موسكو: لن نحارب أوكرانيا أبداً

أعلن أناتولي أنطونوف نائب وزير الدفاع الروسي أن روسيا لن تحارب أوكرانيا أبداً، وقال: «لن نحارب أوكرانيا في أي ظرف من الظروف. أوكرانيا ليست عدوناً! إنني حتى نظرياً لا أفترض ذلك، وأعتبر أن العقل سيكفي كييف أيضاً لعدم استفزازنا».

كما عول نائب الوزير الروسي على تأثير ألمانيا وفرنسا من أجل عدم استئناف كييف الأعمال القتالية جنوب شرقي البلاد، مؤكداً أن «روسيا ستساعد أوروبا في ذلك».

جاء ذلك في وقت تجري وزارة الدفاع الأوكرانية وقيادة «القطاع الأيمن» المتطرف محادثات حول انضمام وحدات الحركة المشاركة في العملية الخاصة شرق البلاد إلى الجيش الأوكراني.

وترغب سلطات كييف في مشاركة الكتائب المتطوعة في الدونباس ضمن القوات المسلحة الرسمية، أما حركة «القطاع الأيمن» فأعلنت أنها لن تنضم من حيث المبدأ إلى «الحرس الوطني» التابع لوزارة الداخلية، أما لصفوف وزارة الدفاع فمن الممكن انضمامها كـ «وحدة عسكرية مستقلة» فقط.

وكان عناصر «القطاع الأيمن» أجروا اعتصاماً الأربعاء أمام المبنى الرئاسي في كييف احتجاجاً على محاصرة قطاعات من القوات المسلحة كتيبة تابعة للحركة في مقاطعة دنيبروبيتروفسك. وأعلن المتطرفون أن اعتصامهم حمل صفة تحذيرية إذ سيستمر الاحتجاج «حتى احتراق مبنى الإدارة» الرئاسية.

يذكر أن «القطاع الأيمن» هو اتحاد للمتطرفين اليمينيين من المنظمات الأوكرانية الراديكالية، وشارك عناصره في وفبراير من عام 2014 الماضي، في اشتباكات مع الشرطة وفي الاستيلاء على المباني الإدارية، وشارك في قمع احتجاجات شرق أوكرانيا منذ نيسان الجاري.

وكانت المحكمة العليا في روسيا أدرجت في تشرين الثاني عام 2014، «القطاع الأيمن» في قائمة المنظمات المتطرفة وحظرت نشاطها على الأراضي الروسية، كما رُفعت قضية جنائية على قائد الحركة دميتري ياروش بسبب دعوته إلى عمليات إرهابية.

وفي سياق متصل، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لنظيره الأميركي جون كيري ضرورة إطلاق حوار مباشر بين سلطات كييف وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين.

وجاء في بيان صدر عن وزارة الخارجية الروسية أنه في اتصال هاتفي أجراه الوزيران بمبادرة من الطرف الأميركي، أعربا عن دعمهما لتشكيل أربع مجموعات عمل فرعية ضمن مجموعة الاتصال بشأن التسوية في أوكرانيا.

وتابع البيان أن الوزيرين دعما بدء هذه المجموعات نشاطاتها العملية لضمان تطبيق صارم من قبل طرفي النزاع في أوكرانيا جميع بنود اتفاقات مينسك من 12 شباط، بما في ذلك ما يتعلق بالتزامهما وقف إطلاق النار وسحب الأسلحة الثقيلة من خط التماس، وإجراء إصلاح دستوري في أوكرانيا وحل المشكلات الإنسانية والاقتصادية في البلاد.

وأشارت الوزارة في بيانها إلى أن «لافروف ركز على ضرورة تنظيم حوار مباشر مستقر حول كل هذه القضايا بين كييف من جهة ودونيتسك ولوغانسك من جهة أخرى».

من جهة أخرى، أعلنت جمهورية دونيتسك الشعبية أن شخصاً قتل وأصيب اثنان آخران بجروح جراء قصف متواصل لبلدات الجمهورية من قبل العسكريين الأوكرانيين.

وقال المتحدث باسم قوات الجمهورية إدوارد باسورين أن الطرف الأوكراني انتهك الهدنة في منطقة النزاع 44 مرة منذ مساء الثلاثاء 28 نيسان، بما في ذلك 19 مرة في الوقت الليلي، مضيفاً أن ثماني بلدات تعرضت للقصف خلال هذه الفترة.

وأضاف باسورين أن لدى وزارة دفاع الجمهورية مواد تثبت أن قصف الأحياء السكنية من قبل القوات الوكرانية كان مخططا له، موضحاً أن «الحديث يدور عن بطاقات النيران الخاصة ببعض الوسائل النارية، ووثائق أخرى تحوي تذكر فيها في ما تذكر ضربات متعمدة ضد أحياء سكنية في البلدات».

وذكر باسورين أن هناك وثائق أخرى للعسكريين الأوكرانيين، تم الاستيلاء عليها من قبل قوات الدفاع الشعبي أثناء المعارك التي شهدتها المنطقة في كانون الثاني الماضي، مضيفاً أن سلطات الجمهورية «تدرسها في الوقت الحالي بتمعن».

وأفاد باسورين بأنه وفقاً لبيانات الاستطلاع فإن قيادة القوات الأوكرانية تخطط لاستفزازات ضخمة خلال يومي 8 و9 أيار أي عشية عيد النصر وفي يوم العيد نفسه ، وذلك عن طريق قصف مكثف لعدد من البلدات باستخدام منظومات «غراد» وغيرها من الأسلحة الثقيلة، بهدف تحميل قوات «دونيتسك الشعبية» المسؤولية عنها في ما بعد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى