بالتيمور… خارج السيطرة وإعلان حالة الطوارئ

بشرى الفروي

الاحتجاجات العنيفة التي اندلعت في مدينة بالتيمور الواقعة في مقاطعة ميرلاند الأميركية تختلف عن سابقاتها، حيث اجتاحت هذه المرة كل أرجاء المدينة، مما اضطر حاكم ولاية ميرلاند « لاري هوغان» الى إعلان حالة الطوارئ، وطالب بوضع خمسة آلاف شرطي إضافي تحت تصرفه في المنطقة، وبتهيئة الحرس الوطني للنزول الى الشوارع والتصدي للمتظاهرين.

أعمال الشغب الواسعة التي انفجرت بالمدينة في أعقاب مراسم تشييع الشاب الأسود «فريدي غراي»، الذي مات بظروف غامضة خلال وجوده بسيارة شرطة، بينما التقارير الطبية تؤكد أن حنجرته سحقت جزئياً إضافة إلى كسر ثلاث عظام في رقبته، حيث دخل في غيبوبة، قبل أن يفارق الحياة بعدها بأيام.

وقال مفوض الشرطة في المدينة، أنطوني باتس، إن معظم المشاركين في أعمال الشغب «من طلاب المدارس»، في الوقت الذي اندلعت فيه الحرائق في بعض شوارع المدينة وفي السيارات، وعمد المحتجون إلى إلقاء الحجارة على رجال الأمن وضربهم بالقضبان.

كما أصيب في اشتباكات مع المتظاهرين 15 شرطياً، وسقط رجل شرطة مغشياً عليه ويعاني آخر من كسر في ساقه في الوقت الذي تعرضت فيه الشرطة للضرب بالحجارة والزجاجات والحطام المتطاير.

وفي هذا السياق ذكرت صحيفة «إنترناشيونال بيزنس تايمز» البريطانية، اعتقال الشرطة الأميركية لمصور صحافي يتبع لوكالة «رويترز»، وتعرّض صحافي آخر للسحل والضرب وقالت الصحيفة إن واقعتي الضرب والاعتقال حدثا خلال تواجد المصور والصحافي بالقرب من قسم شرطة المنطقة الغربية بالمدينة، لتغطية أحداث العنف بين الشرطة والمتظاهرين، بينما قال إريك كووالتشيك، المتحدث باسم شرطة بالتيمور، إن الضباط لا يمكنهم التفريق بين المتظاهرين والصحافيين في مثل تلك الأحداث المشتعلة.

إلى ذلك، أفاد البيت الأبيض أن وزيرة العدل الجديدة أطلعت الرئيس الأميركي باراك أوباما على تطورات العنف في بالتيمور، مضيفاً أن «أوباما تحدث أيضاً مع رئيسة بلدية المدينة».

وفي السياق، فرضت رئيسة بلدية بالتيمور «ستيفاني رولينغز بليك» حظراً ليلياً على التجول بعدما قام مئات من المحتجين الغاضبين بنهب متاجر وإشعال النار في مبانٍ مع انتشار العنف في المدينة، واصفة المشاغبين بأنهم «قطاع طرق» .

من جهتها، دانت وزيرة العدل الأميركية الجديدة « لوريتا لينش» أحداث العنف التي تفجرت في بالتيمور، مؤكدة أن «الوزارة ستقدم أي مساعدة مطلوبة».

ويؤكد مراقبون أن أعمال الشغب ستأخذ ذروتها غداً الجمعة عند البت في القضية .

كل مرة تحدث فيها حادثة قتل ضد السود في أميركا، تحدث مواجهات كبيرة مع العلم بأن حوادث القتل قد تكون غير مقصودة ولكن هذا مؤشر على حالة احتقان كبيرة. وتدل على عدم رغبة الإدارة الأميركية بإيجاد حلول على مبدأ ضمانة حق الحياة وحقوق الإنسان للمواطنين السود حيث نرى ان قضية التمييز العنصري بين البيض والسود هي بركان خامد وهناك مؤشرات واضحة على بدء ثوران البركان ولعل آخرها وأخطرها وما يحدث الآن في «بالتيمور» وخروجها عن سيطرة السلطات… فهل هذه الأحداث تبشر بقرب انهيار الدولة التي تدعي تصدير الديمقراطية للعالم. ولكنها تحرمها لجزء كبير من مواطنيها؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى