عملية ناجحة للجيش السوري والمقاومة في القلمون تربط جرود عسال الورد بجرود بريتال

سيطر الجيش السوري والمقاومة على كامل جرد عسال الورد بمساحة 45 كيلومتراً مربعاً، وأسفرت عمليات الجيش المستمر عن مقتل المسؤول في تنظيم «جبهة النصرة» أبو أحمد مجاهد وكامل مجموعته.

وقد تمكن الجيش والمقاومة من ربط جرود عسال الورد السورية بجرود بريتال اللبنانية بعد السيطرة على قرنة نحلة ومعبر الصهريج، كما سيطرت وحدات الجيش على مرتفع القرنة الاستراتيجي، وقتلت العشرات من مسلحي «النصرة» وحلفائها ودمر عدداً كبيراً من آلياتهم العسكرية في جبال القلمون.

وقد نفذ سلاح المدفعية والصواريخ في الجيش السوري رمايات نارية مركزة استهدفت مواقع المسلحین في قرنا ووادي الكذاب، موقعاً المزید من القتلی والجرحی في صفوف المسلحین.

وفي ريف اللاذقية الشمالي عزز الجيش السوري مواقعه وثبت مواقع جديدة في المناطق التي سيطر عليها أول من أمس في محيط مركشلية وجب الأحمر على محور قمة النبي يونس، في حين استهدفت مدفعية الجيش تحركات المسلحين في قرى مرج خوخة وجب الأحمر وبلدة سلمى.

وفي السويداء، نفذ الجيش السوري كميناً محكماً لمجموعة من تنظيم «داعش» الارهابي، أسفرت عن مقتل أكثر من 30 مسلحاً ومصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر التي كانت بحوزتهم.

وأكد مصدر عسكري بأن «وحدة من الجيش استناداً الى معلومات دقيقة عن تحركات لإرهابيي تنظيم «داعش» وجهت رمايات نارية مركزة ضد تجمعاتهم وأوكارهم في منطقة تلول الفديين غرب منطقة أصفر بريف السويداء»، مضيفاً: «أن العملية حققت أهدافها بدقة وأسفرت عن سقوط قتلى بين المسلحين وتدمير عدد من الآليات وإعطاب أخرى ثبتت عليها رشاشات متنوعة وأسلحة وذخيرة كانت بحوزتهم».

سياسياً، صعدت الولايات المتحدة ضغوطها على الحكومة السورية من خلال محاولتها فتح تحقيق دولي لتحديد الجهة المسؤولة عن هجمات بالأسلحة الكيماوية، وتتحدث عن إقامة منطقة «إنسانية» عازلة.

وأعلن وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أن «إقامة منطقة إنسانية آمنة في سورية تتطلب عملية قتالية كبيرة تقاتل فيها القوات الأميركية المتطرفين الإسلاميين والنظام السوري».

وأكد كارتر أمام أعضاء لجنة الكونغرس الفرعية لشؤون الدفاع أنه سيكون على الولايات المتحدة الدخول في قتال لإقامة منطقة عازلة، ومن ثم الحفاظ على مثل هذه المنطقة، وأضاف: «لهذا فإن هذه مسألة يصعب التفكير فيها»، محذراً من أن «حكومات دول في المنطقة قد لا تكون في حساباتها المساهمة في إقامة مثل هذه المنطقة الآمنة».

وأشار عضو اللجنة السناتور الأميركي ديك دوربان إلى أن ما يحدث في سورية أزمة إنسانية كبيرة في الوقت الحالي لكنها «قد لا تبدو عملية إبادة بالمعنى القانوني الكلاسيكي»، منوهاً بأنه لا يرى نهاية للأزمة في الأفق.

من جهته، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق مارتن ديمبسي في الجلسة نفسها إن القادة العسكريين يخططون منذ فترة لمثل هذه الحالات الطارئة ووضعوا خططاً طارئة لإقامة مثل هذه المنطقة بالتشاور مع نظرائهم الأتراك.

وأكد ديمبسي أن القوات الأميركية قادرة على إقامة مثل هذه المنطقة العازلة في سورية إلا أن هذا يعتبر قراراً سياسياً كبيراً، وسيشغل قوات متمركزة في مناطق أخرى عن أداء مهماتها هناك، مشيراً إلى أن المسألة تعتبر عملية عسكرية لكنها تحتاج إلى قرار سياسي، وأكد أنه لتحقيق مثل هذا القرار يجب أن يشارك فيه «شركاء إقليميون».

من جهة أخرى، أفاد دبلوماسيون بأن الولايات المتحدة اقترحت على مجلس الأمن فتح تحقيق لتحديد المسؤولين عن الهجمات الأخيرة بالأسلحة الكيماوية في سورية وخصوصاً بغاز الكلور.

وأكد دبلوماسي في الأمم المتحدة أن هناك اقتراحاً لإنشاء آلية تسمح للخبراء في هذا المجال بالاطلاع على المعلومات اللازمة لكشف الجهة المسؤولة عن هذه الهجمات وأن الولايات المتحدة تعمل على هذا الملف.

وأشار مصدر دبلوماسي آخر إلى أن هذا التحقيق سيتولاه خبراء تعينهم الأمم المتحدة مهمتهم رفع تقارير إلى المجلس.

وقال مسؤول أميركي إن إنشاء مثل هذه الآلية «أمر ضروري لإحقاق العدل للشعب السوري ولمحاسبة أولئك الذين استخدموا الأسلحة الكيماوية في سورية مراراً»، مؤكداً أنهم في الولايات المتحدة يسعون بكل جد مع الأمم المتحدة لبحث الاستخدام المستمر لغاز الكلور كسلاح في سورية، مضيفاً أن مجلس الأمن يجب أن يكون قادراً على تحديد الجهة المسؤولة عن استخدام هذه الأسلحة لفرض عقوبات محتملة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى