أنباء متضاربة عن إنزال بري في عدن… وطهران تحذر: «أمن اليمن من أمننا»
نفى مصدر عسكري يمني أي إنزال لقوات أجنبية على الأراضي اليمنية الجنوبية في عدن، في حين أكد المتحدث باسم قوات التحالف العميد أحمد عسيري، أن التحالف لم يبدأ أي عملية برية كبيرة في عدن.
وقال علي الأحمد، المتحدث باسم القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، إن ما بين أربعين وخمسين جندياً من القوات العربية الخاصة وصلوا إلى عدن وانخرطوا في معارك المطار. فيما أشار مسؤول محلي إلى أن هؤلاء الجنود من أصول يمنية وينتمون إلى القوات المسلحة السعودية والإماراتية.
وقال العميد عسيري في تصريحات صحافية، إن ما يجري في عدن هو عمليات للجان الشعبية والقوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي بحسب تعبيره.
وأكد المتحدث باسم قوات التحالف أنه سوف يتم الإفصاح عن أي تحرك عسكري في اليمن في حال حدوثه.
وكان بعض المراسلين في عدن، أكد أن القوات البرية للتحالف العربي تشارك في معارك قرب مطار عدن، وذلك إثر عملية الإنزال البري التي أفصح عنها مسؤول يمني في وقت سابق من اليوم.
على الصعيد الميداني، قصفت المقاتلات، المنطقة الرابطة بين محافظتي لحج وعدن، مستهدفة مواقع لأنصار الله والمسلحين الموالين للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.
وفي تعز احتدمت الاشتباكات في مناطق حوض الأشراف ومحيط قلعة القاهرة والمجلية بعد هجوم نفذه انصار الله انطلاقاً من جبل صبر.
وأعلنت المصادر أن انصار الله والقوات الموالية لهم يحاولون التقدم والسيطرة على حي الثورة بعد تقدم المقاومة الشعبية في الجنوب وشمال غربي المدينة.
طهران تحذر: «أمن اليمن من أمننا»
من جانب آخر، صعدت إيران لهجتها وحذرت على لسان نائب وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، بأن «طهران لن تسمح للقوى الإقليمية بتعريض مصالحها الأمنية مع اليمن للخطر»، حسب ما نقلته وكالة «تسنيم» للأنباء.
وأكد عبد اللهيان أن بلاده «لن تسمح للآخرين بتعريض أمننا المشترك للخطر بمغامرات عسكرية»، قائلا: «إن أمن اليمن بمثابة أمن الجمهورية الاسلامية الإيرانية والمنطقة»، مؤكداً «أن عهد المغامرات ولى من دون رجعة»، مشيراً الى أنه «على الجميع التفكير بالدور البناء الذي يؤدي إلي تعزيز وتكريس الأمن في المنطقة».
وشدد أمیر عبد اللهیان على أن «الحرب ضد الیمن تقویة للكیان الصهیوني والجماعات الإرهابیة»، منتقداً استمرار ما سماه «العدوان العسكري السعودي علی الیمن والحصار اللاإنساني المفروض على الشعب الیمني».
في المقابل أشار نائب وزير الخارجية الإيراني إلى أن بلاده تدعم الحوار الیمني الیمني في المكان الذي تتفق علیه كافة التیارات والقوى الیمنیة، وترفض أي تدخل أجنبي.
وكانت طهران نفت اتهامات الدول الغربية والعربية بتزويد مقاتلي أنصار الله في اليمن بالسلاح، كما دانت إيران عملية «عاصفة الحزم».
يذكر أن لجنة تابعة للأمم المتحدة تراقب العقوبات على إيران، أثارت من جديد هذه الاتهامات في تقرير سري الأسبوع الماضي.
وقال تحليل اللجنة لواقعة ضبط سفينة كانت متجهة إلى اليمن عام 2013 وتقارير إعلامية ومعلومات تم الحصول عليها من الحكومة اليمنية إن شحنات الأسلحة الإيرانية إلى انصار الله تعود إلى عام 2009 على الأقل.
وفي السياق، دعت جماعة «أنصار الله» الأمم المتحدة إلى العمل على إنهاء الضربات الجوية ضد اليمنيين.
وقال رئيس دائرة العلاقات الخارجية لحركة «أنصار الله» حسين العزي، في رسالة لبان كي مون: «يؤسفنا أن نبلغكم بأن الكميات المتبقية من الوقود مهددة بالنفاد خلال الأربع والعشرين ساعة المقبلة في معظم مستشفيات الجمهورية اليمنية المكتظة بآلاف الجرحى والمرضى، مع تناقص مخيف في كميات الدواء».
على صعيد آخر، قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أمس، إن قوات التحالف العربي بقيادة السعودية استخدمت قنابل عنقودية محظورة أثناء شنها غارات على مواقع تمركز المسلحين الحوثيين في اليمن.
وأوضحت منظمة «هيومن رايتس ووتش» في تقرير وجود أدلة ملموسة وصور ومقاطع فيديو تؤكد استخدام ذخائر عنقودية في عملية «عاصفة الحزم» التي شنتها قوات التحالف منذ أكثر من شهر لصد الحوثيين في محافظة صعدة معقل الحوثيين شمال اليمن على الحدود مع السعودية.
وبينت المنظمة أنها تثبتت من خلال تحليل صور للأقمار الاصطناعية أن هذه الذخائر استخدمت في هضبة مزروعة على مسافة 600 متر من عشرات المباني الواقعة في مجموعة من أربع إلى ست قرى، مشيرة إلى أن هذه الأسلحة تشكل خطراً طويل الامد على حياة المدنيين.
وقد تمكنت هيومن رايتس ووتش من تحديد موقع هذا الانفجار، وهي منطقة الشعف في منطقة ساقين، غرب محافظة صعدة.
وذكرت المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان أن هذه الأسلحة التي تنفجر لاحقاً بعد سقوطها، محظورة بموجب اتفاقية وقع عليها 116 بلداً عام 2008، ليس من بينها السعودية واليمن والولايات المتحدة.
وأكد مدير قسم الأسلحة في «هيومن رايتس ووتش» ستيف غوس من جانبه، على أن هذه الأسلحة محظورة في جميع الظروف.
وقال ستيف غوس، إن «السعودية والدول الأخرى المشاركة في التحالف، ومعها الولايات المتحدة التي صنعت تلك الأسلحة، تضرب عرض الحائط بالمعيار الدولي الذي يحظر استخدام الذخائر العنقودية لأنها تعرض حياة المدنيين للخطر على الأمد الطويل».
وأنكرت السعودية استخدام التحالف أسلحة عنقودية في اليمن، وصرح المتحدث باسم التحالف أحمد العسيري في ندوة صحافية في الرياض في الـ 29 من آذار الماضي، «لم نستخدم أي قنابل عنقودية في اليمن».