من لم يستطع تأمين مصلحة شعبه كالسعودية وقطر كيف يقدمها لشعوب أخرى ما يحدث الآن في حلب هو انتقام من أهلها على انتمائهم الوطني

تركزت اهتمامات القنوات الفضائية العالمية في برامجها السياسية أمس على عددٍ من الملفات كان أبرزها الملف السوري الذي يأخذ وكعادته الحيز الأكبر من التغطيات الإعلامية، حيث كانت الإشارة إلى أوجه الشبه بين مشهد سورية بعد إجراء تسوية حمص حيث يعود المواطنون المهجرون من أرضهم بفعل الإرهاب، وبين ما حصل في لبنان بعد انتهاء حرب تموز 2006 وكيف عاد المواطنون المهجرون إلى ديارهم بعد العدوان الذي شنه العدو الصهيوني على جنوب لبنان، ما يشير وبوضوح إلى أن إرادة الشعب هي التي تنتصر دائماً.

وكانت الإشارة أيضاً إلى استسلام المسلحين في حمص ما سينعكس إيجاباً على المعارك المُقبلة التي سيخوضها الجيش العربي السوري في أكثر من جبهة عندما تنعدم خيارات المصالحة والتسويات التي تنادي بها الدولة السورية، ما يعني أيضاً أن جبهة المقاومة الممتدة من إيران إلى سورية إلى المقاومة في لبنان وفلسطين هزمت المشروع الأميركي السعودي القطري التركي «الإسرائيلي» في سورية ما دفع هذه الدول إلى تحريك أدواتها للانتقام من أهالي حلب على انتمائهم الوطني بضرب البنى التحتية فيها.

بدء تعافي سورية تواكبه بداية خروج مصر من شرنقة «الإخوان المسلمين» وكسر جدار تحالف التنظيمات الإرهابية، خصوصاً التحالف الذي حصل بين «القاعدة» و«الإخوان المسلمين» في المنطقة لا سيما في مصر وسورية للسيطرة على السلطة في الدولتين قبل أن تنقلب هذه التنظيمات على بعضها في سورية وسقوط مشروع «الإخوان» في مصر وعزل الرئيس السابق محمد مرسي الذي تحالف مع «القاعدة» الذي كان يرأس مؤتمراً سمي «مؤتمر الجهاد ونصرة سورية» بدعوة الشعب المصري إلى «الجهاد» في سورية والمطالبة بطرد السفير السوري، بينما السفير «الإسرائيلي» يقبع في القاهرة.

الهموم المعيشية والاستحقاق الرئاسي ملفان تصدرا اهتمامات القنوات الفضائية اللبنانية أمس بعد أن حلت سخونة الملفات الاجتماعية مكان البرود في الملف الرئاسي، وسط ترجيح أن تؤجل جلسة الخميس لانتخاب رئيس جديد من جهة، ومخاوف من انفجار اجتماعي في الشارع من جهة أخرى.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى