مراد: لحوار شامل يؤدّي إلى نظام من أجل الوطن
زار رئيس حزب الاتحاد الوزير السابق عبد الرحيم مراد، على رأس وفد من قيادة الحزب، مقرّ المكتب السياسي لحركة أمل، حيث كان في استقبالهم رئيس المكتب الحاج جميل حايك وعدد من الأعضاء.
وتداول المجتمعون، بحسب بيان للحركة، «الشؤون اللبنانية والعربية وما يهم الطرفين من عمل مشترك يؤدي إلى تصويب البوصلة العربية باتجاه الوحدة الجامعة بينهم، وإلى إعادة جبهة العداء باتجاه الكيان الصهيوني، وإسقاط مشروع تبديل العدوات في المنطقة، والذي يرمي إلى زرع النزاعات الطائفية والمذهبية والقبلية، والمستفيد الوحيد هو العدو الصهيوني».
وخلال رعايته افتتاح «المركز الثقافي العربي»، معرض «الكتاب العربي الخامس والعشرين» على التوالي، في «الجامعة اللبنانية الدولية» ـ فرع الخيارة البقاع الغربي، أكد مراد: «أننا مقتنعون بوجوب البحث عن أسباب الأزمات المتتالية منذ الاستقلال إلى اليوم، والتي هي وليدة هذا النظام نفسه، الذي يتجاهل المسؤولون خلله الداخلي، وبنيته الهشة، في الوقت الذي يجب أن تكون لديهم شجاعة الإقرار بذلك، والعمل على معالجة جذور المشكلة، باعتماد الحوار المعمق الشامل بين جميع أطيافه السياسية، من دون إلغاء أو إقصاء أحد، للوصول إلى نظام من أجل الوطن، لا من أجل الطائفة ولا من أجل المذهب، ليتعافى لبنان سياسياً، كمقدمة لعافيته الاقتصادية والاجتماعية». ولفت إلى «أنّ هذا لا يمنع من التذكير بإنصاف أصحاب الحقوق، بإقرار السلسلة التي استهلكوها بحثاً ووعداً، وبتعزيز الرقابة في كلّ المجالات الإدارية، والغذائية، والصحية، وبالإسراع في تلزيم التنقيب عن النفط والغاز، وبتعزيز دائم لقدرات الجيش، وتجهيزه باستمرار عدداً وعتاداً، لأنه الضمان الأكيد لحفظ السلم الأهلي، وصون الوحدة الوطنية، وجعل المواطن آمناً على نفسه وأهله وعمله ورزقه وبتنسيق جهوده الميدانية واللوجستية والاستخبارية مع الجيش السوري، لأنّ في ذلك مصلحة للبلدين وللمواطنين على الجانبين».
وتطرق إلى ما يجري على الصعيد العربي، مشيراً إلى أنّ «إرادة الشرّ تطغى موقتاً، لتمزيق الممزق، وتخريب العمران، وتحويل المواطنين إلى نازحين، ضمن سيناريو مدمر بدأ مع الخريف العربي، وأخطر ما فيه، تشويه الثقافة الأصيلة، والقطع مع العروبة والإسلام، كتوأمين حقيقيين للحضارة العربية، التي أشرقت شمسها يوماً على الغرب، ويريدون لها اليوم، الغيبة الأزلية الأبدية، بما يثيرونه من غرائز، وبما يبعثون من إثنيات، وبما يحرِّفون من الإسلام وسماحته، والدين ورحابته، وبهذا التشقق الديني والمذهبي البغيض، الذي لا يقرّه شرع، ولا عقيدة، ولا رسالة».
ورأى مراد أنه «آن الأوان للاحتكام إلى صوت العقل، وعدم جدوى الحلول الأمنية والعسكرية، والاستجابة لمنطق الحوار، والعمل الجاد للحلول السياسية، في اليمن وفي سورية وفي ليبيا وفي كلّ أرض عربية تعصف بها الأزمات، ومن الممكن التعويل على دور مصر في هذا المجال، باعتبارها الدولة الأكبر والأقدر والأعرق في كلّ المجالات».