هل تمهد التغييرات السعودية لإسقاط أردوغان؟

توفيق المحمود

اصدر العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز مراسم ملكية جديدة في 29 نيسان تم خلالها تعيين عادل الجبير وزيراً للخارجية السعودية بدلاً من سعود الفيصل، هذه التعديلات التي أجراها ملك السعودية يراها المراقبون ان هناك تغييراً قد يطرأ على السياسة الخارجية السعودية في ما يتعلق ببعض ملفات المنطقة منها الملف السوري حيث كانت المملكة من أكبر داعمي الجماعات الإرهابية في المناطق الملتهبة من طريق سعود الفيصل وزير خارجيتها السابق حيث شددت السعودية مراراً على انه لا يمكن ان يكون الرئيس بشار الاسد جزءاً من الحل في سورية بحسب تعبير الدبلوماسية السعودية، ودعا الفيصل التحالف الدولي الذي يوجه ضربات جوية الى مواقع تنظيم «داعش» الإرهابي في سورية والعراق الى مواجهة هذا التنظيم على الارض وانه ينبغي ايجاد توازن عسكري على الارض بسورية عبر دعم ما يسمى «المعارضة المسلحة» وأبدت السعودية مراراً عبر بوقها سعود الفيصل استعدادها تسليح المعارضة بكل ما تحتاجه من عتاد وتدريب لمواجهة الحكومة السورية لكن مع هذه التغييرات ربما سيكون هناك تغيير جذري في السياسة الخارجية للسعودية تجاه جميع ملفات المنطقة ومنها سورية.

أما تركيا فقد زج أردوغان نفسه وحكومته في حرب ضد الشعب السوري وظن نفسه سلطاناً حاكماً على بلاد المشرق محاولاً استعادة أمجاد من سبقوه في عهد «الخلافة العثمانية» ولكنه نسي أو تناسى أن سورية كانت سبب سقوط الدولة العثمانية التي كانت مثالاً للتخلف والجهل، وإن تورط أردوغان في سفك الدم السوري واضح ولا يحتاج إلى أدلة، فقد حوّل أردوغان تركيا إلى قواعد ومعسكرات لتدريب المجموعات الإرهابية المسلحة ومن ثم إرسالها إلى سورية والعراق بهدف إسقاطهم وإخضاعهم للنفوذ الإخواني، وهذا ما أكده رئيس حزب الوطن التركي دوغو بيرنتشيك من أن حكومة النظام التركي تقوم بتصدير الإرهاب إلى سورية وأن هذه الحكومة قدمت وتقدم كل أنواع الدعم للجماعات الإرهابية التي تقاتل ضد الدولة والشعب السوري.

ما يحصل اليوم في شمال سورية من عمليات قتل وذبح للمدنيين والتي تقوم به «جبهة النصرة» الحليفة الرئيسية لأردوغان تفضح دور أنقرة في جريمة سفك الدم السوري، وببساطة تعطي تركيا الضوء الأخضر للمتأسلمين الجدد بدخول حرب جديدة عبر صفقة سعودية أميركية، وقد أكد رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي كمال كليتشدار أوغلو أن حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا تقوم بإرسال الأسلحة والمعدات العسكرية للتنظيمات الإرهابية في سورية محملاً إياها مسؤولية الدماء التي تسفك في هذا البلد الجار.

أخيراً لم يكن حلم رجب طيب أردوغان بإنشاء إمبراطورية عثمانية إخوانية ليتحقق من دون سقوط سورية ولأن سورية انتصرت سقط حلم أردوغان كما سيسقط هو قريباً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى