السعودية تقترح هدنة… ومساعٍ لتقديمها إلى المحكمة الجنائية الدولية
أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أن المملكة العربية السعودية ستواصل دعم الجهود الإنسانية في اليمن على رغم الصعاب على الأرض متحدثاً عن هدنة مدتها 5 أيام لإيصال المساعدات الإنسانية.
وقال الجبير في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الأميركي، جون كيري أمس، في الرياض «نرحب بجهود الأمم المتحدة في اليمن وسنواصل دعمنا لتلك الجهود»، مشيراً إلى أنه أطلع كيري على تفكير الرياض في وقف إطلاق النار لمدة 5 أيام في اليمن للتنسيق مع المنظمات الدولية وإيصال المساعدات الإغاثية.
وقال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري في المؤتمر الصحافي، إن الولايات المتحدة تعمل على تحديد موعد لإعلان الهدنة الإنسانية في اليمن، مشيراً إلى أنهم «قلقون بشأن تحركات إيران المهددة للاستقرار في المنطقة».
وإلى الرياض وصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي يبحث تفاصيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن، وفق ما أعلن الناطق باسم البيت الأبيض جوش ايرنست. وأكد ايرنست أن أميركا لا تزال توفر المساعدة اللوجستية للتحالف، وقد حان الوقت لإيجاد حل غير عسكري للأزمة اليمنية.
وكان الناطق باسم البيت الأبيض جوش ايرنست أكد أن أميركا لا تزال توفر المساعدة اللوجستية للتحالف، وقد حان الوقت لإيجاد حل غير عسكري للأزمة اليمنية.
إلى ذلك، طالبت حكومة خالد بحاح في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي بتدخل عسكري بري في اليمن ضد أنصار الله وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح وفق ما جاء في الرسالة. ودعا وزير الخارجية المستقيل رياض ياسين من جهته، التحالف السعودي إلى إنقاذ اليمنيين في عدن على حد تعبيره.
ويعقد المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد مشاورات مع الخارجية الفرنسية ومجلس التعاون الخليجي في باريس، قبل التوجه إلى الرياض من أجل تحريك الحل السياسي في اليمن. في حين أشار فرحان حق الناطق الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إلى أن الوضع الإنساني تدهور بنحو كبير في عدن وصعدة.
على صعيد آخر، أعلن الأمین العام لجمعیة الهلال الأحمر الإیرانیة علي أصغر أحمدي عن نية الهلال إرسال سفینة مساعدات إنسانية إلی الیمن غداً السبت.
وقال أحمدي أمس للصحافیین علی هامش المراسم الختامیة للملتقی الدولي الذي عقد تحت عنوان «تقلیص خطر الكوارث وإدارة الأزمات في المدن» إن إیران أرسلت شحنة من المساعدات من طریق الجو إلا أن السعودیة حالت دون هبوط الطائرات الإیرانیة في مطار صنعاء.
وبين أنه یجري حالیاً شحن إحدی السفن في میناء بندر عباس جنوب البلاد بمواد غذائية وأدوية يصل وزنها إلى ألفین و500 طن لإرسالها مع عدد من رجال الإنقاذ إلی الیمن من طریق میاه الخلیج وعمان، إذ ستستغرق رحلتها نحو 10 أیام.
ونوه بأن جمعیة الهلال الأحمر الإیرانیة أبلغت الصلیب الأحمر الدولي، ومسؤولي الهلال الأحمر السعودي عبر الفاكس بإرسال هذه المساعدات.
ميدانياً، أعلن الدفاع المدني السعودي مقتل خمسة أشخاص في إطلاق صواريخ من اليمن على مدينة نجران، بعد ساعات على مقتل اثنين بقذيفة سقطت في محافظة الحرث، ما يرفع عدد القتلى السعوديين إلى 10 خلال 24 ساعة.
في غضون ذلك، شن طيران التحالف السعودي ثلاث غارات على صعدة فيما تواصل القصف المدفعي والصاروخي على المناطق الحدودية. كما قصف الطيران المطار والدفاع الجوي في الحديدة شمال غربي اليمن.
وكان التحالف استهدف منطقتي البقعة والشقب الآهلتين بالسكان أسفل مران في صعدة، كما قصفت بارجة حربية سعودية مستشفى ميدي في حجة غرب اليمن بعدد من الصواريخ.
بالتوازي دخل الجيش اليمني منطقة التواهي في عدن بعد اشتباكات عنيفة مع أنصار الرئيس عبد ربه منصور هادي. وسيطر الجيش على مقار رسمية عدة قبل أن تتدخل طائرات التحالف السعودي وتقصف مواقع عدة للجيش في منطقتي التواهي والمعلا.
وفيما تابعت القوات الأمنية اليمنية سيطرتها على ميناء عدن ومقر القوات البحرية والمنطقة العسكرية الرابعة ومبنى التلفزيون الموالي لهادي، فشلت طائرات التحالف السعودي في وقف تقدم الجيش، على رغم استهداف قواته وآلياته بالغارات في محافظات عدن وصنعاء وصعدة.
في هذه الأثناء، اتسعت رقعة المواجهات بين الجيش من جهة وعناصر تنظيم «القاعدة» وأنصار هادي في محافظة أبين، وفي بعض مناطق محافظة لحج. فيما ارتفعت حدة المعارك في أطراف مدينة تعز ووسطها.
كما واصل الجيش اليمني مراكمة إنجازاته من خلال تقدمه إلى مدينة مأرب، بهدف السيطرة على المحافظة النفطية، فيما حاولت قوات الرئيس هادي يائسة استعادة المواقع التي كانت تسيطر عليها.
وتواصلت المعارك بين الطرفين، في ظل استمرار النزوح الكثيف للسكان من محافظة عدن، الذين توجه بعضهم بحراً على متن قوارب صيد إلى مديرية البريقة المجاورة، بعدما توقفت معظم وسائل النقل العامة والخاصة عن العمل، بسبب النقص الحاد في الوقود الذي تعاني منه البلاد، وانقطاع الكهرباء. كما أن توقف المخابز عن العمل، وارتفاع سعر الرغيف إلى الضعفين، فاقم من أزمة اليمنيين، وزاد نسبة المهددين بالمجاعة في شكل غير مسبوق.
محاكمة السعودية
أدى استمرار الحرب على اليمن ودخولها شهرها الثاني إلى ارتفاع أصوات تطالب بمحاكمة السعودية وحلفائها لشنهم هذه الحرب، وظهرت مساعٍ لتقديم السعودية إلى المحكمة الجنائية الدولية لانتهاكها القوانين والمواثيق الدولية في حربها على اليمن.
ووثقت تقارير آثار الحرب على اليمن وأكدت بأن الرياض تخالف أحكام القانون الدولي الإنساني، لا سيما الاتفاقية الرابعة التي تعنى بحماية المدنيين أثناء الحروب، ما دفع برابطة «المعونة لحقوق الإنسان» و «ائتلاف شركاء» ومؤسسة «البيت القانوني»، وكلها منظمات يمنية، إلى التقدم بشكاوى جنائية إلى مدعي عام المحكمة الجنائية، وهذه التنظيمات انضمت في دعوتها لفتح تحقيقات ضد كل من يثبت تطوره في هذه الحرب إلى منظمة «هيومن رايتس ووتش»، المؤسسة الدولية التي تعنى بحقوق الإنسان تدعو أيضاً إلى إجراء تحقيقات دولية محايدة مع جميع المشاركين في التحالف الذي يمعن في قتل اليمنيين وتدمير بلادهم.
ومن فرنسا طالب التحالف الدولي للحقوق والحريات بإيقاف الحرب فوراً وإحالة المتورطين فيها إلى المحكمة الدولية، وأكد التحالف أهمية التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، مشدداً على أن الوضع الإنساني بات كارثياً بعد نحو 6 أسابيع على بدء الحرب.
وقبلت المحكمة الدولية، ومركزها لاهاي الهولندية، النظر في دعاوى جرائم الحرب على اليمن، وذلك وفقاً لأحكام «نظام روما الأساسية» الخاصة بالمحكمة بعد استيفاء الشكاوى جميع الشروط لناحية مطابقة ما يحدث في اليمن مع التعريفات القانونية الدولية لجرائم الحرب وجرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية.
جرائم بالجملة باتت أجساد اليمنيين وأراضيهم مسرحاً لها، من استهداف المدنيين واستخدام أسلحة محرمة دولياً، كالقنابل العنقودية وصولاً إلى استهداف الصحافيين والمؤسسات الطبية والإغاثية، إضافة إلى الحصار الخانق للبلاد بحراً وبراً وجواً.