هل بدأت الحرب العكسية؟
ناديا شحادة
السعودية التي تعتبر اليمن أكثر دول الجوار أهمية لها وتخشى أي تغيير في سياستها خوفاً على مصالحها، وذلك بعد سيطرة جماعة انصار الله على العاصمة صنعاء، الأمر الذي لم يرق لها، فبدأت في محاربتهم من خلال دعم وتعزيز الجماعات الارهابية مثل «القاعدة» لتساعد على اضعافهم، ثم لجأت السعودية الى الرصاصة الأخيرة لمحاربة الارادة الشعبية اليمنية وقوة انصار الله من خلال الهجوم الجوي على الشعب اليمني في 26 آذار من العام الحالي، ذلك الهجوم الذي استهدف المدنيين العزل معظمهم من الأطفال والنساء للحفاظ على مصالحها في اليمن.
ومع استمرار الغارات على العديد من المحافظات اليمنية منها عدن وصعدة، حيث شن التحالف السعودي – الاميركي غارات جوية على محافظة صعدة شمال البلاد، وتم قصف قاعدة العند الجوية ومطار عدن فجر أمس، وفي ظل الفوضى التي يعيشها اليمن ومع استمرار التحالف قصفه العديد من المحافظات، استطاع تنظيم القاعدة الارهابي ان يحكم من سيطرته على بعض المناطق بخطوات توسعية متزايدة على الأرض، وبالذات في محافظة حضرموت تلك المحافظة التي شكلت «القاعدة» مع لجان هادي فريقاً منسقاً وشنّت معظم العمليات العسكرية ضدّ معسكرات ووحدات الجيش وجماعة انصار الله، توسع تنظيم القاعدة في اليمن في ظل الفوضى التي يعيشها الشعب اليمني جراء القصف السعودي المستمر يرجعه المراقبون إلى أن أميركا والسعودية تستخدمان «القاعدة» شماعة لاحتلال الشعوب وهذا ما كان قد أكد عليه رئيس المجلس السياسي لانصار الله في الثلاثاء الماضي.
ومع تواصل الغارات على مناطق مختلفة في اليمن ولا سيما صعدة قام مقاتلون من قبائل يمنية بالسيطرة على مواقع عسكرية سعودية تم اقتحامها الاثنين الماضي في جازان. تلك المدينة بالاضافة الى مدينة عسير هي مدن يمنية، ولكن بعد اتفاق الطائف الذي تم عام 1934 بين المملكة المتوكلية اليمنية والمملكة السعودية وبعد مفاوضات بين الجانبين في أيار عام 1934 حيث أعلن الاتفاق نهاية الحرب السعودية – اليمنية التي اشتعلت في الثلاثينات من القرن العشرين وأعادت السعودية الى اليمن بعض الاراضي التي احتلتها أبان الحرب بينهما التي وقعت بين الادارسة على فترات متقطعة بدأت منذ عام 1924 حيث زحف جيش الامام بقيادة عبد الله بن أحمد الوزير لحرب الادارسة وهزم الادارسة، وكانت المرحلة الحاسمة عام 1934 حيث سيطرت السعودية على حدود عسير ونجران وجازان الجنوبية من الاراضي اليمنية.
ومع سيطرة المقاتلين اليمنيين على تلك المواقع العسكرية السعودية، ومع ما تشهده الساحة اليمنية والحدود السعودية – اليمنية يبقى السؤال: هل بدأت الحرب العكسية؟ خصوصاً بعد أن قررت السعودية تعليق الدراسة في مدارس نجران قرب حدود اليمن، حيث أعلن التلفزيون السعودي الثلاثاء الماضي ان المملكة علقت الدراسة في مدارس منطقة نجران الجنوبية كافة بعد سقوط قذائف قرب الحدود.
وفي ضوء التوترات التي تشهدها الساحة اليمنية والخسارة المتوقعة لآل سعود في اليمن انطلقت في العاصمة الرياض القمة التشاورية لقادة مجلس التعاون لمناقشة الأزمة اليمنية وذلك بحضور الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند كأول زعيم أجنبي منذ تأسيس مجلس التعاون عام 1981 الذي رحب به الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز في كلمته الافتتاحية التي يراها المراقبون أنه ربما دول مجلس التعاون أردات ارسال رسالة للرئيس الاميركي باراك أوباما بأنها بدأت تبحث عن بدائل لبلادها كحليف رئيسي ومصدر للتسليح ولربما لم يكن من قبيل الصدفة شراء كل من دولتي الامارات وقطر طائرات حربية فرنسية «رافال» في صفقات تزيد قيمتها عن عشرين مليار دولار.