قمة خليجية تسبق اجتماعات «كامب ديفيد»
بشرى الفروي
يوقت ملوك وقادة الخليج ساعاتهم على لقائهم المنتظر مع الرئيس الاميركي في منتصف الشهر الجاري.
ويبدو أن الإعداد لهذا الإجتماع يجري على قدم وساق، حيث تغيرت أجندة الإجتماع في شكل جذري بعد رسالة أوباما العاصفة الى كل حلفائه في المنطقة من خلال تفكيك نظام الحكم في السعودية والسعي لإعادة تركيبه بما يتلائم مع المرحلة المقبلة والتي عنوانها الاتفاق النووي مع إيران.
وشهدت العاصمة السعودية أمس اجتماعات مكثفة وتحضيرات للقمة الخليجية التشاورية المقررة الثلاثاء المقبل. والتي ستسبق اجتماعهم مع الإدارة الاميركية.
وأعلن باراك أوباما من جهته، أنّ التغييرات الأخيرة التي قام بها داخل المملكة السعودية لن يقوض العلاقات معها، فهي ستظل واحدة من أقرب حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط، حسبما ذكرت صحيفة «واشنطن تايمز» الأميركية.
وأوضح مسؤولون في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية، في تصريحات أوردتها الصحيفة، أنه بينما تمثل هذه الخطوة أكبر تغييرات جذرية للمسؤولين منذ استلام الملك سلمان مقاليد الحكم، فإنهم يتوقعون عدم حدوث أي تحول كبير في العلاقات مع الرياض.
يبدو ان الإدارة الاميركية قطعت الطريق على قادة الخليج قبل اجتماعهم مع الرئيس الاميركي في كامب ديفيد. ففرضت أجندة اللقاء وعناوينه والتي ستكون بعيدة عن مناقشة الإتفاق النووي مع طهران وسماع بكائهم من الأضرار التي ستلحق بهم بعد توقيعه.
التغييرات التي قامت بها الإدارة الاميركية في السعودية رسمت ملامح المرحلة المقبلة والدور الذي ستلعبه كل دولة في منطقة الخليج. حيث نرى التركيز على شخصية محمد بن نايف وإعداده لتولي منصب الملك، فهو المقرب من واشنطن والخبير في مجال مكافحة الإرهاب.
وأيضاً تعيين سفير المملكة لدى الولايات المتحدة الاميركية وهو من خارج العائلة الحاكمة بعد إقصاء سعود الفيصل ايضاً، رسالة قوية لكل الدول الخليجية بأن المرحلة المقبلة هي مرحلة تنفيذ الاوامر الاميركية من دون تأفف أو اعتراض.
بل ستكون مهمتهم الأساسية هي القيام بإصلاحات داخلية ومحاربة الفكر الوهابي المتطرف في مجتمعاتهم. والتصدي للبطالة وتقوية الجسد السياسي من خلال اشراك عامة الناس في الحكم. حسب التصريحات الأخيرة للرئيس أوباما.
ولا يمكن التغافل عن تزامن إعلان الكونغرس الأميركي لمخطط تقسيم العراق مع لقاء القادة الخليجيين منتصف الشهر الجاري. فمشاريع تقسيم المنطقة وفق الأهواء والمصالح الأميركية لا تزال قيد التنفيذ. وهذا سيهدد بتقسيم كل دول الخليج على أساس طائفي وعرقي.