السيتيزن بطل الدوري الإنكليزي… و«الريدز» في نهاية مشرّفة الليغا الإسبانية تشتعل في الجولة الأخيرة
حسن الخنسا
حقق مانشستر سيتي فوزاً كبيراً على ضيفه وستهام يونايتد بهدفين نظيفين في اللقاء الذي جمع بينهما على ملعب الاتحاد في الجولة الأخيرة الـ38 من منافسات البريميرلييغ، ليتوج بلقب الدوري الإنكليزي لكرة القدم للمرة الرابعة في تاريخه والثانية خلال ثلاثة مواسم.
في المقابل، حقق ليفربول فوزاً مثيراً على ضيفه نيوكاسل بهدفين لهدف مساء أمس. وخفف ليفربول أحزان جماهيره بعد ضياع حلم التتويج الذي طال انتظاره، مختتماً مشواره في نهاية مشرّفة له في دوري الأحلام. وأنهى الريدز بذلك موسمه وصيفاً برصيد 84 نقطة وبفارق نقطتين خلف البطل سيتيزن، وخرج ببطاقة المشاركة في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل إلى جانب السيتي وتشيلسي صاحب المركز الثالث.
في المباراة الأولى، نجح السيتيزن في استعادة الدرع التي أحرزها عام 2012، وأثبت للفرق الإنكليزية علو كعبه وبراعته. وعلى رغم أنه حصد اللقب هذا الموسم، إلا أنه يدين أيضاً بالفضل للريدز الذي زاد عن صدارته معظم جولات المسابقة، قبل أن يهديها – بإرادته – للسيتيزين في آخر جولتين، وهي الهدية الثمينة التي قبلها السيتي بكل ترحاب.
تقدم «السيتيزين» بهدف عن طريق سمير نصري في الدقيقة 39، وأضاف قائد الفريق فينسنت كومباني الهدف الثاني في الدقيقة 49 من الشوط الثاني، لينهي الفريق سباق المنافسة بإحرازه 100 وهدفين في الدوري الممتاز.
ورفع ملك الاتحاد رصيده بهذا الفوز إلى 86 نقطة بفارق نقطتين عن ليفربول الذي فرط في صدارته للمسابقة الجولة قبل الماضية، ثم تراجع ليهدي السيتيزين اللقب في هذه الجولة، ولم يفلح فوزه ضمن الجولة نفسها على نيوكاسل 2-1 إذ توقف رصيده عند 84 نقطة.
وفي الموسم الأول له مع السيتيزن، أثبت التشيلي مانويل بليغريني براعته بقيادة الفريق الذي تولى مهمة تدريبه بداية الموسم خلفاً للإيطالي روبرتو مانشيني، ونجح في قيادة قطار فريقه وصولاً إلى اللقب في محطته النهائية، مجتازاً كثيراً من العقبات الصعبة التي واجهته على مدار 38 مباراة.
أما عن تفاصيل اللقاء، فقد فرض أصحاب الأرض سيطرتهم من بداية اللقاء إلى نهايته، ووضح ارتفاع الروح المعنوية على جميع اللاعبين، إذ كان اللقاء أقرب للاحتفالية منه إلى التنافسية، وحاصر السيتيزين وست هام في منتصف ملعبهم. وعلى رغم الحصار المتتالي، إلا أن الفرج جاء على أقدام سمير نصري بتمريرة من يايا توريه، على حدود منطقة الجزاء، سددها صاروخية على يمين ادريان حارس وست هام الذي فشلت محاولاته في الإلحاق بها.
في الشوط الثاني، واصل «المانيو» ضغطه، مع محاولات خجولة من وست هام منحت أصحاب الأرض مساحات أكبر وفرصة لتهديد مرمى أدريان أكثر، إلى أن نجح كومباني في إحراز الهدف الثاني في الدقيقة 49، من كرة ضالة داخل منطقة الجزاء سددها بسهولة داخل الشباك محرزاً هدف السيتي الثاني.
دخل الريدز اللقاء متمسكاً بحلم اللقب الغائب منذ زمن، معلقاً آماله على مفاجأة من ويستهام وتحقيق نتيجة إيجابية في مباراته مع نيوكاسل لكن ما جرى عكس تمنيات ليفربول وسارت الأمور بواقعية، ما أدى إلى فقدان الحلم.
كاد نيوكاسل أن يكتب نهاية حزينة لمشوار ليفربول، إذ إنه تزامناً مع تقدم مانشستر سيتي بهدفين أمام ويستهام على ملعب الاتحاد، ظل نيوكاسل متقدماً على ليفربول طوال 62 دقيقة بهدف في الشوط الأول سجله مارتن سكرتل لاعب ليفربول بالخطأ في شباك فريقه.
لكن في ظل فقدان الأمل في انتزاع اللقب الذي انتظره ليفربول طوال 24 عاماً، حرص الفريق على الخروج بأقل الخسائر وتفادي الهزيمة في آخر مبارياته وانتفض في الشوط الثاني ليحسم المواجهة بهدفين أحرزهما دانيل آجر ودانييل ستوريدج في الدقيقتين 63 و65.
بدأت المباراة بمرحلة جس نبض استمرت لدقائق ثم زادت سرعة إيقاع اللعب تدريجياً لكن الحذر ظل السمة الغالبة على الأداء وانحصرت أغلب المجريات في وسط الملعب من دون خطورة حقيقية على أي من المرميين.
جاءت الدقيقة 18 لتشهد أولى اللحظات المثيرة فقد حصل ليفربول على ضربة حرة ونهض لويس سواريز ليسدد الكرة سريعاً من مسافة 25 ياردة خارج منطقة الجزاء، وبالفعل وجدت طريقها إلى داخل الشباك لكن الحكم لم يحتسبها هدفاً إذ ارتكب سواريز مخالفة في التسديد.
وكاد سواريز أن يسكن الكرة في الشباك مجدداً لدى إعادة تسديد الضربة الحرة لكن الحارس تيم كرول تألق في التصدي لها.
وبعد أقل من دقيقتين، تلقى ليفربول وجماهيره صدمة قوية فقد افتتح نيوكاسل التسجيل من أولى هجماته الجادة عبر هدف بنيران صديقة، مرر يوان جوفران عرضية داخل منطقة الجزاء حاول مارتن سكرتل الإطاحة بها لكنه وجهها إلى شباك فريقه بالخطأ ليهدي نيوكاسل التقدم 1 -صفر.
أشعل الهدف النشاط الهجومي لليفربول وكثف ضغطه بحثاً عن التعادل لكن نيوكاسل حول كامل تركيزه إلى الجانب الدفاعي ليحافظ على تقدمه.
وكاد دانييل ستوريدج أن يدرك التعادل قبل أربع دقائق من نهاية الشوط الأول عندما تلقى عرضية أمام المرمى وسدد الكرة برأسه لكنها مرت بجوار القائم، ولم تسفر الدقائق المتبقية عن جديد لينتهي الشوط بتقدم نيوكاسل 1-صفر.
في الشوط الثاني، حاول نيوكاسل فرض أسلوبه على المباراة مستغلاً استحواذ اليأس على عدد من لاعبي الريدز. وفي الدقيقة 56، ضاعت على ليفربول فرصة ثمينة لإدراك التعادل عندما سدد سواريز كرة عالية من ضربة حرة كانت بحاجة إلى لمسة توجهها إلى الشباك لكنها مرت من دون أي تدخل بجوار القائم.
بعدها تغيرت ملامح المباراة ونجح ليفربول في قلب الموازين لصالحه إذ أدرك التعادل في الدقيقة 63 عندما سدد ستيفن جيرارد كرة من ضربة حرة قابلها دانيال آجر بتسديدة في الشباك وسط ارتباك في منطقة الجزاء. وبعد دقيقتين فقط، تكرر سيناريو مشابه وسدد جيرارد ضربة حرة أخرى ووصلت الكرة إلى ستوريدج الذي زج بها في الشباك معلناً تقدم ليفربول 2-1.
بعدها انتقلت دفة المواجهة تماماً إلى ليفربول وبدا نيوكاسل مجبراً على استكمال الدقائق المتبقية وواصل ليفربول استعراض قوته في الوقت القاتل لكن المحاولات الأخيرة لم تسفر عن جديد، لتنتهي المباراة بفوز ليفربول 2-1.
برشلونة للاحتفاظ باللقب وأتلتيكو يسعى للتويج بعد زمن
حرم مالاغا فريق أتلتيكو مدريد من حسم الليغا الإسبانية قبل مرحلة واحدة على اختتامها، وذلك بعد أن سقط الأخير في فخ التعادل بهدف لمثله على ملعبه فيسينتي كالديرون، كما تعادل البرشا أمام إلتشي سلبياً لتشتعل الليغا الإسبانية في مرحلتها النهائية، ما اضطر الروخيبلانكوس لخوض مباراة الحسم أمام الكتالوني في الجولة النهائية.
فجّر صامويل مفاجأة كبيرة وسجل هدف التقدم لمالاغا في الدقيقة 65 من المباراة بعد خداع دفاع أتلتيكو مدريد وحارسه كورتوا، فيما نجح المدافع ألديرفيلد في تدارك الخطأ الدفاعي الذي وقع فيه وأحرز هدف التعادل من رأسية في الدقيقة 74 من المباراة.
قفز رصيد أتلتيكو مدريد إلى 89 نقطة في المركز الأول فيما يلاحقه برشلونة بفارق ثلاث نقاط في المركز الثاني، فيما أصبح رصيد مالاغا 42 نقطة في المركز الثالث عشر.
شهدت المباراة توتر أتلتيكو مدريد أغلب فتراتها بسبب حاجته لتحقيق الفوز، فيما حقق مالاغا نجاحاً دفاعياً أمام الهجمات المتوالية للروخي بلانكوس.
غابت بعض العناصر المهمة عن فريق اتلتيكو مدريد في مقدمتها المهاجم الأول للفريق دييغو كوستا كما غاب المدافع الصلب دييغو جودين.
وتألق حارس مالاغا ويلي كابييرو في صد الكثير من هجمات أتلتيكو، ولم يدخل مرماه سوى هدف واحد لا يسأل عنه بسبب سوء تغطية الدفاع في الركلة الثابتة.
في المباراة الثانية، رفض فريق برشلونة الهدية التي قدمها له نظيره مالاغا الذي تعادل مع أتلتيكو مدريد، وسقط الفريق الكاتالوني في فخ التعادل السلبي مع مضيفه إلتشي مساء أمس.
واحتفظ البارسا بترتيبه الحالي في المركز الثاني بعد أن رفع رصيده إلى 86 نقطة ليبقي على فارق الثلاث نقاط بينه وبين أتلتيكو المتصدر، كما ارتفع رصيد إلتشي إلى 40 نقطة في المركز الرابع عشر ليضمن رسمياً البقاء بالليغا.
وأصبح الاحتفاظ بلقب الليغا يعني لبرشلونة الخروج بالانتصار من مواجهته المرتقبة أمام أتلتيكو في ملعب «كامب نو» بالجولة الأخيرة للدوري، بعد أن رفض الفريق الكتالوني فرصة التساوي مع أتلتيكو واعتلاء الصدارة بفارق الأهداف قبل الجولة الأخيرة الحاسمة.
بدأ برشلونة المباراة بخطة هجومية وضغطاً مكثفاً بخاصة عن طريق الثنائي بيدرو وسانشيز اللذين بذلا مجهوداً كبيراً في اختراق الجبهتين اليمنى واليسرى في صفوف إلتشي. وتواصل الضغط الكتالوني من مختلف الجهات بتسديدة قوية من فابريغاس وأيضاً فرصة مؤكدة من إنييستا إلى جانب هجمة خطيرة أهدرها ميسي.
الضغط المكثف من برشلونة لم يمنع الظهور الهجومي من جانب إلتشي الذي اتسم بالتنظيم التكتيكي الجيد من جانب المدرب فران إسكريبا.
الشوط الأول بشكل إجمالي كان التفوق كتالوني والفرص التي سنحت لبرشلونة كانت كفيلة بإنهاء المباراة منذ هذا الشوط، ولكن الرعونة والتسرع في استغلال كل هذه الفرص حالت دون تسجيل الهدف.
خرج لاعبو إلتشي عن الأداء الدفاعي قليلاً في الشوط الثاني وتبادلوا الهجمات مع برشلونة،وتصدى بينتو لفرصة مؤكدة مع بداية الشوط، وحاول المدرب الأرجنتيني تاتا مارتينيو فك شيفرة دفاعات إلتشي بتغيير هجومي مع حلول الدقيقة 68 بإشراك صانع الألعاب تيو على حساب المجتهد بيدرو الذي بذل مجهوداً كبيراً.
المباراة أصبحت تكتيكية بشكلٍ أكبر في الشوط الثاني مع انخفاض المعدلات البدنية للاعبي برشلونة خصوصاً في الجانب الهجومي، وظهور ملامح الخطورة من جانب أصحاب الأرض.
ريال مدريد يرفع الراية البيضاء
تلاعب فريق سيلتا فيغو بضيفه ريال مدريد، وقضى على آماله في الفوز بلقب الدوري الإسباني، بتحقيق فوز مستحق على الفريق الملكي بهدفين دون رد في المباراة التي أقيمت على ملعب «بالاديوس».
تجمّد رصيد الفريق الملكي عند 84 نقطة في المركز الثالث، وفقد فرصه تماماً في المنافسة على الفوز بالدوري، بعدما فشل في تحقيق الفوز للمباراة الثالثة على التوالي، بعد تعادله في الجولتين الماضيتين أمام فالنسيا 2/2، وبلد الوليد 1/1، ليبتعد أتليتكو مدريد في الصدارة برصيد 89 نقطة.
هدفا أصحاب الأرض سجلهما تشارلز بفضل هدايا مدافعي الريال، حيث استغل تباطؤ سيرجيو راموس في تشتيت الكرة ليخطفها منه، ويراوغ دييغو لوبيز، محرزاً الهدف الأول في الدقيقة 43، قبل أن يعود اللاعب نفسه لاستغلال تمريرة خاطئة من أربيلوا، ليخطف الكرة قبل وصولها لحارس الريال، ليضعها في المرمى، محرزاً الهدف الثاني له ولفريقه في الدقيقة 64.
بدا ريال مدريد بلا أنياب حقيقية في ظل غياب نجومه كريستيانو رونالدو وغاريث بايل وبنزيمة، وبدا على مدربه أنه فقد الأمل في المنافسة قبل خوض المباراة، حيث منح الفرصة لعدد كبير من اللاعبين العائدين من الإصابة مثل أربيلوا وسامي خضيرة إضافة إلى كاسيميرو وإيرامندي البعيدين عن حساباته لتجهيزهم لنهائي دوري الأبطال.
كان إسكو وموراتا أنشط لاعبي الريال، وهددا مرمى سيلتا فيغو بالعديد من الكرات، إلا أن سيرجيو ألفاريز حارس مرمى أصحاب الأرض تعامل مع جميع المحاولات بثبات، ونجح في الحفاظ على نظافة شباكه طوال اللقاء.
على الجهة الأخرى، نجح لويس إنريكي المدير الفني لسيلتا فيغو والمحتمل لبرشلونة في الموسم القادم في إدارة دفة المباراة لصالح فريقه، واعتمد على الهجمات المرتدة، التي شكلت خطورة كبيرة على مرمى ريال مدريد.
في الدقائق الأخيرة، أنقذ دييغو لوبيز حارس مرمى الريال فريقه من هزيمة مذلة، حيث تصدى لفرصة مزدوجة من تسديديتن لأليكس لوبيز، وفابيان أوريلانا، قبل أن تتكفل العارضة بالتصدي للكرة الصاروخية التي سددها ماريو بيرميخو في الدقيقة الأخيرة.