إصابة شخصين في فيرغسون الأميركية على خلفية اضطرابات بالتيمور

أفادت تقارير إعلامية واردة من مدينة فيرغسون بولاية ميزوري الأميركية أمس، بأن شخصين أصيبا بجروح في حادث إطلاق نار في هذه المدينة على خلفية الاضطرابات في بالتيمور.

وكانت وسائل إعلام محلية أشارت نقلاً عن شهود عيان إلى أن شخصاً أصيب بطلق ناري في ساقه في حادث إطلاق نار في المنطقة التي قتل فيها الشاب الأسود مايكل براون العام الماضي، وحالته الصحية حالياً غير معروفة.

وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن مقتل الشاب مايكل براون في فيرغسون العام الماضي أجّج موجة من الاحتجاجات ضد عنف الشرطة والتمييز العنصري في الولايات المتحدة.

و في بالتيمور أعلنت الشرطة الأميركية أمس اعتقال 235 شخصاً إثر احتجاجات واسعة النطاق وأعمال شغب اندلعت في المدينة بعد تشييع جنازة شاب أسود قتل على يد رجال أمن.

وبدأ الحرس الوطني الأميركي بالانتشار في شوارع المدينة إثر موجة عنف أسفرت عن إحراق 144 سيارة وإضرام النيران في 15 مبنى، بالإضافة إلى إصابة العشرات.

ومع حلول الليل انتشر آلاف من الشرطة وجنود الحرس الوطني لفرض حظر على التجول، واتخذ أكثر من ثلاثة آلاف من شرطة ماريلاند ونيوجيرزي ومنطقة كولومبيا وأعضاء من الحرس الوطني يرتدون الخوذات مواقع أمام المتاجر والمستشفيات.

وتصاعدت وتيرة العنف في المدينة عقب جنازة الشاب فريدي غراي، الذي توفي يوم 19 نيسان، متأثراً بجروح أصيب بها أثناء اعتقاله من قبل الشرطة.

وكان غراي اعتقل بتهمة حيازة سكين ونقل أولاً إلى مركز للشرطة ولاحقاً إلى المستشفى حيث فارق الحياة بعد أسبوع.

واعترفت شرطة بالتيمور الجمعة بأن عملية إسعاف الموقوف تأخرت وبأنه كان يجب أن يحصل على مساعدة طبية فور إصابته.

وقام متطوعون من أهالي بالتيمور بتنظيف شوارع المدينة بعد مواجهات عنيفة بين الشرطة ومحتجين اندلعت في المدينة إثر تشييع جثمان غراي. وفي شمال غربي المدينة نظّف سكان محليون منطقة صيدلية كبيرة أحرقت أثناء الاحتجاجات.

يذكر أن السلطات أعلنت حظر التجول في المدينة في الفترة بين العاشرة مساء والخامسة صباحاً لمدة أسبوع على الأقل.

وفي السياق، أصر الرئيس الأميركي باراك أوباما على عدم وجود أي تبرير لأعمال العنف والشغب التي شهدتها مدينة بالتيمور ليلة الثلاثاء. وقال: «لا تبرير للعنف ولأعمال الشغب في بالتيمور. إنهم لم يحتجوا ولم يعلنوا أي مطالب، بل انخرطوا في أعمال النهب وإضرام النار في محال تجارية بمدينتهم وإلحاق الأضرار بممتلكات جيرانهم».

كذلك أعرب أوباما عن قلقه من ازدياد حوادث لجوء رجال الأمن للقوة ضد مواطنين غالبيتهم من الأميركيين السود. وتحدث أوباما حول هذه القضية لمدة 15 دقيقة تقريباً، لكن لم يستخدم كلمة «التمييز العنصري» البتة.

من جهة أخرى، قالت هيلاري كلينتون المرشحة الديمقراطية المحتملة في انتخابات الرئاسة الأميركية إن العنف وأعمال السلب التي شهدتها بالتيمور بولاية ماريلاند هي دليل على وجود نظام غير صالح للعمل.

وقالت كلينتون لأنصارها في نيويورك خلال مناسبة لجمع الأموال لحملتها: «هذا شيء يفطر القلب. الموت المأسوي لشاب أميركي آخر من أصول أفريقية والإصابات التي لحقت بضباط شرطة وإحراق منازل الناس ومصالح تجارية صغيرة».

ونقلت صحيفة «وول ستريت» عن كلينتون قولها: «علينا أن نعيد النظام والأمن وحينها علينا أن ننظر بجدية إلى ما نحتاجه لإصلاح نظامنا»، مشيرة إلى أنها ستناقش كيف يمكن للولايات المتحدة أن تصلح نظامها القضائي الجنائي.

وأطلقت كلينتون وزيرة الخارجية وعضو مجلس الشيوخ والسيدة الأميركية الأولى السابقة حملتها الرئاسية في وقت سابق من الشهر، وهي المرشحة الديمقراطية الوحيدة المعلنة حتى الآن، وفرصتها قوية للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لخوض انتخابات الرئاسة لعام 2016.

وفي الإطار ذاته، طالب حاكم ولاية فلوريدا الجمهوري السابق جيب بوش الذي أعلن أنه يفكر في خوض الانتخابات والسيناتور تيد كروز من تكساس الذي أطلق حملته الرئاسية بالتحقيق في وفاة غراي.

وقال بوش شقيق الرئيس السابق جورج بوش إن مسؤولي الولاية والمسؤولين المحليين يجب أن يحققوا في ملابسات موت غراي في أسرع وقت ممكن. وأضاف: «في الوقت ذاته على الحاكم ورئيس البلدية حماية المواطنين الملتزمين القانون»، وطالب بتحقيق شامل وحيادي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى