هل يستطيع بحاح تحقيق ما لم يحققه هادي؟

بشرى الفروي

بعد مرور أكثر من شهر منذ بداية العدوان السعودي على اليمن، بدأت تعلو الأصوات من المجتمع الدولي للإسراع بإيجاد مخرج سياسي للأزمة، وبخاصة أن الوضع الإنساني والمعيشي الصعب والمفروض على الشعب اليمني، وصل إلى حدّ ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، بحسب المنظمات الحقوقية والإنسانية، وخصوصاً بعد تأكيدات استخدام السعودية لأسلحة محرمة دولياً في قصفها مناطق سكنية، واعتمادها سياسة التجويع والحصار، مع تسريبات كبيرة لصور ضحايا القصف الجوي مع الأعداد الكبيرة من الجرحى المدنيين.

لكن على ما يبدو أن الأطراف المتنازعة لا تزال متمسكة بموقفها من دون أي تغيير، سوى أن نفاد الوقت من بين يدي تحالف العدوان، وفشله في تحقيق أي هدف مع صمود المقاومة الوطنية، قد بدأ بالارتداد عليه، ولا سيما في ظل المناخ الدولي الذي يدعو إلى إيصال المساعدات الإنسانية للشعب اليمني والتخوف من خطر تنظيم القاعدة.

وأمام هذه الضغوط أعلنت الرياض أمس، أنها تتشاور مع شركائها في التحالف لوقف ضرب بعض المناطق، بهدف فسح المجال أمام نقل المساعدات الإنسانية، بحسب ما أعلنه عادل الجبير وزير خارجية السعودية.

وفي هذا السياق، دعت الأمم المتحدة السعودية إلى التوقف عن استهداف مطار صنعاء في اليمن، بعد أن شنّت المقاتلات السعودية غارات جوية على مطار صنعاء الدولي، وقصفت طائرة «يوشن» الخاصة بالشحن، وهي الطائرة الوحيدة لدى الخطوط الجوية اليمنية.

وفي وقت أعلنت السعودية عجزها عن الدخول برياً إلى اليمن، وفشل عمليات إنزال عدة من البحر على عدن، تمكن الثوار من السيطرة على عدد من المواقع العسكرية واستطاعوا عبور الحدود مع السعودية في منطقتي جازان ونجران، بعد أسر عدد من عناصر جيش سلمان والاستيلاء على معداتهم وأسلحتهم.

ويدور الحديث عن انهيارات واسعة في صفوف «القاعدة» أمام تقدم كبير للجيش والأمن و«اللجان الشعبية» في أكثر من منطقة منها دار سعد والبريقة والتواهي.

هذه المعطيات تتزامن مع القمة الخليجية التي ستُعقد اليوم، بحضور الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، وتسبق زيارة وزير الخارجية جون كيري للرياض.

والواضح من لقاء وزير الخارجية المصري مع وفد الكونغرس الأميركي، أن مصر تريد لعب دور سياسي في حلّ أزمة اليمن، لكن مشاركتها في تحالف الحرب ربما يضيع منها هذه الفرصة، والتي أصبحت عُمان هي الأقرب لها. ولذلك نرى سعي خالد البحاح إلى الطلب من عُمان، مشاركتها في إيجاد صيغة للحل وإعادة تفعيل المسارات السياسية، من خلال زيارته الأخيرة إلى السلطنة ولقائه مع مستشار السلطان العماني، شهاب بن طارق.

وفي حين ذكرت مصادر دبلوماسية في الرياض، أن هناك بوادر اتفاق يجرى ترتيبه بين الأطراف اليمنية ليكون خالد بحاح رئيساً موقتاً لليمن.

وقالت المصادر لإذاعة «مونت كارلو» الدولية، إن التوافق على نقل السلطة إلى بحاح على غرار السيناريو الذي حدث بين علي عبد الله صالح والرئيس عبد ربه منصور هادي، نظراً إلى قبول الفرقاء السياسيين في البلاد بشخصية بحاح ورفض جماعة الحوثي، وحزب المؤتمر التابع للرئيس المخلوع صالح الجلوس والتفاوض مع الرئيس هادي.

في وقت تقوم السعودية من خلال عملائها بعمل اتفاقات مع تنظيم القاعدة في منطقة حضرموت. تمهيداً لعودة منصور هادي أو البحاح في حال تنحي هادي.

الوقائع الميدانية تؤكد أن الحوثيين وأنصار الله ما زالوا يملكون عناصر القوة والثبات الكافي لعدم تقديم أي تنازل أو استسلام أو قبول حوار مذلّ لم تقدر الرياض على فرضه بقوة الحرب و الحصار.

ويرى مراقبون أن هذا المشهد يعكس وجهاً من أوجه انتصار الحوثيين بقوة ثباتهم على الأرض. والذي سينعكس بالتأكيد على أي حلّ سياسي يلوح في الأفق.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى