهابيين بالسلاح او بالمعلومات، او من يحرّض على الإرهاب ويقوم بدعمه وتمويله في توصيف القانون فإنه يقوم بعمل إرهابي.

وأشار إلى أنّ كلّ مراسيم العفو التي أصدرها الرئيس بشار الأسد تناولت أحياناً فئة خاصة من الجرائم، وكان هناك تشميل محدّد لقضايا الإرهاب التي لم ينتج منها جرائم قتل، لافتاً إلى أنّ الدولة السورية تعمل في منهج سياسي وقانوني متكامل، ولا يمكن ان ينفصل عن بعضه البعض.

وكان هدف المجموعات الارهابية المسلحة من إحراق قصر العدل طمس معالم كثير من الجرائم التي ارتكبتها هذه العصابات الإرهابية، مؤكداً أنّ الحقوق الشخصية لا تضيع لأي مواطن سوري، وإنما حقوقه محفوظة مهما كان الثمن.

هاشم لـ«المنار»: من المؤسف بعد إنجازات المقاومة أن يصل الأمر بالبعض إلى حدّ المطالبة بنزع سلاحها

أشار عضو كتلة التحرير والتنمية النائب قاسم هاشم الى أننا لا نستغرب أن يكون الرئيس نبيه بري هدفاً للمجموعات الإرهابية ومثل هذا الاستهداف يعني انّ لبنان انتهى الى غير رجعة وان الغارة التي حدثت تستهدف كّل لبنان.

وبالنسبة إلى مناقشة البيان الوزاري قال هاشم: لم يبقَ للنقاش إلا نقطة واحدة، وهي موضوع المقاومة وان هذا الموضوع لا يمكن النقاش فيه اليوم ولا غداً، مضيفاً أنّ موضوع المقاومة أساسي في ظلّ وجود عدو يملك قوة عسكرية كبيرة، ويُعتبر من أقوى الجيوش في العالم، إلا إذا كان البعض يريد العودة الى مقولة «قوة لبنان في ضعفه».

وأضاف: «من المؤسف بعد تجربة المقاومة وبعد المناعة التي يتمتع بها لبنان في هذه المرحلة الصعبة أن يطالب البعض بنزع سلاح المقاومة، مشيراً الى انّ بيان حزب الله الذي صدر بعد الغارة الإسرائيلية أحدث حالة من الإرباك الأمني والعسكري والسياسي في دولة الاحتلال».

كذلك أوضح هاشم أننا أمام فترة اقتصادية مهمة، ونحن بحاجة الى المحافظة على السلاح لحماية ثروتنا النفطية، ودعا البعض الى العودة للتفكير بعقلانية، للوصول الى مساحة من التفاهم والتوافق بين جميع الأفرقاء، خاصة اننا امام حكومة جديدة، وعلينا استثمار تشكيل الحكومة على المستوى الإيجابي لتثبيت الاستقرار، لأنّ هواجس اللبنانيين في مكان آخر، لا سيما الموضوع الأمني.

وحول المؤتمر البرلماني الذي عُقد في طهران، وشارك فيه وفد نيابي لبناني برئاسة الرئيس نبيه بري، قال هاشم: إنّ هناك غياباً شبه كامل للدول العربية، وقد تمّت مناقشة مستفيضة لموضوع الإرهاب وخطره على كلّ دول المنطقة وبخاصة في سورية.

وحول كمين الغوطة الشرقية أشار هاشم الى انه يعتبر تحولاً كبيراً، وهذا الكمين يأتي في بداية القسم الثالث من الفصل الأخير وتمّ التخطيط له بناء على معلومات استخباراتية بحيث لا يخرج اي ارهابي منه الا قتيلاً او أسيراً.

دخل الله لـ«الإخبارية السورية»: سورية ليست أوكرانيا وقوتها داخلية ونابعة من استقلال قرارها السياسي

السفير السابق مهدي دخل الله أوجز نقاط عدة في حديثه لـ»الإخبارية السورية»، منها:

ـ زجّ المسائل الإنسانية هو حقّ يُراد به باطل من أجل تفعيل ما يُسمّى القانون الدولي الإنساني الذي يُراد به التدخل بشؤون الدول، ولكن موازين القوى في مجلس الأمن تغيّرت لأنّ نظام القطب الواحد سقط وصعدت روسيا ودول البريكس.

وضع الأردن صعب جداً لأنّ أي زلزال يحدث في المنطقة ستكون الضحية هي الأردن لأنّ إسرائيل تريده وطناً بديلاً للفلسطينيين.

ـ في مواجهة الإنجازات التي حققتها الحملة الدبلوماسية للترويكا سورية وروسيا وإيران صاغت أميركا حملة مضادة لتفريع حملة الترويكا من إنجازاتها، وكان أهم وأخطر معالم الحملة الدبلوماسية المضادة هو الدخول الإسرائيلي العلني والوقح في القضية السورية لصالح المعارضة المسلحة.

وهناك تقارير أوروبية وأميركية عن اجتماعات بين خبراء من فرنسا وإسرائيل وأميركا وقطر للتحضير للخطة البديلة لتغيير وقائع الميدان، كما هناك تقارير أوروبية أفادت بأنّ هناك مكتباً للتنسيق العسكري بين الإرهابيين وإسرائيل قرب خط الفصل في الجولان.

وأشار دخل الله إلى أنّ تهديد حزب الله بالردّ على الضربة العسكرية الإسرائيلية في جنتا يعني أنّ هناك استعداداً من طرف المقاومة للانتقال إلى مستوى أعلى من المواجهة.

وبالنسبة إلى التغيير في قيادة ما يُسمّى «الجيش الحر» فرأى دخل الله أنّ هذا يعني أنّ إسرائيل أصبحت القائد المباشر لهذه المجموعات، إضافة إلى السعودية.

كما يمكن أن يكون أحد السيناريوات المحتملة هو أن تقوم إسرائيل بعملية خطرة عن طريق الطيران، ثم يدخل الجيش البديل من الأردن بحجة إنقاذ العاصمة دمشق من إسرائيل».

أما السعودية فقد أصدرت مرسوماً ملكياً بمكافحة الإرهاب لأنها أرادت ألا تتضرّر من الأثر الراجع للإرهاب، فهي لا تريد إرهابيين من المواطنين السعوديين لحماية نفسها ولكنها تموّل إرهابيين من أي جنسية أخرى.

واعتبر دخل الله أنّ الولايات المتحدة قرّرت تسليح كافة المعارضات المسلحة الموالية لها في كلّ دول العالم لاستخدامها كأوراق ضغط عند الحاجة، وما إثارة موضوع الدرع الصاروخية من قبل الولايات المتحدة إلا نوع من أنواع الضغط على روسيا، وأوكرانيا ليست لقمة سهلة على أميركا بسبب ارتباطها التاريخي بروسيا، والأخيرة مستعدة أن تذهب إلى أبعد حدّ في سبيل حماية مصالحها، وهذا مؤشر على تعاظم قوتها.

وأكد دخل الله أنّ سورية ليست أوكرانيا، وهناك فرق هام جداً هو أنّ أوكرانيا انهارت عملياً بينما سورية لم تنهار لأنها دولة شعبية وقوة سورية تنبع من استقلال قرارها السياسي، وهذا الاستقلال ليس وليد الساعة بل صنعته عبر تاريخها الطويل.

عادل مالك لـ«nbn»: لو لم يتدخل حزب الله في سورية لكان الإرهاب أكثر بكثير في لبنان

أشار الكاتب والمحلل السياسي عادل مالك الى انّ البلد في حالة انقسام عمودي، وما يحدث في مناقشة البيان الوزاري هو انعكاس لهذا الانقسام.

وفي حديث إلى تلفزيون الـ»nbn» أكد مالك أنّ مكافحة الارهاب يجب ان تكون قاسماً مشتركاً بين كلّ اللبنانيين، ويجب تعاون كافة الأجهزة اللبنانية ووضع استراتيجية من قبل الجميع لمكافحته، لأن الإرهاب ليس له وطن او طائفة، وهذه الاستراتيجية بشقين الاول هو توفير غطاء سياسي والثاني التنسيق في ما بين الاجهزة الامنية. وكذلك يجب أن تنخرط في هذه العملية كل دول العالم لا سيما الدول الكبيرة والفاعلة، لأنها إذا لم تفعل ذلك فإن الآتي سيكون أعظم.

ورأى مالك أنه لو لم يتدخل حزب الله في سورية لكان الارهاب اكثر بكثير في لبنان، لانه لا يمكن عزل لبنان عن احداث المنطقة وهو في عين العاصفة.

وحول تسليح الجيش اللبناني من فرنسا أشار مالك إلى أنّ قائد الجيش العماد جان قهوجي قام بزيارة الى فرنسا لدراسة ما يحتاج اليه لبنان من أسلحة، لأنّ الجيش اللبناني هو الذي يحدّد نوعية ما يريد.

ولفت إلى ضرورة أن نكون صريحين في التعامل مع الاخوة الفلسطينيين، بخاصة انّهم في الغالبية العظمى منهم لا يريدون الدخول في الأمور التي تغضب الدولة اللبنانية، ولكن يتمّ استخدام واستغلال عناصر محدّدة من هذه المخيمات لتنفيذ الإرهاب، ولذلك يجب المتابعة واستنفار كلّ الجهود للحدّ من الذين يستهدفون اللبنانيين.

الياس فرحات لـ«الميادين»: الإرهاب العابر للحدود يتطلب يقظة ويجب الاعتراف بإنجازات الجيش والأجهزة الأمنية

أما الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية العميد المتقاعد الياس فرحات فقال في حديث إلى «الميادين» إنّ لبنان وحده ليس قادراً على مواجهة الإرهاب، وهذه ظاهرة موجودة وعابرة للحدود، والارهاب الذي يعبر الحدود يتطلب يقظة لبنانية وجهوداً من الاجهزة الامنية التي يجب الاعتراف بأنها تبذل جهوداً ممتازة، وقد حققت نتائج ملموسة في مكافحة الإرهاب.

واعتبر فرحات أنه لا يمكن معالجة الأزمة في لبنان بغضّ النظر عما يجري في سورية، لانها اليوم منطقة جاذبة للإرهاب في العالم، وهو في سورية يختلف عن الإرهاب الذي نعرفه، ولا يمكن أن يكون موجوداً من دون دعم تركي واضح ومغطى من الحلف الاطلسي، وإلا لما كانت هناك هذه الجيوش الإرهابية في سورية.

وأضاف: تركيا هي القاعدة اللوجستية للإرهاب ومنها تنطلق الأسلحة والذخائر واليها يأتي الجرحى والمصابون من هؤلاء العصابات الإرهابية.

ولفت العميد فرحات إلى أنّ الخطة التي قدمها وزير الداخلية الجديد في لبنان نهاد المشنوق فيها شيء من الواقعية والجدية، مما يجعلها قابلة للتنفيذ، لأنها قائمة على امور عملانية، وليست قائمة على ادبيات ونظريات.

ورداً على سؤال قال فرحات إنه في كلّ بلاد العالم وفي لبنان بشكل خاص يكون التحقيق سرياً والمحاكمة علنية.

وأشار إلى أنه إذا انسحبت كلّ القوات الأجنبية من سورية عندئذ على حزب الله ان ينسحب من سورية، وفي حال حسم الجيش السوري الوضع لصالحه في يبرود فهذا يعني أنّ سلسلة جبال لبنان الشرقية قد أقفلت في وجه التسلل من لبنان الى سورية وبالعكس.

عبد الكريم الشرقي: لو حققت مجموعات الإرهاب إنجازاً ما لما كان الكيان الصهيوني يتدخل لدعمها بغاراته

واعتبر رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية ـ الايرانية عبد الكريم الشرقي في حديث لقناة «تلاقي» السورية الفضائية أنّ الغاية من الغارات الجوية الإسرائيلية رفع معنويات المجموعات المسلحة في سورية عندما يكون عناصرها في مأزق أو موقف حرج.

وقد عوّدنا حزب الله على الوضوح، فهو يتبع منهج صادق وواضح، والمقاومة سواء كانت في لبنان او في سورية هي التي تحدّد الوقت المناسب للردّ على الاعتداءات الصهيونية، وحزب الله عندما يعِد يصدق بما يعد به.

وأضاف: الارهابيون والمجموعات المسلحة الذين قتلوا من قبل قوات الجيش العربي السوري هم أدوات الكيان الصهيوني وهم من جنسيات مختلفة، ولو كانت هناك إنجازات من قبل هذه المجموعات المسلحة في سورية لما تدخل الكياني الصهيوني، ولما قام بغارات جوية لرفع معنوياتهم.

ولفت إلى أنّ هناك تنسيقاً دائماً بين أميركا والكيان الصهيوني، وأجهزة التنصت الأميركية في المنطقة قادرة على كشف كلّ الطائرات.

كما أنّ هناك مصلحة ما بين الكيان الصهيوني والسعودية، وهي ما يسمّونه «الخطر الايراني»، ووجود سورية ومحور المقاومة الذين سيواجهون اي مشروع ضدّ الجمهورية الاسلامية الإيرانية، وهذا ضدّ مصالحهم، فيما المملكة العربية السعودية لا تقدم اي شيء بالمعنى الحقيقي للقضية الفلسطينية اما الجمهورية الاسلامية الايرانية فتتبنى القضية الفلسطينية كاملةً.

كذلك تحاول الجمهورية الاسلامية الايرانية التقرب دائماً من الدول المجاورة وبخاصة الاسلامية منها لدرء أي فتنة طائفية أو مذهبية في المنطقة.

نحن نؤمن ان الكيان الصهيوني هو كيان دخيل ويجب إزالته بالكامل، وصراعنا معه هو صراع وجود وصراع مفتوح، ولو كان بإمكان الكيان الصهيوني ان يحقق نصراً بدخول دمشق سيقوم بذلك، لكنه يعلم أنه غير قادر على ذلك.

أما عن فلسطين فقال الشرقي أن تجربة ما يزيد على عشرين عاماً من التفاوض تستوجب على أصحاب هذا النهج وأصحاب الحق الفلسطيني المراجعة الحقيقية والتقييم الحقيقي للمفاوضات الاسرائيلية ـ الفلسطينية، لأنّ اللغة الحقيقية الوحيدة القادرة على استرجاع الحق الفلسطيني هي لغة المقاومة، وهذا ما يريد الكيان الصهيوني إسقاطه، ولهذا قاموا بإشعال المنطقة بالكامل في محاولة للسيطرة عليها.

واعتبر الشرقي أن هناك طرحاً وقحاً من قبل جون كيري بتهجير الفلسطينيين الى استراليا وكندا، وهذا الطرح تموّله المملكة العربية السعودية ومعها بعض دول الخليج الأخرى، فيما يجب أن تقوم حرب حقيقية لإسقاط هذا الطرح، وإنْ لم تستطع قوى فتح وحماس والفصائل الأخرى إنهاء حالة الانقسام وإيجاد إطار وطني فلسطيني حقيقي، فأنا على يقين أنّ هذا الشعب الفلسطيني المكافح والمناضل سيتجاوز كلّ هذه الأطر ويوجد مقاومة حقيقية عبر أطر جديدة.

مؤسس حركة تمرّد المصرية محمود بدر لـ«الجديد»: صراعنا مع الكيان الصهيوني صراع وجود

أعرب مؤسس حركة تمرّد المصرية محمود بدر عن قناعته بـ»وجود اتفاق بين الولايات المتحدة الأميركية وبين تنظيم الإخوان المسلمين لتسليم السلطات في الدول العربية للجماعة مقابل ضمان أمن إسرائيل وتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد».

وفي حوار على قناة «الجديد» أشار بدر إلى ان ما توصل اليه من خلال زيارته إلى لبنان ولقاءاته مع غالبية المسؤولين والسياسيين، ومن بينهم رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي أكد أنّ ثورة يونيو هي ثورة عظيمة، وقد فتحت الباب والأمل لتعود مصر الكبيرة مرة أخرى الى احضان عالمها العربي، وكذلك بعض القوى السياسية تمنوا عودة مصر الى مكانتها الريادية في الوطن العربي.

واضاف بدر إنّ غالبية القوى الناصرية تؤيد ترشيح وزير الدفاع المشير عبد الفتاح السيسي لرئاسة الجمهورية لأنّ الناصرية هي تكريس لصوت الشعب، مؤكداً أنّ نجاح حملة تمرد بدأت في تحركها قبل ثورة 30 يونيو، وتعتمد خطاباً موجهاً لعامة الناس، وهذا ما ترجمته وثيقة تمرد التي وقع عليها 22 مليون مصري من خلال تضمينها مطالب الاستقلال الوطني والحرية ورفض التبعية.

واعتبر بدر أنّ مصر التي حكمها جمال عبد الناصر كانت تدرك القيمة العظيمة لدولة مصر، ولكن بعد ذلك لم تعد القوى السياسية تدرك ذلك، اما الآن بعد 30 يونيو، وعلى رغم كلّ الإرادات الدولية التي تجمّعت ضدّ هذا الوطن، فقد أصرّ الشعب المصري على موقفه بإعادة الدور الريادي لمصر و99 بالمئة من أوراق اللعبة هي بيد الشعب المصري.

ولفت بدر إلى أنّ مصر لا تنتظر احداً ان يسمح لها بأخذ دورها، واليوم لا بديل عن دور مصر داخل ليبيا، وموقف مصر من سورية الآن هو دعم وحدة الأراضي السورية وعروبة سورية واستقلال قرارها السياسي.

وتابع بدر إنّ حركة تمرد كانت تطالب باستيداع الدور البطولي لشخص المشير عبد الفتاح السيسي، والشعب المصري في الوقت الحالي لم يعد يثق بشخص كما يثق بالسيسي، وبالذات بعدما استجاب لمطالب الشعب المصري بالإسراع في إقرار الدستور وبأن يتولى رئيس المحكمة الدستورية رئاسة مصر.

وأشار إلى أنّ وزارة الدفاع كانت لديها مهمة اساسية وهي إزالة الشرخ بين القوات المسلحة والشعب المصري واستطاعت فعل ذلك، والمشير السيسي اثبت انه يستطيع ان يأخذ القرارات ويتحمّل نتائجها، اما حمدين صباحي فهو لم يجرّب بعد، والإخوان المسلمين لو كانت لديهم الثقة بأنّ الشارع المصري يريدهم لكانوا توجهوا الى صناديق الاقتراع.

وأكد أنّ حركة تمرد كانت معركتها إسقاط النظام، وقد أسقطناه، ثمّ كانت معركة كتابة الدستور وانتهينا منه، والآن نعمل على أن يخوض مرشحنا المشير عبد الفتاح السيسي الانتخابات الرئاسية وسنعمل على دعمه.

وأردف: نحن نظرتنا الى السياسة الخارجية انها يجب ان تدور في ثلاثة محاور، اولها الدائرة العربية ولا بديل عنها، والدائرة الثانية الاسلامية ومحيطها الاسلامي بالكامل، والدائرة الثالثة الدائرة الافريقية بخاصة أن هناك اخطاراً كبيرة تحدق بالشعب المصري جراء سدّ النهضة، وبالتالي يجب أن تتحرك مصر على هذه المحاور.

وفي ما يخصّ حركة حماس قال بدر: هي ورّطت نفسها في الداخل المصري، وبالتالي نحن لن نسمح لهم بالعودة بالسلاح على الداخل المصري، أمل في ما يخص علاقتنا بحزب الله فنحن ندعم كلّ حركات المقاومة، ونؤمن انّ صراعنا مع الكيان الصهيوني هو صراع على الوجود وليس على الحدود.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى