الراعي: دول تعتدي على المسيحيين بمدّ التنظيمات الإرهابية بالمال والسلاح

دعا البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي في قداس الأحد في بازيليك سيدة لبنان في حريصا، لمناسبة بدء الشهر المريمي،

إلى «الصلاة للعذراء مريم من أجل انتخاب رئيس للجمهورية»، وقال: «لكي يتواصل نشيد «الطوبى لمريم من جيل إلى جيل»، وهو تمجيد لعظائم الله فيها وفي تاريخ البشر، كرسنا، منذ ثلاث سنوات، لقلبها الطاهر، لأمومتها المقدسة ولشفاعتها القديرة، وطننا لبنان وبلدان الشرق الأوسط. ونجدد هذا التكريس في عيدها، ملتمسين للبنان الخروج من أزمة فراغ سدة الرئاسة، بانتخاب رئيس جديد للبلاد، اليوم قبل الغد، تتوافق عليه الكتل السياسية والنيابية، على أن يقود هذا التوافق المسؤولون الموارنة وهم أول المعنيين، بروح التجرد والمسؤولية الوطنية، من أجل حماية الجمهورية وإعادة الحياة إلى المجلس النيابي، وتسهيل عمل الحكومة، وحل عقدة التعيينات في المؤسسات العامة، وإعادة لبنان إلى موقعه الطبيعي الفاعل، في الأسرتين العربية والدولية وملتمسين لبلدان الشرق الأوسط، ولا سيما لفلسطين وسورية والعراق واليمن، السلام والاستقرار ونهاية النزاعات والحروب، وحماية الكنيسة ورعاتها وشعبها، لكي يعلنوا في هذه الأرض الممزقة بالحديد والنار إنجيل الخلاص والسلام، وقد أٌعلن منها منذ ألفي سنة للعالم كله».

وأضاف: «إن المسيحيين في بلدان الشرق الأوسط يلقون حالياً، وتحديداً في العراق وسورية اضطهاداً واضحاً واعتداء سافراً، بدأ بشكل مباشر في الموصل وسهل نينوى، على يد تنظيمات إرهابية. وما زالوا مشردين ويعيشون تحت الخيم بالذل والقهر والظلم»، مطالباً بإلحاح «السلطات المحلية والأسرة الدولية بعودتهم وسائر النازحين والمشردين إلى بيوتهم وممتلكاتهم موفوري الكرامة، مع حماية حقوقهم بحكم المواطنة». وتابع: «وفي سورية، وحاليا في حلب، وقد سبقتها مدن وبلدات أخرى، الكنائس تدمر والأحياء المسيحية تقصف ويسقط القتلى، ويتشرد المؤمنون، وتهدم المنازل والمتاجر ودور العبادة. وكم هو مؤسف ومخز أن دولاً تعتدي على المواطنين الآمنين وعلى المسيحيين، بمد المتحاربين والتنظيمات الإرهابية بالمال والسلاح والمرتزقة! هل فقدت الحياة البشرية نهائياً، عند أمراء الحروب والمحاربين، قيمتها وقدسيتها وكرامتها؟»

وتابع: «أمام هذا الواقع المؤلم نتساءل بخيبة أمل: كيف تبرر منظمة الأمم المتحدة وجودها، فيما تتخلى عن مسؤوليتها المنصوص عليها في مقدمة ميثاقها: «نحن شعوب الأمم المتحدة، قد آلينا على أنفسنا أن ننقذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب. وأن نؤكد من جديد إيماننا بالحقوق الأساسية للإنسان وبكرامة الفرد». وعن أحد أهدافها التي تحددها المادة الأولى وهو: «حفظ السلم ومنع الأسباب التي تهدده وإزالتها، وقمع أعمال العدوان وغيرها من وجوه الإخلال بالسلام، باعتماد الوسائل السلمية، وفقاً لمبادئ العدل والقانون الدولي». وتساءل: «أين دور مجلس الأمن كسلطة تنفيذية لحفظ السلم والأمن. كيف يسمح اليوم أن يترك شعب آمن فريسة للحرب والنزاعات السياسية والاقتصادية بين الدول النافذة، والساعية فقط وراء مصالحها وحساباتها التجارية والاقتصادية، ومآربها السياسية والمذهبية، تحت ستار الديمقراطية والإصلاحات ورفع الظلم».

وكان الراعي استقبل أول من أمس الرئيس أمين الجميل الذي أعلن أنه «جرى البحث في مجموعة من الحلول والمبادرات في الأيام المقبلة على الصعيد الداخلي بشكل أساسي، إضافة إلى التحرك الخارجي، للتوصل إلى حل لإنهاء الانقلاب على المؤسسات والدستور الذي نعيشه».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى