مسؤولون إيرانيون يؤكّدون فوز الرئيس الأسد في سورية لاغارد تحذّر من عواقب وخيمة للأزمة الأوكرانية
الاستفتاء في شرق أوكرانيا وأزمتها، الانتخابات المرتقبة في سورية، موضوعان شغلا الصحافة الغربية أمس، ففي حين سلّطت وكالة «فرانس برس» الأضواء على خشية رئيسة رئيسة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد من عواقب وخيمة بسبب الأزمة الأوكرانية، نقلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن مسؤولين إيرانيين كبار، ثقتهم التامة بفوز الرئيس بشار الأسد في الانتخابات المقبلة في سورية، وانهزام المشروع الأميركي.
وأجرت الصحيفة سلسلة من المقابلات مع كبار المسؤولين في طهران، والذين يصوغون سياسة إيران الخارجية. وقالوا إن استراتيجية الغرب في سورية لم تفعل شيئاً سوى نشر المتطرفين والتسبب في الفوضى، وأتت بنتائج عكسية في نهاية المطاف، بينما تقف القوات الحكومية في المقدمة.
أما وكالة الأخبار الفرنسية «فرانس برس»، فنقلت عن لاغارد قولها «إن الازمة الأوكرانية تشكل خطراً لا يزال يصعب علينا جداً قياس حجمه، ولا يمكن على الاطلاق توقع خطر انتقالها إلى دول أخرى. لكن قد تكون لها مع ذلك عواقب اقتصادية وخيمة. وإن الازمة الجيوسياسية في أوكرانيا لها تأثيرات على الاقتصاد الدولي وعلى الاستثمارات الاجنبية المباشرة. ولها عواقب على تدفق الرساميل الدولية وعلى إمدادات الطاقة في أوروبا لأن أوكرانيا دولة تمر عبر أراضيها شحنات الطاقة».
الصحافة الأميركية التي كانت شبه غائبة عن هذين الملفين المهمين، تناولت مواضيع أخرى، ولعلّ قالته شبكة «بلومبرغ»، والمتمثل في أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يتودّد لدول الخليج بعد رهانه الخاطئ في مصر. وأنه يسعى إلى الحد من الخسائر الاقتصادية في بلاده من جراء وقوفها مع الجانب الخاطئ، في ما وصفته بصراع القوى الإقليمي حول مصر.
«روسيسكايا غازيتا»: قضايا النزاعات في بحر الصين الجنوبي على رأس أجندة قمة «آسيان» في ميانمار
تناولت صحيفة «روسيسكايا غازيتا» أجندة زعماء مجموعة دول جنوب شرق آسيا… «آسيان» الذين وصلوا إلى نايبييدو عاصمة ميانمار بورما سابقاً الأحد الماضي، ويركز الاجتماع على النزاعات في بحر الصين الجنوبي، وأيضاً قضايا التعاون الاقتصادي الإقليمي. وكان وزراء خارجية دول «آسيان» قد أعربوا في مؤتمر صحافي عقد عشية الاجتماع عن قلقهم البالغ إزاء تطورات الوضع التي أدت إلى تفاقم النزاعات في بحر الصين الجنوبي. وتحاول «آسيان» بشكل عام صوغ موقف موحد بهذا الشأن، فيما تسعى الصين إلى حل جميع المشكلات على أساس ثنائي مع كل دولة.
ويعد انعقاد القمة للمرة الأولى في ميانمار على رغم مرور 17 سنة على عضويتها في «آسيان»، دليلاً على اعتراف المجتمع الدولي بإنجازات قيادة هذه البلاد في المضي قدماً نحو تحقيق الديمقراطية. ويجري الآن في ميانمار الحديث حول إصلاح الدستور وإعادة هيكلة النظام السياسي، وهناك حوار بين الحكومة والمعارضة. ومن المقرر أن تشهد البلاد في عام 2015 انتخابات البرلمان الذي سيختار بدوره زعيماً جديداً للبلاد.
وقال الخبير في شؤون دول جنوب شرق آسيا بيوتر كوزما لـ«روسيسكايا غازيتا»: «من جانب، في البلاد مشكلات معقدة كثيرة تناقش حالياً بنشاط. ولكن من جانب آخر، يدل وجود هذه المشكلات في حدّ ذاته والحوار بين الحكومة والمعارضة على التوصل إلى آليات التوازن المرن في النظام السياسي. وأظهر القادة العسكريون، الذين تقاعد عدد كبير منهم مع الاحتفاظ بمناصب قيادية في الدولة، قدرة على التوصل إلى حل وسط عند الضرورة».
وفيما يتعلق بالعلاقات بين روسيا وميانمار، نقلت الصحيفة عن السفير الروسي لدى الأخيرة فاسيلي بوسبيلوف قوله: «يمكن القول بثقة إن سكان ميانمار، لا سيما من الجيل الكبير، لهم موقف إيجابي تجاهنا منذ خمسينات القرن الماضي. إنهم يتذكرون المشاريع التي بناها الخبراء السوفيات ويشعرون بالشكر لدعم روسيا بلادهم في الفترات العصيبة لهذه الدولة، عندما كانت تسري بحقها عقوبات غربية صارمة. وعلاوة على ذلك، هناك تشابه بين مواقف بلدينا في قضايا حيوية كثيرة للسياسة العالمية. تدعو ميانمار أيضاً إلى عالم متعدّد الأقطاب وتنتهج سياسة خارجية متعددة الاتجاهات».
«فرانس برس»: لاغارد تحذّر من عواقب الأزمة الأوكرانية الوخيمة
حذّرت رئيسة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد من أنّ الازمة الأوكرانية قد تكون لها عواقب اقتصادية وخيمة، وذلك في مقابلة نشرتها صحيفة «هاندلسبلات» الاقتصادية الالمانية الاثنين.
وقالت لاغارد التي تستقبلها المستشارة الالمانية آنجيلا ميركل اليوم الثلاثاء في برلين إلى جانب مسؤولي أربع هيئات دولية كبرى منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية ومكتب العمل الدولي لبحث وضع الاقتصاد العالمي أثناء لقاء سنوي يعقد منذ 2007، إن الازمة الأوكرانية تشكل خطراً لا يزال يصعب علينا جداً قياس حجمه، ولا يمكن على الاطلاق توقع خطر انتقالها إلى دول أخرى. لكن قد تكون لها مع ذلك عواقب اقتصادية وخيمة.
وأضافت لاغارد: «إن الازمة الجيوسياسية في أوكرانيا لها تأثيرات على الاقتصاد الدولي وعلى الاستثمارات الاجنبية المباشرة. ولها عواقب على تدفق الرساميل الدولية وعلى إمدادات الطاقة في أوروبا لأن أوكرانيا دولة تمر عبر أراضيها شحنات الطاقة».
ورأت لاغارد ان برنامج المساعدة البالغة قيمته 17 مليار دولار 12.3 مليار يورو الذي وافق صندوق النقد الدولي على منحه لأوكرانيا لن يكون كافياً. وأوضحت أن أوكرانيا بحاجة إلى أكثر من 17 مليار دولار بكثير. على شكل مساعدات ثنائية مثلاً تأتي من الخارج أو مساعدات مالية من جانب منظمات مالية دولية، معتبرة ألا خيار أمام المجتمع الدولي.
«غارديان»: مسؤولون إيرانيون يؤكّدون فوز الأسد
نقلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن كبار المسؤولين الإيرانيين قولهم، إن إيران وحليفها الرئيس السوري بشار الأسد قد فازوا في الحرب الدائرة في سورية، وأن الحملة التي دبرتها الولايات المتحدة لدعم جهود المعارضة للإطاحة به قد فشلت.
وأجرت الصحيفة سلسلة من المقابلات مع كبار المسؤولين في طهران، والذين يصوغون سياسة إيران الخارجية. وقالوا إن استراتيجية الغرب في سورية لم تفعل شيئاً سوى نشر المتطرفين والتسبب في الفوضى، وأتت بنتائج عكسية في نهاية المطاف، بينما تقف القوات الحكومية في المقدمة.
وقال علاء الدين بوروغيردي، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني: «لقد فزنا في سورية وسيبقى النظام، بينما خسر الأميركيون». وأضاف أن الإرهاب الذي مارسته جماعات مرتبطة بالقاعدة وأشخاص مسلحون ومولته دول عربية، أصبح الآن التهديد الرئيسي الذي يواجه الشعب السوري. وأعرب عن خوفه بشأن مستقبل الأمن في أوروبا، في ظل وجود عدد من المقاتلين الأجانب من دول أوروبية يحاربون في سورية.
في حين قال أمير محيي بان، المخطط الاستراتيجي المحافظ والذي يعمل مستشاراً للحكومة: «فزنا باللعبة بسهولة في سورية، وأميركا لا تفهم طبيعة سورية، فقد أرادوا الإطاحة بالأسد، لكن من كان البديل، وكل ما فعلوه تشجيع الجماعات المتطرفة وجعل الحدود أقل أمناً».
وتابع قائلاً: «إننا نقبل بالحاجة إلى التغيير في سورية لكن تدريجياً، وإلا سيكون هناك فوضى». ويرى المحللون الغربيون أن إيران مشاركة في صراع قوي إقليمي أو حرب بالوكالة، تمتد خارج سورية، لتشمل دول الخليج، لا سيما السعودية.
«بلومبرغ»: أردوغان يتودّد لمستثمري الخليج بعد رهانه الخاطئ في مصر
قالت شبكة «بلومبرغ» الأميركية، إن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يتودّد لدول الخليج بعد رهانه الخاطئ في مصر. وأشارت الشبكة إلى أن أردوغان يسعى إلى الحد من الخسائر الاقتصادية في بلاده من جراء وقوفها مع الجانب الخاطئ، في ما وصفته بصراع القوى الإقليمي حول مصر.
وأوضحت الصحيفة أن المسؤولين الأتراك يتودّدون لمستثمرين من دول الخليج التي أيدت مصر في الثلاثين من حزيران، وقدّمت لها مليارات الدولارات كمساعدات. ورأت «بلومبرغ» أن تلك الخطوة تظهر كيفية الموازنة بين غضب أردوغان من عزل حليفه الإسلامي محمد مرسي، وأهمية المنطقة المتزايدة بالنسبة إلى المصدرين والشركات التركية.
وكانت شركة «طاقة» الإماراتية قد جمدت مشروع لها في تركيا بقيمة 12 مليار دولار في أعقاب سقوط مرسي، بينما تراجعت الصادرات التركية على مصر. وتضمنت جهود إصلاح الضرر زيارة الرئيس التركي عبد الله غول إلى الخليج ووزير المالية ميمت سيمسك، إلى جانب عقد مؤتمر حول العقارات والطاقة للمستثمرين العرب في أسطنبول.
ونقلت «بلومبرغ» عن غانم نوسيبه، مؤسس شركة في دبي لتقديم استشارات حول المخاطر في الشرق الأوسط، أن الخليج مهم لتركيا أكثر من الطريق الملتف حوله. وكلما طالت فترات التوتر السياسي كلما زادت المخاطر على العلاقات التجارية.
وتابع تقرير «بلومبرغ» قائلاً: «إن المنطقة مثلت بديلاً لتركيا بعد توقف محادثاتها مع الاتحاد الأوروبي للانضمام إليه، وأدّت أزمة منطقة اليورو إلى تعطيل النمو التجاري. وزادت مبيعات تركيا للشرق الأوسط ثمانية أضعاف منذ وصول أردوغان إلى السلطة عام 2003، لتصبح 38.6 مليار جنيه في عام 2012. وفي حين لا يزال الاتحاد الأوروبي أكبر سوق لتركيا، فإن الشرق الأوسط يشتري الآن ربع صادراتها».
وتبرز الشركات التركية في السباق للحصول على عقود بمئات المليارات من الدولارات مع توسيع مجلس التعاون الخليجي في البنية التحتية. فتقوم شركة «تاف» القابضة التركية ببناء مطار في السعودية بالمدينة المنورة بينما تقوم بتطوير آخر في الرياض. ويقول سونر كاجاباتي الخببير في الشؤون التركية: «إن استراتيجية أردوغان الإقليمية حققت نجاحاً حتى بدأ الربيع العربي».