الحرب لن تقع… الحرب لو تقع… الحرب ستقع
بلال شرارة
يرى البعض أنّ الحرب لن تقع، لأنّ المقاومة بعد عام 2006 وبعد معركة غزة الأخيرة أصبحت قوة ردع، وهي تستطيع أن تصيب كلّ الأهداف «الإسرائيلية»، وأنه لم يعد هناك هدف خارج مرمى المقاومة، وأنّ «إسرائيل» لن تغامر بالحرب لأنّ المقاومة أيضاً وأيضاً تخبّئ مفاجآت منها:
ـ أنفاق قد تصل إلى أبعد مما يتوقع العدو.
ـ مبادرة المقاومة إلى الهجوم وليس الاستمرار في الدفاع.
ـ إطلاق صليات صاروخية على أهداف صناعية وكيماوية.
ـ إغلاق المجالات الجوية والبحرية «الإسرائيلية».
ـ مبادرة المقاومة إلى الحرب ليس براً فقط وإنما امتلاك وسائل القتال الجوي والبحري دفاعات أو صواريخ أرض جو أو أرض سطح يمكن لها أن تصيب أهدافاً جوية أو بحرية .
والحرب لو تقع فإنّ جبهة المقاومة قد تتسع برياً ليس من الناقورة إلى العرقوب فقط وإنما إلى الجولان السوري، وربما أعمق وأبعد عربياً، وكذلك على مساحة الجغرافيا الحربية لغزة، وبذلك فإنّ «إسرائيل» قد تفتح الحرب ولكن هي لا تستطيع اختصارها جغرافياً ولا تستطيع أن تمسك قرار وقف النار وهي لا تضمن نتائجها.
والحرب لو تقع، فإنّ قرارها ليس بحدود المصالح الأمنية والعسكرية والاقتصادية «الإسرائيلية»، وتمويل هذه الحرب سلفاً سيؤدّي إلى اكتشاف أنّ حجم التمويل مهما بلغ لن يكفي لهذه الحرب ونتائجها المدمّرة.
والحرب لو تقع، فإنها ستستدعي حركة الأطراف في الجوار الإقليمي المسلم والجوار الأوروبي الذي لا يمكن أن يهضم استمرار حرب كهذه وانعكاساتها الداخلية البشرية والاقتصادية والتهديد الذي سيقع على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وخصوصاً الجوار المسلم والأوروبي، وهي بالتالي – الحرب ستعيد تنبيه مختلف الأطراف إلى حقيقة موقع الحرب وإلى أنّ كلّ الحروب الصغيرة الدائرة كانت في غير محلها، وإلى أنّ المستفيد الوحيد منها كان «إسرائيل» وأنّ الحرب ستعيد فلسطين كقضية مركزية إلى دائرة الضوء.
أما إذا كان لا بدّ للأمر من أن يقع، وكان ما أقوله ليس مجرّد ترويجٍ للحرب، وأنها ستقع حكماً وهي واقعة حتماً وتدور رحاها بسرية. فأصابع المخابرات «الإسرائيلية» ليست بعيدة من جبهات الحروب الصغيرة الداخلية خصوصاً في سورية، وهي ليست بعيدة من التوترات اللبنانية السياسية والطائفية والمذهبية وهي – إسرائيل ترصد حركة المقاومة وكلّ مواردها البشرية والعسكرية، والحرب تدور بصمت على مختلف محاور المقاومة في الجنوب والجولان، وكان من فصولها الغارة الجوية «الإسرائيلية» الأخيرة في القلمون وانطلاق المقاومة الشعبية السورية المسلحة في الجولان.
والحرب واقعة ومستمرة وعيون المقاومة مفتوحة من رصد الصفحات الالكترونية إلى طائرات الاستطلاع إلى شبكات الأعين العميلة لـ»إسرائيل»، إلى حركة الموقف السياسي. وإذا كان حصول المقاومة على صواريخ جديدة هو أمر معلن، فإنّ مختلف شبكات القتال الجديدة وخنادقه وأنفاقه وحركة المقاومة المقبلة هي خارج المراقبة.
من جهة أخرى، وإذا كانت تركيا قد دخلت خط الحرب السورية مباشرة بشكل علني أو غير مباشر عبر دعم هجمات المعارضة على أكثر من محور سوري، فإنّ «إسرائيل» ستحاول اقتطاع حزام أمني سوري ولكن ما لا تعرفه أو تعرفه هو أنّ الطبخة السورية مسمومة وهي لن تكون لقمة سهلة، لذلك فإنّ الحرب المقبلة آتية، وهي حرب جوية بامتياز – عاصفة نارية وضرب لعشرات الأهداف بل لمئات الأهداف، بنك أهداف كامل ولكن من قال إنّ المقاومة نشرت مخزونها لتكون أهدافاً؟ ومن قال إنّ «الباشق» سينتصر على حكمة الأفعى؟ قال النبي الملك سليمان في مزاميره: كونوا حكماء كالحيات.