إشارات السير!

مضحكة هي إشارات السير في بعض الأحيان، والمؤسف أن عدداً من السائقين لا يلتزمون بها ولا ينتظرونها، أمّا المارّة فحدّث ولا حرج. ينتظرون الإشارة الخضراء كي يجتازوا الطريق وينتظرون الحمراء ليتوقفوا كما تتوقف السيارات، مشهد لا يمكن له أن يتكرر إلاّ في لبنان. أمّا أكثر الإشارات المثيرة للضحك هي تلك التي لا تنذر بخطر معيّن، فهي لا مضيئة ولا متوقفة عن العمل وعلى السائق أن يحذر وأن يأخذ خطّه بأمان فرديّ. وهنا تعليق للناشط خضر سلامة يتحدّث فيه عن استغراب ما، فلِمَ يتواجد شرطيّ السير مع وجود إشارة سير؟ هذا الخلط يصيب السائق بتوتر وبالتالي يشجّع على عدم تنفيذ القانون… كخلطة اللبن والسمك هي خلطة السائق والإشارة.

Post

المضحك المبكي أن شرطيّ السير الذي يشجّع بدوره على الالتزام بقواعد السير يأمر السيّارات أحياناً بتجاوز الإشارة الحمراء منعاً لزحمة السر. صحيح أن لبنان بلد العجائب!

«يا عيني عهالواجهة»!

الفن وجه حضارة شعب ما، وهو تاريخه. فإذا أردنا العودة بالزمن إلى الوراء، نرى أن الأشخاص الذين شكّلوا واجهة الفن اللبناني هم: وديع الصافي، صباح، السيدة فيروز، الرحابنة وآخرون. أمّا اليوم فهم: دانا ولانا وساشا وجو رعد وغيرهم من الأسماء التي لا تعدّ ولا تحصى ولا تمتّ إلى الفنّ بشيء. والغريب أن الشاشات تسوّق لهؤلاء أكثر ممّا تسوّق للفنانين الحقيقيين الموجودين في لبنان والذين لا يزالون يمثّلون لبنان بأغنية أو بأخرى.

هنا تعليق للملحن والشاعر طوني كرم يحكي عن الفن الحالي في لبنان وعن الواجهة التي نصدّرها للشعوب الأخرى من خلال شاشاتنا المحلية والفضائية. لكن المشكلة الحقيقية، برأي أحد الناشطين، لا تكمن في الفن بذاته، بل في غياب الرقابة الفعلية على الفن في لبنان.

Post

يجب عدم التعميم، لكن الفئة الغالبة تمثل الفن الهابط الذي لا معنى ولا طعم له، والمشكلة أيضاً لا تكمن في الرقابة بل في تغيّر ذوق الشعوب. فهل يجب أن نقول الحقّ على الزمن؟ أم الحقّ على الدولة؟… ربما على الطليان!

أين الصحافة المكتوبة اليوم؟

كانت المجلاّت أكثر ما يستهوي الأشخاص لتمضية وقت معيّن والتسلية بقراءة مقالات ومواضيع هامّة. لكن اليوم تكثر في المجلاّت الإعلانات أكثر من المقالات والمواضيع الشائقة. ليس هذا فحسب، بل تعجّ بأخبار طلاق أشخاص وزواجهم، من الفنانين والإعلاميين وحتى الناس العاديين.

معظم الأخبار لم تعد حصرية، بل باتت عادية نقرأها يومياً على المواقع الإلكترونية ونشعر بأنها من دون فائدة في المجلاّت الورقية. حتى اليوم لا تزال الصحف أفضل حالاً من المجلاّت ولا نزال نرى في الصحف مقالات خاصة ومقابلات نوعية وأخبار جديدة. ولا يتوقف الأمر على ذلك، بل باتت الحوارات في المجلات تأخذ الخاص من حياة الفنان ولا تهتمّ بأمور قد تكون ربّما مفيدة للقارئ. فهل انتهى زمن الصحافة المكتوبة؟ سؤال طرحته الزميلة هنادي عيسى، وهكذا كانت الإجابات.

Post

من المؤكّد أن زمن الصحافة المكتوبة لم ينته، فقارئ الصحافة المكتوبة سيبقى لكن العتب على المواضيع المنشورة، وعلى سيطرة التجارة على بعض مجالات الصحافة المكتوبة، ناهيك عن الصحافة الصفراء التي يعتبرها البعض سيّدة الصحافة في زمننا الراهن.

حدائق الباطون

ما عاد الريف اليوم يشبه الريف القديم، وسيطرت على المدن حدائق الباطون والأعمدة والأبنية، فلا متنفّس لابن المدينة، وحتى ابن الريف يبحث عن الحداثة في أبنيته فنسي تراثه وغاباته وحدائقه. حقيقة مادية تسيطر على زمننا الراهن ولا أحد يستطيع الهروب من هذا الواقع. وهنا تساؤل «فايسبوكي» يحرّك فينا شعوراً مزعجاً وهو في سيطرة اليباس على محيطنا، لكن مع هذه التغيّرات المحيطة هل تبقى هذه المباني وتلك الشوارع شاهدةً على زمننا؟ هل تتغيّر وجهة الواقع؟ هل يشهد التاريخ على ما يحدث لنا اليوم؟ أسئلة كثيرة لا نجد لها إجابات لكنّها تبقى مخفية وضائعة بين صفحات «فايسبوك» الافتراضيّ.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى