«الجهاديون» وعدوا بزيارة الكوليسيوم

تناولت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية، التهديدات التي أطلقها أنصار «داعش» في شأن قرب وصولهم إلى العاصمة الإيطالية روما. وجاء في المقال: نشرت جماعة مناصرة لـ«داعش» في الإنترنت صورة مرعبة، وهدّدت بالقضاء على سكان روما قريباً. هذا الأمر أثار اهتمام الاتحاد الأوروبي وقلقه، لذلك بدأ يخطّط لتأسيس مراكز مكافحة الإرهاب لتبادل المعلومات عن الإرهابيين ومجرمي الإنترنت، بهدف توفير الحماية لسكان دول الاتحاد. وهذه إحدى أولويات الاستراتيجية الجديدة للاتحاد الأوروبي لغاية عام 2020.

الصور التي نشرت في الإنترنت لأشخاص ملثمّين ويرتدون ملابس سوداء، على خلفية مبنى الكوليسيوم الحلبة الأثرية الرومانية في روما، كتب عليها باللغة العربية «نحن في شوارعكم. انتظروا ساعة الصفر». وفور ظهور هذه الصور في الإنترنت، وُضعت كافة الأجهزة الأمنية الإيطالية في حالة الاستنفار القصوى.

وأشار رئيس معهد الأديان والسياسة في روسيا، آلِكسندر إيغناتينكو إلى ضرورة أخذ هذا التهديد محمل الجدّ ـ «سنأتي إلى هنا» ـ هو إعلان للتوسع، يشير إلى نيّتهم ضم الأراضي التي يعتبرونها جزءاً من أراضي «الخلافة الإسلامية». أي أنهم يعتبرون روما من ضمن هذه الأراضي.

وأضاف إيغناتينكو، ليست هذه المرة الأولى التي ينشر الراديكاليون مثل هذه الصور في الإنترنت، فقد سبق أن نشروا صوراً على خلفية مواقع في فرنسا وبلجيكا وغيرها من الدول الأوروبية. إن آلاف المهاجرين إلى إيطاليا قد يمثلون أحد أشكال الهجوم على روما، لأنه لا يُستبعَد وجود بين هؤلاء المهاجرين مدسوسين من أنصار «داعش». ويختم حديثه بالقول: «لدى الأجهزة الأمنية الإيطالية خصوصاً، والأوروبية عموماً عمل كبير، وتصرّ إيطاليا على ضرورة توزيع المهاجرين بين دول الاتحاد، ولكن هذا يعني تسهيل مسألة نشر المسلحين وعملاء داعش في دول الاتحاد الأوروبي».

وتحدث المفوض الأوروبي للشؤون الداخلية، دميتريس افرامبولوس وقال: «إن الأولوية هي مكافحة الجريمة المنظمة وجرائم الإنترنت، لذلك يجب إنشاء مركز موحد لمكافحة الارهاب ـ يوروبول».

من جانبه أوضح نائب رئيس المفوضية الأوروبية، فرانس تيميرمانس، أن مهمة هذا المركز ستتمثل في تبادل المعلومات عن «المجاهدين» ومصادر تمويلهم وتنظيماتهم وانتشار الأسلحة غير الشرعية والدعاية للإرهاب عبر شبكة الإنترنت.

تنوي بروكسل مقر الاتحاد الأوروبي توطيد الاتصالات بين الاجهزة الأمنية الوطنية في دول الاتحاد. و«يوروبول» سيقوم بمعالجة المعلومات الواردة من مختلف البلدان عن الارهابيين وتنظيمها، أي يتطلب الأمر من الأجهزة الأمنية في دول الاتحاد التعاون المستمر في هذا المجال، لا في الحالات الطارئة فقط.

إضافة إلى هذا، فإن أمن الاتحاد الأوروبي يتطلب السيطرة الكاملة على حدود بلدان منطقة «شينغن»، وهذا يقتضي إصدار قرارات جديدة في شأن مراقبة هذه الحدود. كما اقترحت المفوضية الأوروبية إنشاء منتدى خاص لشركات الإنترنت على أراضي الاتحاد، لتتمكن من منع الدعاية للإرهاب في الشبكة العنكبوتية وتنظيفها من الصور المماثلة لما عرض مؤخراً. إنّ تنفيذ هذه الاستراتيجية يتطلب موافقة كافة بلدان الاتحاد عليها.

وبصدد هذه الاستراتيجية، يقول إيغناتينكو: لقد جاء اهتمام الاتحاد الأوروبي بـ«داعش» وخلاياه متأخراً. لأن خلاياه التي سميت «الشريعة لفرنسا» و«الشريعة لإسبانيا» وغير ذلك، تنشط في دول الاتحاد منذ 3 إلى 5 سنوات، وهي عبارة عن مراكز دعاية وتحريض الراغبين وتجنيدهم وإرسالهم إلى الأراضي التي يسيطر عليها «داعش».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى