«الطلياني» لشكري المبخوت تفوز بجائزة «بوكر» العربية

فازت رواية «الطلياني» للروائي التونسي شكري المبخوت بالجائزة العالمية للرواية العربية… «بوكر»، إذ أعلن ذلك الشاعر مريد البرغوثي رئيس لجنة التحكيم، بحضور الشيخ سلطان بن طحنون رئيس هيئة أبو ظبي المشرفة على الجائزة.

وجاء الإعلان عن ذلك مساء الأربعاء الماضي عشية افتتاح معرض أبو ظبي الدولي للكتاب، في فندق «هيلتون كابيتال غراند» ـ أبو ظبي، بحضور أعضاء لجنة التحكيم والروائيين الستّة الذين رُشّحت أعمالهم للقائمة القصيرة في الجائزة هذه السنة، وهي مموّلة من هيئة أبو ظبي.

الأعمال الستة هي: «شوق الدرويش» للسوداني حمور زيادة، «ممرّ الصفصاف» للمغربي أحمد المديني، «الطابق 99» للبنانية جنى فواز الحسن، «حياة معلقة» للفلسطينيّ عاطف أبو سيف، «ألماس ونساء» للسورية لينا هويان الحسن، و«الطلياني» للتونسيّ شكري المبخوت.

وجاءت المنافسة على جائزة هذه السنة 2015 بمشاركة 180 رواية من 15 دولة عربية، قبل إعلان القائمة الطويلة في 12 كانون الثاني، وتضمّنت 16 رواية من تسع دول. ويرأس لجنة تحكيم الجائزة الشاعر والكاتب الفلسطيني مريد البرغوثي. كما ضمت لجنة التحكيم كلّاً من الشاعرة والناقدة البحرينية بروين حبيب، والأكاديمي المصري أيمن أحمد الدسوقي، والناقد والأكاديمي العراقي نجم عبد الله كاظم، والأكاديمية والمترجمة اليابانية كاورو ياماموتو.

وفي لقاءات صحافية أجريت مع الروائيين الستّة، إذ استضافتهم كل من «جامعة نيويورك» ـ أبو ظبي، واتحاد كتّاب الإمارات، جاء الحديث حول وضع الرواية العربية المعاصرة ودورها في العالم العربي. وما العلاقة بين الرواية والسياسة. وطُرحت أسئلة عدّة، منها: هل يمكن أن نعتبر أن الرواية هي تلك النافذة البديلة التي تصوّر لنا حالة مجتمعاتنا في بقعة جغرافية متسارعة الأحداث وفي خضمّ صراعاتها المحتدمة؟

وجاء في مجمل آراء الروائيين في جلسة نقاش اتحاد الكتّاب، أنهم يكتبون الرواية ليعبّروا عن أنفسهم، لأن الكتابة تتيح للإنسان أن يعيش حياة لا يعيشها في الواقع. مشيرين إلى أن «بوكر» كان لها الفضل في الخروج برواياتهم من النطاق الجغرافي الضيّق، لتصل إلى فضاءات أكثر اتساعاً.

وقال عاطف أبو سيف: «إن أهمية الرواية تكمن في تسليط الضوء على الأحداث المحلية التي تناولها الكاتب في عمله ونقلها بفنية وجمالية إلى الأفق العالمي». معبّراً عن هواجسه بالبحث عن هموم الناس وآلامهم من خلال الخلاص الفردي للشخصية المحورية التي عبّر عن أزمتها. مؤكداً أنه لولا «بوكر» لظلت رواية «حياة معلقة» حبيسة في غزّة.

الكاتب السوداني حمور زيادة، أشار إلى موضوع النقد، موضحاً أنه لا ينزعج من النقد ولا يهتم بالمديح، لأن النصّ بعد النشر يصبح ملك القارئ.

وفي موضوع الكتابة، وردّاً على تساؤل أحد الحضور، أوضحت جنى الحسن صاحبة «الطابق 99» أنها لا توافق على التفريق بين رجل وامرأة، وهي تدعو إلى كسر هذه الأسطورة في التمييز في مسألة الإبداع بين الرجل والمرأة.

وأضافت أنها عندما كتبت الرواية حاولت الابتعاد عن أثر ترشيح روايتها السابقة لجائزة «بوكر» من قبل، وعندما رُشّحن «الطابق 99» للقائمة القصيرة في الجائزة، شعرت أنها كسرت حاجزاً نفسياً.

وأكد المشاركون أن الرواية تنقل الحياة الدرامية الخاصة، وأن هاجس الكاتب كما أشارت كاتبة «ألماس ونساء» لينا هويان الحسن، إلى أنها تحبّ اقتناص الواقع لمصلحة الخيال. معبّرة عن واقع المرأة والمنزل الشامي والأجواء الدمشقية.

وأوضح شكري المبخوت أن تجربته في روايته «الطلياني» هي التي فرضت نفسها عليه. فهو الجنس الوحيد الذي يقبل ما كان يسعى إلى تناوله حول فترة تحوّلات الإنسان وتردده بين مواقف مختلفة. فهي تتيح مدى واسعاً للحديث عن الصراعات والتناقضات.

وأضاف أنه قد استفاد من كتباته السابقة في الشعر والعمود الصحافي، لكن الرواية تحتاج إلى خيال وبنية متماسكة، وعلينا ألّا نخطئ في تتبع الأشخاص في العمل الروائي، لكن الكتابة الأكاديمية مسألة مختلفة.

الجدير ذكره، أن الجائزة العالمية للرواية العربية، هي جائزة سنوية تختصّ في مجال الإبداع الروائي باللغة العربية. وأطلقت الجائزة في أبو ظبي في 2007 وترعاها مؤسسة «جائزة بوكر» في لندن، بينما تقوم هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة بدعمها مالياً فقط. ويحصل كل من المرشحين الستة في القائمة القصيرة على عشرة آلاف دولار، بينما يحصل صاحب الرواية الفائزة على 50 ألف دولار إضافية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى