الأسد يفاجئ بالظهور في دمشق متحدياً… مكرّماً أبناء الشهداء الجيش السوري وحزب الله يفتحان القلمون ويغلقان جيش الفتح

كتب المحرر السياسي:

الغليان إلى حافة الانفجار هو السمة التي يمكن وصف الوضع الإقليمي بها، فالغرور الذي أخذ السعودية إلى حرب فاشلة، سيأخذها بعد ربما إلى حرب مجنونة رفضاً للتسليم بالفشل، فقد كان النجاح المفاجئ الذي حققته القبائل اليمنية مدعومة من الجيش واللجان الثورية بدخول محافظة نجران الحدودية اليمنية المحتلة من السعودية، وما تبعه من تساقط للصواريخ على قواعد المدفعية والدفاع الجوي في مركز المحافظة، مدخلاً إلى حفلة جنون سعودية، تحدث عنها الناطق العسكري العميد أحمد العسيري، بإعلانه دخول مرحلة ثالثة من الحرب بعد عاصفة الحزم وحملة الأمل لكن هذه المرة من دون تسمية سوى سيدفعون الثمن، وصعدة ستكون هي الهدف، للقصف الوحشي الذي قرّرت السعودية أنه سيحميها من الفشل.

كما كانت «إسرائيل» تنتقل من مرحلة إلى مرحلة وتتهرب من التوغل البري، في حربها على غزة تعيد السعودية الكرة، بعدما كان وزير الخارجية السعودي صباحاً قد أعلن مع وزير الخارجية الأميركي، هدنة خمسة أيام للأغراض الإنسانية، مع قبول الدعوة للحوار اليمني خارج السعودية ومن دون رعاية مجلس التعاون الخليجي ومن دون الاعتراف بشرعية منصور هادي. ويبدو أنّ الشعور بالهزيمة من جراء هذا الإعلان إثر ما شهدته الحدود ليلاً، تسبّب بتراجع السعوديين من دون أن تشهد الحدود نهاراً ما يبرّر التبدّل، فما قاله العسيري عن تجاوز الخطوط الحمر وتغيّر الأهداف، فقدان للذاكرة لأنّ الأصل في أهداف «عاصفة الحزم» كان ما أسماه السعوديون إبعاد الخطر الحوثي عن المملكة، وبدلاً من إعلان أنّ الحرب فشلت في تحقيق هذا الهدف ابتكر العسيري نظرية تغيّر الأهداف.

التصعيد السعودي يبدو برأي مصادر متابعة لتداخل ملفات المنطقة، أنّ الذي تغيّر هو سقوط الرهان على نقل المواجهة التي تحقق النقاط إلى الحدود اللبنانية السورية في القلمون، حيث استثمرت السعودية وتركيا و»إسرائيل» مالاً وسلاحاً وقدرات في تجهيز «جبهة النصرة» وتوحيد الفصائل المسلحة، كشفت مكانته في الحسابات السعودية حملة إعلامية شاملة طغت على الحدث اليمني ليومين استهدفت نشر إشاعات تطاول حياة الرئيس السوري بشار الأسد، ووجوده في دمشق، ردّ عليها الرئيس الأسد بالتحدّي فحضر مكرّماً أبناء وبنات الشهداء في عيدهم، من دون مراسم ومواكب ودخل على قدميه ماشياً بينهم من دون مرافقة، بينما كانت حملات إعلامية سعودية تستهدف خطاب السيد حسن نصرالله بالتشكيك في قدرة المقاومة على دخول حرب القلمون، واللجوء لأسلوب إعلامي مبتذل في الحملة، لتكون الصدمة السعودية في تطورات الأمس في القلمون التي تمكن عبرها الجيش السوري ومقاتلو حزب الله من تحقيق إنجاز هام يفتتح حرب القلمون من منطقته الوسطى في عسال الورد، والنجاح بتقطيع أوصاله أربع شرائح منفصلة يسهل التهامها، مع السير قدماً بخطة الحرب، فأغلق «جيش الفتح» الذي طبل له السعوديون وزمروا باعتباره التحول الذي سيغيّر مجرى الحرب.

تطهير جرود عسال الورد

نفذ حزب الله والجيش السوري في جرود القلمون عملية عسكرية هجومية بالمناورة الأرضية وبالإسناد الناري أدت خلال ثلاثة مراحل قتالية وضمن ست ساعات إلى تطهير جرود عسال الورد في شكل كامل من الإرهابيين على مسافة تتراوح بين 50 و70 كيلومتراً مربعاً، ما تسبب بانهيار دفاعات المسلحين شمال منطقة التطهير وشرقها، وفرارهم من 3 مواقع قبل أن يدخلها حزب الله والجيش السوري.

ولفتت مصادر عسكرية لـ«البناء» إلى «أن الهجوم شكل مفاجأة عملانية للمسلحين، وانعكس انهياراً في معنوياتهم فلاذوا بالفرار». وركزت المصادر على «أن تداعيات عملية الأمس مرتبطة بمدى تأثيرها على مجريات المعركة الشاملة عندما تبدأ».

كما استهدف حزب الله منصة صواريخ تابعة للمسلحين في منطقة وادي الرعيان كانت ستستهدف عدة قرى في البقاع الشمالي.

القلمون تنهي تهديد دمشق وتحمي لبنان

وكانت «جبهة النصرة» نفذت وجيش فتح المبين هجوماً استباقياً أول من أمس على مواقع حزب الله والجيش السوري بين جرود فليطا وجرود بريتال، إلا أن حزب الله استوعب الهجوم بموجب الكمائن المحضرة سلفاً، ما أسفر عن مقتل العشرات بينهم القيادي في «النصرة» أبو مجاهد وقيادي آخر ملقب بالأسود. وأفشل الهجومات المتعددة التي نفذها المسلحون في تلك المنطقة في محاولة منهم لفتح الطريق باتجاه جرود عسال الورد، لتأمين إعادة وصلهم بإدلب عبر القصير، بهدف إحداث ثغرات توفر لهم الفرار تجنباً للمعركة.

وفيما كانت نقاط تجمع المسلحين وغرف عملياتهم في الزبداني قد شهدت قصفاً مدفعياً نفذه الجيش السوري، حاولت «جبهة النصرة» القيام بعملية تضليل وتشتيت للجيش السوري، وأرسلت مجموعات مسلحة عبارة عن خلايا نائمة في مخيمات النازحين في البقاعين الغربي والأوسط من الحدود اللبنانية- السورية باتجاه الصويري لشد الأنظار إلى تلك المنطقة عن الزبداني.

كما أرسلت «جبهة النصرة» مجموعة حاولت التسلل إلى لبنان عبر بركة الرصاص في عيتا الفخار قضاء راشيا. ووضعت مصادر عسكرية لـ«البناء» أرجحية تسلل المسلحين من القنيطرة، عبر وادي شبعا إلى جنعم، فعيحا، وصولاً إلى وادي أسود الذي يفصل بين عيتا الفخار وينطا باتجاه وادي الحرير، أو من البقاع الغربي، ظهر الأحمر، كفرقوق، وادي اسود باتجاه حلوى، وادي الحرير في محاولة من هؤلاء المسلحين إلهاء قيادة الفيلق الأول الموجودة في الوادي، التي تجعل إمكانية تسللهم صعبة نسبياً».

وأشارت مصادر عسكرية لـ«البناء» إلى «أن معركة القلمون التي ستقضي على وجود المسلحين في السلسلة الشرقية من شأنها أن تنهي التهديد لدمشق وتحمي لبنان». ولفتت المصادر إلى «أن سيطرة الجيش السوري على ميدعا، أدى إلى الإطباق على دوما من كافة الجوانب، لا سيما أن ميدعا تشكل نقطة استراتيجية فهي تفصل بين الغوطة الشرقية والسلسلة الشرقية، هذا فضلاً عن استعادة حزب الله لقرنة النحلة في السلسلة الشرقية الأمر الذي ضيق الخناق على المسلحين».

بري: كهرباء لبنان لا تخضع لأي رقابة منذ 8 سنوات

سياسياً، لا تزال الجلسة التشريعية عالقة بسبب الخلاف على جدول الأعمال الذي من المفترض بحسب الكتل ذات الغالبية المسيحية أن يراعي تشريع الضرورة.

وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري لا يظنن أحد أنني ضد الملفات العالقة استعادة الجنسية، ضمان الشيخوخة، الحماية الاجتماعية ، تعديل تملك الأجانب، وتمديد خط أنابيب الغاز الساحلي التي يطالب التيار الوطني الحر بوضعها على جدول الأعمال»، مشيراً رداً على سؤال عن موعد الجلسة التشريعية: «اسألوا المعترضين على عقدها أنا قمت بواجبي ولن أجري اتصالات بعد الآن».

وحمل رئيس مجلس النواب بحسب ما نقل عنه زواره لـ«البناء»، نواب 8 آذار والتيار الوطني الحر كما نواب 14 آذار، مسؤولية التأخير في إرسال اقتراحات القوانين بسبب عدم حضور الاجتماعات، وأعطى مثلاً على ذلك لجنة الصحة العامة التي تضم 3 نواب من التيار الوطني الحر ونائب من التحرير والتنمية، مقابل 3 نواب لـ14 آذار.

ولفت إلى «أن السبب الذي حال دون وصول اللجنة الفرعية المكلفة دراسة مد خط الغاز من البداوي حتى صور، يعود إلى نتائج دراسة الأثر البيئي التي طالبت وزارة البيئة بإنجازها قبل إقرار القانون، والاعتراض الذي سجلته مصلحة سكك الحديد التي طالبت بأن يتم التنسيق معها من قبل وزارة النفط على اعتبار أن وزارة الطاقة تقترح اعتبار خط سكك الحديد كممر للأنبوب، فضلاً عن ضرورة مناقشة الموضوع على ضوء تطور ملف النفط والغاز في البحر الذي قد يفرض تغيرات جوهرية في مقاربة الموضوع».

وتحدث رئيس المجلس أمام زواره عن الوضع المالي والاقتصادي، وتراكم مشكلة الديون من عام 1992 لغاية الآن، واستنزاف المالية العامة بتسديد العجز الذي خلفته مؤسسة كهرباء لبنان، وكيف أن هذه المؤسسة لا تخضع لأي رقابة منذ 8 سنوات. وأشار بري إلى «أنه يحضر ملفاً قضائياً لمقاضاة «إسرائيل» على قتلها عمداً الجندي الإسباني على أرض لبنانية». إلى ذلك، وجه رئيس مجلس النواب الدعوة إلى انتخاب رئيس جمهورية في 13 أيار قبل 12 يوماً من دخول الفراغ الرئاسي عامه الأول.

جلسات متتالية للموازنة

حكومياً، أنهى مجلس الوزراء دراسة أحكام الفصل الأول من مشروع قانون الموازنة المتعلق بأرقام الإطار وإصدار سندات الخزينة والقروض والاستثمارات، خلال جلسة عقدها برئاسة الرئيس تمام سلام في السراي الحكومي. وقرر المجلس عقد جلستين لاستكمال دراسة المشروع يومي الاثنين والأربعاء المقبلين على أن يعقد جلسة عادية الخميس المقبل، وفق ما أعلن وزير الإعلام رمزي جريج.

وأشارت مصادر وزارية لـ«البناء» «أن الجلسة كانت جيدة، وشهدت نقاشاً علمياً دستورياً»، مشيراً إلى «أن مواد الموازنة التي أعدها وزير المال علي حسن خليل هي نقلاً عن مواد دستورية، بالتالي فإن التعديلات التي طرأت على بعضها، هي تعديلات بالشكل والصيغ وليست بالمضمون». ولفتت إلى «أن جلسة الاثنين المقبل ستناقش قانون البرامج لكل الوزارات». واعتبرت المصادر «أن الخلافات ستظهر عند الوصول إلى تضمين أرقام السلسلة في الموازنة»، مشيرة إلى «أن وزيري التربية الياس بو صعب والخارجية جبران باسيل يريدان فصل السلسلة عن الموازنة في حين تتمسك 14 آذار بضمهما».

وأكد وزير العمل سجعان قزي لـ«البناء» «أن الأرقام المعروضة إذا لم تترافق مع تصور إنمائي واقتصادي ينعش الاقتصاد المالي ستزيد العجز أكثر مما هو متوقع حالياً». وأيد قزي «أن يجري البحث في بنود الموازنة مع تحييد السلسلة بانتظار التفاهم على الأرقام بين النفقات والواردات من جهة، وإقرار المجلس النيابي السلسلة من جهة أخرى»، مبدياً تخوفه «أن تضم واردات السلسلة إلى الموازنة وتصرف على قضايا أخرى لا علاقة للسلسلة بها».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى