شهادة جنبلاط… والإرث الذي ينتظره تيمور
يوسف الصايغ
تتجه الأنظار الى رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط الذي سيدلي اليوم الاثنين بشهادته امام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في قضية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، فماذا ستتضمّن شهادة جنبلاط هذه من إرث لنجله تيمور الذي بات قاب قوسين أو أدنى من تولي عرش «الزعامة الجنبلاطية»؟
مما لا شك فيه انّ جنبلاط رفع من منسوب خطابه السياسي ضدّ محور المقاومة مع بدء العدوان السعودي على اليمن، فهو التقط ذبذبات المرحلة التصعيدية التي باشرتها السعودية، وبالتالي رأى أنّ الوقت قد حان لكي يقدّم أوراق اعتماده من جديد إلى الرياض، عبر إعلان تأييده لما سُمّي بـ«عاصفة الحزم»، وفي هذا السياق تلفت مصادر مطلعة إلى انّ جنبلاط ظهر في الآونة الأخيرة متصلّباً في موقفه الداعم للعمل العسكري السعودي حيث ردّ على من نصحه بعدم رفع سقف خطابه السياسي ضدّ إيران بالقول إنه «عربي بدمه، ولا يقبل ان يساوي بين العربي والإيراني»! لكنها تسأل: «أليس الشعب اليمني الذي يتعرّض للموت والقتل بالغارات السعودية جزءاً من الدم العربي الذي أعلن جنبلاط الانتماء اليه؟»
بالعودة الى شهادة جنبلاط فإنّ التوقعات تصبّ في خانة استكمال مواقفه التصعيدية ضدّ سورية وقيادتها المتمثلة بالرئيس بشار الأسد لجهة تحميله المسؤولية عن اغتيال الحريري، كما دأب منذ شباط من العام 2005، لكنه سيستفيد من مسألة وفاة رئيس شعبة الأمن السياسي السابق في الجيش السوري اللواء رستم غزالي ليعزز روايته القائلة بأنّ النظام في سورية يتخلص من «المتورّطين» باغتيال الحريري بحسب رأيه، وبالتالي يكون جنبلاط قد استكمل موجة التصعيد ضدّ دمشق، فهو خرج ببيان قبل أيام يعلن فيه دعمه للمجموعات المسلحة التي باتت تسيطر على مدينة إدلب، داعياً أبناء طائفة الموحدين الدروز للانضمام اليهم على حدّ قوله.
في المحصّلة يمكن القول إنّ شهادة جنبلاط سوف تشكّل محطة جديدة بالنسبة اليه يوظفها في سبيل استكمال انعطافته باتجاه السعودية من جهة، كما ستكون المحكمة منصة هجوم جنبلاطية جديدة على دمشق ونظامها وجيشها، فهل قرّر جنبلاط ان يلعب جميع أوراقه السياسية من خلال المحكمة؟ أم انه سيترك بعضاً منها لنجله تيمور الذي سيتابع إفادة والده من إحدى ضواحي لاهاي، ليستشفّ ماذا ينتظره من مسؤوليات في الآتي من الأيام؟ ويبقى السؤال برسم شهادة جنبلاط التي يبدأ مسلسلها اليوم؟