«آل سعود»… اهتزازات ارتدادية تحت الرمال!

فاديا مطر

بعد أن أعفى رأس الهرم الملكي السعودي لـ«آل سعود» أمراء الجيل الاول من ولي عهده مقرن بن عبد العزيز وعدد من الوزراء من بينهم وزير الخارجية سعود الفيصل من دون تحديد الأسباب، وتعيين آخرين من الجيل الثالث مثل محمد بن نايف في منصب ولي العهد ونجل الملك محمد ولياً لولي العهد، هي إقالات وتغييرات في مراكز السلطة تُعبر عن اهتزازات قوية في الأسرة الحاكمة السعودية التي أقرّ نظامها عبد العزيز آل سعود المتوفي عام 1953 من القرن الماضي.

التغييرات تشير إلى بوادر خطيرة لكيان آل سعود خصوصاً إعفاء مقرن الذي هو من أبناء عبدالعزيز آل سعود، والتي تؤسس لصراع داخل العائلة المالكة بين الاجيال الثلاثة، فهناك تعددت التفنيدات والتحليلات لما حدث في كيان آل سعود والتي ذكر منها عبر وسائل الأعلام العالمية بأن أحد الأسباب هي الرفض من بعض المعترضين على العدوان السعودي على اليمن من سلسلة الجيل الثاني، وهو ما كرّس الصراع داخل الأسرة الحاكمة، على خلفية تصريح اللواء منصور التركي المتحدث باسم وزارة الداخلية أول من أمس الثلاثاء في مؤتمر صحافي عن إلقاء القبض على خلية إرهابية تنتمي إلى «داعش» مكونة من 93 شخصاً كانت تخطط لتوجيه ضربات وهجمات داخل البلاد بما فيها مراكز حساسة وسفارات أجنبية بحسب إعلان وزارة الداخلية السعودية، فهذا الإعلان كان بمثابة سقوط القنبلة في حضن راميها، ليبدأ مؤشر توترات السياسة السعودية بتغيير موقعه وقراءاته البارامترية نحو دراسة قلقة من أركان آل سعود لتغيّر أولويات الحلول بالنسبة الى جهة دور المملكة إقليمياً ودولياً في ظل ما يتردّد عن دور الجيل الثاني الشرس الذي يمتلك القوة والسلاح والسطوة بحسب المحللين اللذين يعتبرون نقل الجيل الثالث إلى الواجهة في صنع القرار، يُحّدث بإنكفاء نظام الوراثة العرضية وبروز نظام الوراثة الطولية الذي يفضل الحلول الناعمة والتي من ضمنها الحل السياسي التي ستترك آثرها على الملف العدواني على اليمن الذي وصفته المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية بأنه «لا أنساني وحاقد» بعد منع الطائرات السعودية هبوط طائرة مساعدات إيرانية تحمل أدوية من جمعية الهلال الأحمر الإيراني، وهذا ما يجعل كلمة السر بين سطور المتغيّرات بأن يتحول ملف اليمن إلى السير على الطريق ذات الحلول السياسية خصوصاً بعد الضياع وانكشاف زيف أهداف العدوان السعودي وأنحسار ألوانه باتجاه اللون الفاتح، مع خلفية الانزعاج الإيراني والمتكرر الذي صدر بعض منه على لسان مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في 12 نيسان الجاري من أن السعودية «وضعت الأمن القومي ألعوبة بيدها من خلال عدوانها على اليمن» وكلامه في 26 نيسان الجاري من أن «الحصار المفروض على اليمن من قبل السعودية ومنع وصول المساعدات الإنسانية لن يستمر من دون رد فعل» داعياً إلى وقف الإعتداءات وإرسال المساعدات الإنسانية واعتماد الحوار كطريق خياري وحاكم.

إيران ذات الوجود العسكري الواضح في مياه عدن والتي عبر قلقه منها وزير الدفاع الإميركي آشتون كارتر في 22 نيسان الجاري والتي نقلت وكالة «فارس» الإيرانية عن قائد القوات البحرية الإيرانية اللواء البحري حبيب الله سياري قوله إن تواجد سفن الأسطول الـ 34 سيبقى في خليج عدن لمدة ثلاثة أشهر بهدف ضمان أمن السفن الإيرانية التجارية وناقلات النفط ومكافحة القرصنة، فهذا تحذير واضح من الجانب الإيراني لأي اختراق أو محاولة اختراق غبية قد يقوم بها أحد، مثلما فعلت سفينة الشحنة الأميركية «ميرسك تايغرس» أول من أمس الثلاثاء بعد رفع علم «حزر مارشال» في الخليج العربي والتي أعتقلتها القوات البحرية الإيرانية بعد توغلها بالمياه الأقليمية الإيرانية عندما كانت تمر عبر مضيق هرمز وانتهاكها الحدود البحرية الإيرانية ليتم بعدها اطلاقها بعد التحقيق معها بموجب أمر قضائي، فهذا أيضاً مؤشر من المؤشرات الواضحة والذكية بأن العيون الإيرانية والقدرة العسكرية تعمل بأقصى جودة قد تودي بـ «مستعرض العضلات» الى الكارثة التي تردعه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى