تغريدة

فدى دبوس

تسير في الشارع وأنت تتلفّت إلى الناس، لا ترى سوى قاسم مشترك واحد، «الهاتف المحمول». وجوه ضاحكة وأخرى عابسة، شبّانٌ يقرأون رسالة معينة ويتناقشون في ما بينهم، وفتيات يتابعن مواقع التواصل الخاص بكلّ ما يتعلّق باهتماماتهنّ. كلمات كثيرة يمكنك أن تقولها وأنت ترى وجوه هؤلاء الناس، وعبارات كثيرة تشغل فكرك، فيا ترى ما هو الموضوع الأهمّ اليوم المسيطر على الساحة؟ ما هي آراء الناس ومخاوفهم وأوجاعهم؟. لأسئلتنا إجابات كثيرة يبدأ أوّلها عندما نبادر إلى تصفّح حساباتنا الخاصة على مواقعنا الخاصة. هل من الصحيح أن مواقع التواصل الاجتماعي باتت أزمة؟ نقمة أم نعمة؟


جوابنا أنّها شيء مهمّ إن أُحسن استخدامه بالطريقة الصحيحة لا التحريضية، لكن لا عجب إن حرّضت على الفتنة، خصوصاً أن شارعنا العربيّ اليوم بات غارقاً بالفتن والحروب والأزمات، وكل ذلك نابع من عمليات غسيل دماغ ابتدعها عالم عرف كيف يُحكم قبضته على عقول شبابنا الذين لم يتنبّهوا إلى استخدام هذه الوسائل بطريقة حضارية ومفيدة.

نقرأ يومياً العديد من المواضيع التي تتطرق إلى أزمات مواقع التواصل الاجتماعي، فتلك التي تقول بأنه يهدّد العلاقات الأسرية، وأخرى تقول بأنه يجرّ إلى الخيانات الزوجية، والبعض الآخر يجرّ إلى الفتن والثورات… لكن في الحقيقة لا نقرأ موضوعاً يخاطب عقول جيلنا الشابّ ويعلّمه حسن الاستخدام، لم تُخلق الوسائل الإجتماعية «للبلبة» ولا لتحريض طائفيّ أو مذهبيّ أو حتى عقائديّ، هي خلقت مواكبة عصر نحن في الأساس كنّا صانعيه. فإذا عدنا إلى مقدمة إبن خلدون نرى في الحقيقة أنه أشار إلى ما يجب أن نكون عليه اليوم، لكن للأسف لم نقرأ جيداً ما بين السطور لما علّمنا إيّاه.

ليست هذه محاضرة تعليمية ولا حتى مقالاً في التهذيب والإرشاد، هي ليست أكثر من طريقة تعبيرية لواقع حقيقيّ يصادفنا اليوم ونعيشه في يومياتنا العادية، لذا الانفتاح مطلوب ووسائل التواصل الاجتماعيّ لا غنى عنها أبداً، لكن فلتكن آراؤنا ذات تأثير إيجابي يوصلنا إلى ما نتمنّاه، وجلّ ما نتمناه هو ارتقاء جيلنا، الجيل الشابّ إلى مستوى قادر على بناء هذا المجتمع بطريقة صحيحة ومتحضّرة.

لإرسال اقتراحاتكم الرجاء التواصل على:

fedadabbous gmail.com

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى